من يريحنا من المدهون وأضرابه..؟

جرت سنة الله تعالى أن يبتلى كل مجتمع مسلم بمجموعة من المفسدين المخربين ممن ينتسبون إلى أهل المجتمع اسماً، ويعادونه قلباً وقالباً… وهم غالباً من الفئة الضالة التي يغلب عليها الجهل والانحراف والتسكع، فضلاً عن ابتعادها كل البعد عن كل القيم والمبادئ الإسلامية والدينية، بل والإنسانية.
وهذه الفئة هي الفئة المطلوبة دوماً لدوائر الإجرام والإفساد والتجسس والعمالة، فهي الفئة التي يسهل الوصول إليها والتعامل معها في العديد من أحط الأعمال كمثل ترويج الخمور والمخدرات، وإغراق البلاد بالمنكرات، وهي التي يمكن أن تشكل فريقاً من البلطجية والزعران، لتفرض الرعب والإتاوات على أهل البلاد.
وكذلك فإنها الفئة التي ترغب – في كثير من الأحيان – الجهات الأمنية في البلاد في التعامل معها، وتتركها إلى حد ما لتستخدمها متى ما شاءت في بعض الأعمال القذرة.
ولك أن تتخيل مجتمعات هذه الفئات والتي ينتشر فيها الزنى وفعل قوم لوط، وتعاطي المخدرات، والسباب والشتائم، بل والتطاول على الخالق سبحانه وتعالى، والسرقة والفساد، ويكثر فيها الفاشلون دراسياً ممن لا يجدون عملاً ولا مأوى سوى أزقة الحارات القديمة، وبعض الأماكن الخربة، والبيوت المهجورة والخرب، فما هو مستوى هذه المجموعات علمياً وسلوكياً وفكرياً ..؟ إنه أحط وأسوأ مستوى يمكن أن يتصور…
هؤلاء المنحطون حثالة المجتمعات، يبقى همهم وعملهم وإفسادهم في دوائر الممنوعات والمنكرات والشهوات، فما قولكم إذا اجتمعت هذه الصفات في مجموعة ما، وزاد عليها انسلاخهم من أي مبدأ وشعور وانتماء لمجتمعاتهم وأوطانهم، بل وأصبحوا أدوات تخريبية لمجتمعاتهم لصالح العدو؟
إن هذه الأوصاف الآنفة الذكر لتنطبق تماماً – بل ربما أكثر- على مجموعة المنسلخين من القيم والمبادئ والأخلاق والدين؛ من المنفلتين والانقلابيين في غزة والضفة، من المنتسبين إلى حرس الرئيس – المتواطئ معهم بسكوته عنهم – ومن الأمن الوقائي، ومن قوات الأمن المختلفة، من أمثال دحلان والمدهون والنجار وغيرهم من الأسماء العفنة.
إننا لنكتب هذا من عمق المعاناة ومن صميم الحدث، فهؤلاء يقومون على مرأى ومسمع الجميع بمن فيهم الوفد الأمني المصري، يقومون بالتطاول على الناس، والخيانة لأوطانهم، ومحاربة المقاومة الشريفة التي تسعى للدفاع عن الناس والأرض والعرض والعقيدة، والتغول على الشرفاء والوجهاء والعلماء، ساعين بكل ما أوتوا لحماية بني صهيون، ومحاربة أبناء ومناصري حركة المقاومة الإسلامية حماس، وكل الفضلاء من أبناء المقاومة الشريفة، كل ذلك لأجل حفنة من الدولارات المغموسة بالذلة والخيانة.
وليس أدل على ما أقوله ما حصل مع الدكتور البراوي قبل يومين؛ من اختطاف له وإطلاق الرصاص على رجليه، بأوامر مباشرة من المدهون عليه غضب الله، وكذلك الأحداث التي تحصل يومياً وبصورة استفزازية قذرة وتطال الآمنين والصالحين من أبناء شعبنا المصابر.
وعلى الرغم من إيماننا بأن هذه الفئة الباغية المارقة، لن يطول عمرها، ونعرف جيداً رفض الناس ولفظهم لها، إلا أننا نعتقد أنه قد بلغ السيل الزبى، وما عاد ينفع معهم التهاون والصبر، بل إن الصبر الآن يوصف بأنه عجز وتخاذل، وقد يؤدي إلى وصولهم إلى مقاتل للمقاومة، وربما يؤدي السكوت عنهم إلى إفشال مساعي المجاهدين للنيل من العدو في أكثر من منطقة في غزة، وسيظن الناس أن هؤلاء لهم يد طولى، ويستطيعون أن ينفذوا ما يريدون فيخاف منهم الناس ويخضع لهم بعض ضعاف القلوب، ويحصل بعد ذلك انفلات عظيم وتراجع كبير في العمل الجهادي.
وسيراً على منهج النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وما فعله في مثل هذه المواقف، كمثل موقفه من كعب بن الأشرف اليهودي العربي الذي كان يسكن خيبر، وعبدالله بن أبي الحقيق وغيرهم، ممن طلب النبي صلى الله عليه وسلم صراحة من أصحابه أن يتعاملوا معهم : ” من لكعب بن الأشرف فقد آذى الله ورسوله ..” .
فإننا نطلب من المجاهدين صراحة، ومن كل الغيورين على بلادهم وأعراضهم وعلى المقاومة الباسلة، من لنا بدحلان والمدهون والنجار، وكل العملاء، من لهم ليقف في وجوههم ويعلمهم أن فلسطين فيها رجال لا يقبلون الضيم والذلة والعمالة والخيانة، من يردع هؤلاء عن غيهم وخستهم، ويجلبهم للمحاكمة أمام الناس جميعاً، من لهم ليكشف خياناتهم بالوثائق والأدلة – والتي أصبحت كثيرة متوافرة – ، إننا نهيب بكل الشرفاء أن يسعوا بشكل حثيث ومنهجي ومبرمج وبالاتفاق بين كل الفصائل الشريفة المجاهدة لوضع خطة للوصول إلى هؤلاء وسجنهم ومحاكمتهم، وأن ينفذوا فيهم حكم الله تعالى، وأن يريحوا الأمة من شرهم، وبغير هذا فستبقى فلسطين تعيش في دوامة الاقتتال والإفساد، وسيبقى للصهاينة أعين علينا، وللأمريكان أيد تطالنا، وسيبقى كل مجاهد عرضة للغدر والخيانة، والمقاومة بأسرها معرضة للاغتيال.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...