الأربعاء 26/يونيو/2024

في ذكرى احتلال القدس

في ذكرى احتلال القدس

ماذا يعني أن تمنع اسرائيل عقد مؤتمر فلسطيني في القدس في الذكرى الأربعين لاحتلالها؟ وهل لهذا المنع علاقة بالجدران التي يقيمها الاسرائيليون كي يختبئوا خلفها هرباً من طائر الفينيق الفلسطيني الذي يخرج حياً بعد كل مرة يقع فيها؟ وهل هذا الاصرار الاسرائيلي على استحواذ القدس وامتلاكها بعد أربعين عاماً من نكسة عام 1967 يقع ضمن أهداف المشروع الصهيوني في فصل العرب عن اليهود من خلال تقويض السلطة الفلسطينية ، حتى لا يكون لها حضور في المدينة المقدسة على الرغم من قرارات الأمم المتحدة التي تعد القدس الشرقية أرضاً محتلة ؟

هناك إجابة واحدة عن جميع هذه الأسئلة ، على اسرائيل أن تدرك فحواها بعد أن تتراجع عن مواقفها المتعنتة التي حرمتها الأمان والاستقرار ضمن فترة احتلالها للضفة والقطاع ، إذ أن مع قرب احتفالها بمرور 60 عاماً على قيامها ما زالت تبحث عن الاعتراف ، وتستجدي شرعية وجودها من ضحاياها الفلسطينيين: وهذا ما يفسر إصرارها على قوى المقاومة على الاعتراف بوجودها ، ناسيةً أو متناسيةً أن كل ما قام على أساس الاحتلال وسلب أرض الغير وممتلكاته باطل وغير شرعي: لانه يقوم على دمار ودماء وتغذية الاحقاد والنعرات الطائفية والعرقية.

من هنا ، فإن إصرار اسرائيل على أن القدس هي العاصمة الموحدة لاسرائيل ، واعتبارها الفلسطينيين المقدسيين – أصحاب المدينة الاساسيين – مجرد مقيمين مؤقتين لا حق لهم في القدس ، واللجوء إلى أقصى درجات الاضطهاد العنصري لتفريغ القدس من سكانها العرب وتهويد المدينة بالكامل لكي لا يبقى في القدس أي وجود عربي ، حتى الآثار والبيوت ، وأخيراً المسجد الأقصى المهدد بالانهيار بسبب الحفريات المتواصلة تحته وفي جوانبه ، كل ذلك يوحي بأن اسرائيل ما زالت تصر على عدوانيتها وعدم نيتها في صنع السلام ، وفي هذا الاطار فإن النتيجة البديهية التي يمكن استخلاصها من قراءة الحراك الاسرائيلي ، هي أن اسرائيل ليست معنية على الاطلاق بأي جهد سياسي سلمي ، بل هي معنية بمعالجة ترميم ما أصابها على يد المقاومة الفلسطينية واللبنانية بمزيد من التشبث بمواقفها السابقة ، وبما يفتح الأبواب لصيف ساخن إذا ما توافقت الظروف الدولية مع نوايا اسرائيل العدوانية.

ولأن المطلوب إسرائيلياً هو تهويد القدس بالكامل ، فإن الإصرار الإسرائيلي لا يعني إلا أمراً واحداً وهو أن اسرائيل تريد من العرب سلاماً على مقاساتها لا على مقاسات المبادرة العربية للسلام التي أقرتها قمة بيروت وأكدتها قمة الرياض ، وطبعاً فكل ذلك ياتي في سياق سياسة الابتزاز التي تتبعها إسرائيل لقضم المزيد من الأرض والحقوق العربية يوماً بعد يوم ، مستغلة هذا العجز العربي والموقف الدولي المنحاز والمتواطئ في كثير من الأحيان توسعاً وتثبيتاً للاحتلال والاستيطان وفي سياسة الامر الواقع ، وهو ما يتطلب موقفاً عربياً موحداً لتحصين المواقف التي اتخذوها في قمتهم بالرياض بأن القدس أولاً ولن تكون تحصيلاً حاصلاً لأي مراوغات أو مماطلات ، ولعل الفترة المقبلة ستكون ساحة اختبار حقيقي للآمال الطموحة التي ستكون مرحلة جديدة من التصدي للمشروعات الاسرائيلية وما يحيط بها من تحديات وأخطار.

 
* صحيفة الدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، 19 مواطنًا على الأقل، منهم والدة مطارد، خلال حملة دهم - فجر الأربعاء- في...