الأحد 11/مايو/2025

اتصال على الجوال .. أسلوب لاستدراج الناشطين إلى العمالة لمخابرات الاحتلال

اتصال على الجوال .. أسلوب لاستدراج الناشطين إلى العمالة لمخابرات الاحتلال

كشف ناشطون فلسطينيون عن قيام المخابرات الصهيونية بإجراء اتصالات هاتفية تستهدف عدداً من رجال المقاومة والشبان الفلسطينيين في قطاع غزة، في محاولة لاستدراجهم وإسقاطهم في مستنقع الخيانة والعمالة.

وقال ناشط فلسطيني عرّف بنفسه بـ “أبي محمد”، ويعمل في القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية الفلسطينية، “لقد فوجئت باتصال من رقم خاص على هاتفي الجوال من شخص تحدث العربية بلكنة عبرية، وقال بكل وقاحة إنه من المخابرات الصهيونية، وعرض عليّ تزويدهم بالمعلومات مقابل أن يتغاضى عن اغتيالي”.

وأضاف الناشط “في البداية ظننت أنها مزحة من أحد الأشخاص، ولكنّ المتحدث على الهاتف أكّد ما عرضه مقترحاً آلية للتواصل، في وقاحة لم أتصوّر أنها تصل إلى هذا الحدّ”.

وأكد الناشط أنه سارع إلى إغلاق الهاتف الجوال وإتلاف الشريحة، كي يتجنب تكرار هذا الاتصال المزعج.

وما حدث مع الناشط “أبي محمد” تكرّر مع عدة ناشطين آخرين في الآونة الأخيرة، ومن عدة فصائل في الساحة الفلسطينية.

ففي هذا السياق؛ ذكر “أبو الأيهم”، من إحدى تشكيلات كتائب الأقصى الذراع العسكري لحركة فتح، أنه تلقى اتصالاً من شخص ادعى أنه من المخابرات الصهيونية، وعرض معادلة التعاون معهم مقابل النجاة من الاغتيال وتلقي أموال منهم.

وقال عن ضابط المخابرات إنه ادعى أنّ العديد من كوادر المقاومة يعملون معهم وهم يوفِّرون لهم الحماية من خلال عدم استهدافهم ومن خلال تأمين أموال لهم، بما يسمح لبعضهم قس امتلاك سيارات وجيبات فخمة، في محاولة لإغرائه والإيقاع به.

وتعقيباً على ذلك؛ حذّر مسؤول أمني فلسطيني وأسير محرر من خطورة مثل هذه الاتصالات، داعياً إلى عدم التعاطي معها بأي شكل من الأشكال.

ورأى الناطق باسم القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية إسلام شهوان، إنّ هذه الاتصالات “تأتي في إطار الحرب النفسية التي تشنّها المخابرات الصهيونية على شعبنا الفلسطيني ورجال المقاومة، بالتوازي مع الحرب العسكرية التي تشنها قوات الاحتلال بالقصف والتدمير والاغتيالات”.

وقال شهوان “إنّ المحاولات الصهيونية لدفع الشباب الفلسطيني نحو السقوط في وحل الخيانة لم تتوقف في أي وقت، كما أنّ الحرب النفسية أيضاً لم تتوقف، حيث تُشنّ في هذه الفترة مستخدمةً أحدث التقنيات”.

وأضاف الناطق “تعتقد المخابرات الصهيونية أنها عندما تتصل بالشباب المجاهد والمقاومين على أرقام جوالاتهم الخاصة؛ أنها تؤثر على نفسيهم وتجعلهم يتشككون في محيطهم، وسط تساؤل عن كيفية حصول المخابرات على رقم الجوال”.

وشدّد إسلام شهوان على ضرورة اتباع الجميع أقصى درجات الحيطة والحذر، وعدم التعاطي مع هكذا اتصالات بأي حال من الأحوال، والإبلاغ عنها كلّ لدى قيادته، ليكون بالإمكان التعاطي مع الأمر والكشف عن مصدر هذه المكالمات إن كانت بالفعل من المخابرات الصهيونية أو من جهات عابثة تعمل لصالح الصهاينة.

وفي السياق نفسه؛ دعا “أبو حماد”، وهو أسير محرر قضى نحو اثني عشر عاماً في سجون الاحتلال الصهيوني، إلى التعامل بكل جدية مع هذه الاتصالات وعدم الاستهتار بها، لأنها قد تقود الشاب والمقاومة من حيث يدري أو لا يدري لمربع الخيانة والشبهة.

وشدّد “أبو حماد” على ضرورة عدم التعاطي مع هذه الاتصالات أو الدخول في حوار مع المتصل أو الاستماع له، معتبراً أنّ ذلك يمثِّل المدخل الأول الذي تستغله المخابرات الصهيونية للبحث عن ضعف الناشط، ومن ثم ابتزازه بالترغيب والترهيب، وفق تحذيره.

وأكد الأسير المحرّر ضرورة “فضح الممارسات والمحاولات المتنوعة التي تقوم المخابرات الصهيونية بتطويرها من أجل جرّ شبابنا ومقاومينا لمستنقع الخيانة”، لافتاً الانتباه إلى أنّ المخابرات باتت تلجأ لهذا الأسلوب بعد أن تقلّص احتكاكها بالشباب الفلسطيني في قطاع غزة، والذي كان متوفراً في السابق في المعتقلات والحواجز والمعابر.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات