السبت 10/مايو/2025

الاحتباس الأخلاقي

 د. داود حلس

قصفت الولايات المتحدة عدة قرى عن طريق الخطأ، سقط مئات المدنيين الأبرياء جراء ذلك القصف. اعترف القادة الأمريكيون بالمسؤولية سواء في أفغانستان إلى العراق إلى … سقط مئات من الفلسطينيين جراء الاعتداءات الإسرائيلية اللاإنسانية.

لم تتوقف تلك الجرائم البشعة بحق الإنسانية يوماً ! بل تتوالى صباح مساء ! وهي مدانة بحق كل الشرائع السماوية والأرضية دون سماع إدانة دولية صريحة في ظل الاحتباس الأخلاقي الدولي العالمي اليوم؟!.

انشغل العالم بدوله الثمانية العظمى بمشكلة الاحتباس الحراري ( ارتفاع في درجة حرارة الأرض ) فأين هذا القلق العالمي من انخفاض درجة حرارة الأخلاق، أليست هذه البرودة أشد ضراوة وفتكاً بالإنسانية من حرارة الأرض؟!.

قابلت (إسرائيل) اجتماع الدول الثمانية بجريمة أخرى بحق الإنسانية باعتدائها على عائلة آمنة في بيتها

( عائلة الجعبري ) فقتلت رجلاً مسناً وأصابت جميع أفراد الأسرة، جريمة أخرى تضاف لجرائمها التي لا ترتفع لها حرارة الضمير الإنساني … اعتقالات لأطفال ، لنساء ، لنواب ، لوزراء كان آخرهم وزير التربية والتعليم الذي كان همه الأساس بناء الإنسان الصالح المصلح للإنسانية جمعاء ! فكم هي الأخطار المحدقة بالإنسانية اليوم التي تهدد الثروات الأساسية ( الجنس البشري ) بأدوات علمية رصينة ، وبمنتهى الوضوح فان كل جريمة ترتكب لا بد أن يسبقها قيمة أو عدة قيم ! فالحل الأكيد يتمثل أولاً في منهج أخلاقي.

ومن قرأ قبل سنوات التقرير الصادر عن الأمم المتحدة الذي يبلغنا فيه أن العائد السنوي للمنظمات الإجرامية العالمية قد بلغ ألف مليار دولار في مجال نشاطها في المخدرات والدعارة إلى تلك النشاطات الشيطانية، تعجبت حينها أن هذا المبلغ يعادل الناتج القومي للدول الفقيرة مجتمعة بسكانها الذين يبلغون ثلاثة مليارات نسمة ! أليس كل مكسب لهذه المنظمات هو خسارة للشعوب في الجانب الآخر، وإذا كانت وزارات التربية والتعليم في العالم مدعوة لمكافحة هذه الجرائم فمن المدعو اليوم لكبح جماح جرائم (إسرائيل) ومن يعاونها في معاداتها للإنسانية ؟ وإذا كانت الحرب تنشأ أساساً في عقول الرجال كما تقول أدبيات اليونسكو فإن الجرائم تنشأ أيضا في قلوب و أفهام الشباب، فمن الواجب على الدول الثمانية في اجتماعاتها أن تسعى لتجفيف المنابع التي ترتوي منها جوانب من يقوم بالإعداد والتنفيذ لهذه الجرائم ضد الإنسانية وهذا الشرط هو اللازم والأكيد لحياة الإنسان ، ولحياة الأمم والشعوب قبل البدء بمشكلة الاحتباس الحراري.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات