الأحد 11/مايو/2025

عباث

وميض قلم

مشكلتنا دوما مع الذين يصرون ويلحون وأحياناً يقاتلون، من أجل منحنا ما يفقدون ! ..
ومع أننا ندرك ونعي تماماً، أن فاقد الشيء لا يعطيه ! .. لكننا ابتلينا في هذا الزمان بالاستماع لكل من هب ودب وهو يتحدث عما لا يفقه فيه ولا يعيه..

بالله عليكم ..
هل تصدقون أن ذبابة تنصح نحلة وتحثها على النظام والنظافة والجمال؟!
بالطبع لا .. حتى لو كانت خريجة أفخم وأرقى حاويات القمامة !

هل يمكن للأسد استيعاب محاضرة طويلة من حمار عن مفهوم الشجاعة وعزة النفس ؟!
إطلاقاً لا .. حتى ولو حمل على ظهره يوما أقوى فرسان الأرض ! ..

كذلك لا يستطيع الغراب إعطاء دروس خصوصية في فن الشدو والتغريد لأفراخ الطيور ، أو تتباهى كثبان الرمال أمام الجبال بصمودها في وجه الريح وعصف العواصف ..

هذا لا يحدث على أرض الواقع ، وإن حدث ، فلا يكون إلا في النكات والطرائف لاستثارة الضحك فقط .. فكل كائن في هذه الطبيعة يعرف دوره وقدراته ولا يمكنه أن يدعي ما ليس فيه ، أو يفرض على جهة ما لم يجربه أو يستطيع تطبيقه على نفسه .. فقانون الطبيعة حازم وثابت وخالٍ من أي عاطفة ، وهو في ذاته مدرسة كبيرة ثرية بالعلم والمعرفة لمن تفكر في الآيات التي وضعها الله سبحانه وتعالى لضبطه وتنظيمه ..

عباس الذي فرضته علينا ظروف معقدة ومتشابكة كما فُرض علينا الاحتلال ، أصبح مسئولا كبيرا يفهم في كل شيء إلا المسؤولية .. ومع أنه بدأ مسيرة المسؤولية بالعبث في الجماعة التي وضعته مسئولا عليها ، فحولها إلى تقسيمات من العابثين والمرتزقة بعد تفتيته لنظامها الهرمي بقلبه رأساً على عقب ، لدرجة أصبح فيها اجتماع هذه الجماعة ضرباً من ضروب المستحيل ، بسبب العبث الذي دب في أركانها وخرب جذورها وأحالها إلى مجموعات صغيرة تُشبه القراصنة وقطاع الطرق في السلوك والتصرف .. لكنه ومع ذلك كله ، فهو دائم التحدث عن النظام والتحضر والانتماء والشرف وحسن الإدارة والبناء و..و ..

يغيب طويلا في سفرات عبثية لا يمل من تكرارها من أجل قضيته الكبرى التي تتلخص في كيفية مد شراذم عصابته بالسلاح وفتح الحدود أمام أفرادها ليتدربوا على القتل والسرقة والنهب والتخريب .. ثم يأتي ليعطينا دروساً في كيفية القضاء على الفلتان الأمني ، وأهمية الأمن بالنسبة للمجتمع وضرورته لصورة القضية الفلسطينية أمام العالم !..

أما الأغرب من كل هذا، فهو يحدث دوماً بالتزامن مع كل مجزرة يرتكبها الاحتلال .. حينها يقوم باتصالات عبثية يحفظها جيداً ليحظى بلقاء قادة الاحتلال ، ثم يعود إلينا بمرافعة طويلة ، يتحدث فيها باستفاضة عن أسباب المجزرة والدافع الحقيقي الذي جعل الصهاينة يقومون بها ، ملقياً بمسؤولية الجريمة على من أعطى الذرائع بمقاومته الحقيرة وصواريخه العبثية ! ، متناسياً ومتجاهلاً أن وجود الفلسطيني على أرضه في حد ذاته ، هو أهم الذرائع التي تدفع الاحتلال لارتكاب جرائمه ، وأن المقاومة هي الدرع الذي يتصدى لهذه الجرائم ، والأسلوب الوحيد الذي ثبت انه يمكن استرداد الأرض به ، في حين عجز كل العابثين عن تحرير شبر واحد رغم كل الخطب العبثية التي ألقوها على مسامعنا !

إن فاقد الشيء لا يعطيه ولا يمكننا أن نثق فيه ، حتى لو ساق إلينا آلاف الأدلة والبراهين على قدرته وحسن نواياه ، وإن كان هناك من يسهل خداعهم بالكذب والتدليس ، فيكفينا النظر إلى حاله وحال جماعته لنعرف أنه مجرد عباث ..

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات