المؤامرة المتدحرجة…الأمس واليوم وغداً ..!!

المؤامرة القاسية والمكر الخسيس الذي تتعرض له حماس اليوم ليس استثناءً عابراً ، أو فلتة أملتها ظروف محددة طارئة ،، بل إن ما تلاقيه حماس وتواجهه من مخططات تآمرية لئيمة تستهدف تعطيل مسيرتها ..يُعتبر أحد فصول الكيد المريب الذي ما انفك يلاحق حماس عبر مسيرتها المباركة ، وإن كانت هذه المحطة التآمرية تحملا قدرا كبيرا من الأذى والتحدي .. ولا يتورع القائمون على وزرها من الرهان على مصير شعبنا والمقامرة بكل المكتسبات التي حققها عبر شلالات الدم المهراق على طريق الحرية والانعتاق من قبضة الاحتلال البغيض ، بل والارتكاس الى دركات من الفجور .. بحيث تصبح عندها الحرب الأهلية الطاحنة أداة مشروعة وخيارا مقبولا ، يمكن اللجوء إليهما بدون تردد أو وجل لقاء تسجيل نجاح باهت مخادع في سجلات ولي أكابر مجرمي الفلتان ..ووكيل تنفيذ مخططات الحرب على حماس سابقاً ولاحقاً ،،!!
فالمؤامرة الفعلية بدأت أوائل تسعينيات القرن الماضي ، عندما جاءت أوسلو على قاعدة التنسيق الأمني وملاحقة المجاهدين وتفكيك قوى المقاومة ومحاصرتها ، وتدمير بنيتها وتجفيف مصادر دعمها وتمويلها !! في خطة محكمة تنفذ عبر مستويات جغرافية مختلفة ، حتى بات قادة حماس وابناؤها يتوزعون على سجون ثلاثة كيانات سياسية ، ذاق خلالها المئات من أبناء الحركة ألوانا من العذاب والقهر لا سيما في سجون سلطة أوسلو الفتية ، وآخرون يتعرضون لمؤامرات التصفية الجسدية ، بينما يتم ملاحقة بقيتهم ويُجبرون على مغادرة البلد الذي يقيمون فيه استجابة لرغبات (أبناء العمومة)، كل ذلك كان يتم لتحقيق هدف واحد يتمثل بتفكيك حماس والقضاء عليها!!!
ولكن يبدو أن حماس التي تعي دورها جيدا وتدرك الواقع الذي تعايشه وحجم التحديات المفروضة ، استطاعت تجاوز المحنة بحكمة وتبصر ، فإذا هي أصلب عودا وأشد شكيمة !! ولكن ما أن تتم حماس تجاوز مرحلة وتتخطى عقباتها حتى تجد مزيدا من الحفر والحواجز والتحديات تعترضها .. ، وصولا إلى التحدي القائم حاليا والذي يستهدف إفشال حماس وإجبارها على التخلي عن برنامجها الذي جاء بها إلى التشريعي والحكومة تمهيدا لسحب الجماهير تأييدهم لها بين يدي محاولة إقصائها كليا عن المشهد السياسي وإسدال الستار على تجربتها نهائيا.
فعلى حماس إذاً أن تدرك تمام الإدراك انه مع نجاحها في إفشال المؤامرة وتفويت الفرصة على المتربصين وتجاوز فصل الكيد القائم ،، فإنها سرعان ما تواجه بمؤامرة أخطر وأكثر عنفا ، مشفوعةً بمسوغات جاهزة تفضي إلى وضع حماس وتجربتها أمام تحدٍ خطير للغاية فيما يمكن أن ينتج عنه!! وعليه فإن دقة التصور لما يمكن أن يحمله مشهد ما بعد تجاوز التحدي القائم ، والنجاح في محاولة استشراف ما وراء (الأكمة) ، ينبغي ان يكون أحد أهم العوامل التي تحدد طبيعة وشكل مواجهة التحدي القائم حالياً ،وأسلوب مواجهته وتحديد ألأبعاد الدقيقة للتعاطي معه ، ومدى التقدم في شوط الضرب على أيدي العابثين … !! فالمعركة المفروضة اليوم على حماس .. لا ينبغي على حماس أن تواجهها بمعركة مضادة تقوم على الحسم النهائي ، ببساطة لأن ظروف الحسم (يوم تحين) ينبغي ان تحددها حماس بناءً على قراءة المعطيات والنتائج المتوقعة لمثل توجه كهذا ، وهو في النهاية توجه تمليه المصلحة العامة وتتحدد شكله وأبعاده تقديرات هذه المصلحة الدقيقة!!
فالظروف الراهنة تفرض على حماس قيادة معركة تستهدف إضعاف وتعرية وتشتيت اللحديين الجدد تحت لافتة المحافظة على ( التوازن) القائم (إلى حين) ، ولا ينبغي أن يكون خيار الحسم العسكري مع اللحدين يخضع لاعتبارات القدرة عليه فقط ، فالقدرة عليه متحققة ومنذ ما قبل لقاء مكة ، ولكن يجب ان يخضع خيار الحسم لاعتبارات القدرة على التحمل والصمود أمام واقع ما بعد الحسم ، بيد أن ما بين السكوت التام وعدم الرد على الجرائم البشعة المرتكبة بحق قادة حماس وأبنائها كما كان عليه الحال إبان فصل التآمر الأوسلوي الأول ، وما بين المواقف التي يلح أصحابها على حماس بسرعة الحسم وإنهاء التمرد حاليا ، مستويات متعددة من المواجهة مع اللحدين والضرب على أيديهم وتخضيد شوكتهم وتصفية كبرائهم وتحييد أفواج جديدة من أبناء فتح غير الراضين عن منهج الانقلابيين ، كل ذلك يتم في إطار رد العدوان عن الحركة وأبنائها من ناحية ، والمحافظة على التوليفة السياسية القائمة من ناحية أخرى!!
ذلك أن القدرة على ضبط النفس وكبح الجماح عن الانزلاق إلى معركة نهائية حاسمة ، والاستمرار بامتلاك قدر لا بأس به من التحكم بخيوط اللعبة القائمة وتوجيهها وجهات تتلاءم مع قدرات حماس وطاقاتها على الصمود والثبات ، يترتب عليها منافع أكبر بكثير من النتائج المتوقعة لمعركة الحسم الذي يتوق لها الكثيرون من أبناء وأنصار حماس !!
فلا داعي اليوم للذهاب إلى منتهى الشوط في مواجهة الانقلابيين، ولا وضع القشة على ظهر البعير ، وإن كان المطلوب المرابطة عند ما قبل نهايات الشوط وإبقاء البعير ينوء بأحماله الثقيلة ،!! طالما أن اللحديين يخسرون يوما بعد يوم عسكريا وسياسيا ومعنويا ،، في حين يعني حسم المعركة معهم نهائيا ، فتح السبل أمام تحديات أكثر خطورة وعنفاً !! عبر فصل جديد وغير مسبوق في خطورته ودرجة التحدي الذي يحمله.
وإن تروي حماس عن الإقدام على إنهاء فصل المؤامرة القائمة لا يعدو كونه محاولة لتأخير استحقاقات التحدي القادم ليس إلا، وهو واقع لا محالة ، وكلما تأخر أوانه وجدت حماس فضلة من وقت وجهد لمزيد من الإعداد والعدة والتجهيز والتحشيد لمواجهة الأسوأ،، والذي قد يكون قوات عربية أو أممية وأمريكية على وجه الخصوص ، وعندها تكون معركتنا مع الصهاينة قد دخلت مرحلتها النهائية أو ما قبل النهائية !!!
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأونروا تحذر من ضرر غير قابل للإصلاح مع إطالة أمد الحصار الإسرائيلي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن إطالة سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال المساعدات إلى...

السفير الأمريكي في إسرائيل يجدد دعم واشنطن لتهجير الفلسطينيين من غزة
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام جدد السفير الأمريكي لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي مايك هاكابي، دعم واشنطن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، رغم...

جيش الاحتلال يعلن استعادة رفات جندي قٌتل في اجتياح لبنان 1982
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، استعادة رفات جندي إسرائيلي من الأراضي السورية في عملية وصفة بالخاصة....

مسيرة احتجاجية في ستوكهولم تنديدا بالإبادة الإسرائيلية في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام انطلقت في العاصمة السويدية ستوكهولم، السبت، مسيرة احتجاجية تنديدا بقرار إسرائيل توسيع الإبادة على قطاع غزة. ووفق الأناضول؛...

1500 مواطن فقدوا بصرهم جراء الإبادة في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت وزارة الصحة الفلسطينية أن نحو 1500 مواطن فقدوا البصر جراء حرب الإبادة، و 4000 آخرون مهددون بفقدانه؛ مع نقص...

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، حملة دهم واعتقالات في عدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة، تخللها...

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...