الأحد 11/مايو/2025

بغاة لا يحملون طهر الفئة الباغية!

رشيد ثابت

في فلسطين لا زالت حلقة الخيانة تستحكم وتفرض الحصار على الفئة المؤمنة؛ ولا زالت الأزمة في غزة تشتد؛ والأخبار لا تحمل يوميا إلا المزيد من جرعات الهم والغم والنكد.

هناك خبر عن إصابة المدرس عبد الخالق يونس بالرصاص في بيته فقط لأنه من حماس. وكما قتل الصهاينة من يومين عجوزا ثمانينيا في بيته في الخليل؛ فتح إخوان القردة من برابرة الأجهزة الأمنية باب بيت الأستاذ عبدالخالق وأطلقوا النار عليه بين أهله؛ وأصابوه بجراح خطيرة!

ثم هناك الخبر عن إطلاق النار على مصلين خارجين من مسجد في منطقة تل الإسلام بعيد العصر. القتلة هنا أحسن ولا شك من “باروخ غولدشتاين” قاتل المصلين في الحرم الإبراهيمي؛ فذلك المجرم سرق خشوع المصلين وقطع عليهم صلاتهم وهم سجود؛ في حين أن أهل الدياثة من مهاجمي مسجد حمزة – والذين يعملون في إمرة قواد من متعهدي التنسيق الأمني – صبروا على الشباب حتى صلوا ثم استهدفوهم! “فيهم الخير” أنهم لم يُذهبوا عليهم صلاتهم قبل أن يصيبوهم بجروح خطيرة! ومن يدري…ربما لو كانوا ينتظرونهم في صلاة لها سنة بعدية؛ لدخلوا وقتلوهم وهم يصلون السنة؛ فهم بلا ريب في عجلة من أمرهم!

أما إبراهيم أبو كويك فهو أحد ضحايا فجرة حرسي الرئاسة ودحلان؛ وقد أظهر تسجيل الفيديو كيف حُرِث لحمه حرثا بالمناشير فقط لأنه بلحية؛ فهو حتى ليس عنصرا في حماس! وحين نظرت للشقوق والأخاديد في جسده المقطع بدأت والله العظيم أشك أن في قلوب أصحاب الأخدود رحمة وخشية لله أوسع مما في قلوب قرامطة الوقائي؛ وأفئدة زنج حرس الرئاسة التي ختم الله عليها!

اكتفيتم؟ أم هل أكمل لكم عن أدهم شاهين الذي بترت ساقه بعد أن حاول حرس الرئاسة تصفية دمه عن آخره؟ أم عن حسن البزم – مرافق رئيس الحكومة! – الذي مثل به حلفاء الشياطين في قوة السبعة عشر ملعونا وهو حي؟ أم هل أحدثكم عن الطبيب الذي تم استدراجه بحجة وجود حالة حرجة تحتاجه للعلاج؛ فأطلقت عليه نيران الغدر على عظام ساقه بغرض تحقيق عاهة مستديمة فيه؟ لاحظوا أن كل الجرحى من الضحايا المستهدفين على يد سفاح الشاباك يصابون في عظام أطرافهم إصابات قاسية بغرض تعطيل أجسادهم وبتر هذه الأطراف؛ بحيث أن الإصابة هنا عدل بالموت العملي!

على أية حال أنتم ربما تعبتم من أنباء خرق الأمن؛ فإليكم نبأ عن خرق الأمانة؛ فها هي وزارة الخارجية عادت ونقضت الضوء الذي وضأها إياه محمود الزهار أيام توليه الموقع الأول فيها؛ وعادت الوزارة عن بعض النظافة التي لحقتها فالتطت بالنجاسة من جديد؛ واستقبلت بيت الشيطان؛ واستغفرت بين يدي إبليس؛ وجددت وسخها؛ وأعادت تعيين المسؤولين الفاسدين الذين تخلص منهم الزهار؛ وفي إصرار من صنائع إسرائيل وأيتام دايتون وقادة اللحدية الفتحوية السياسية على إكمال دور اللحدية الأمنية للزعران في الشوارع؛ باستكمال وسخهم وعهرهم في الطرقات ونقله إلى المكاتب والمؤسسات الحكومية!

إن ما يحدث ما عاد يكفي معه التلميح أو التصريح الخجول عن الجهات الفاعلة! ما عاد يكفي أيها الأخ الحبيب من حماس الأستاذ سامي أبو زهري أن تتحدث عن “مجموعات داخل الأجهزة الأمنية غير معنية بالتهدئة”! ما عاد يكفي أيها الأخ الحبيب من الجهاد الإسلامي الشيخ خضر حبيب أن تتحدث عن “أطراف لا يروق لها الوئام وتحاول أن تثير الفتنة في الساحة الفلسطينية”! ما عاد يكفي أيها الأخ الحبيب من حماس عبداللطيف القانوع أن تتحدث عن “فئة عميلة تسعى لنسف جهود التهدئة وإفشال الخطة الأمنية”!

وأين هي ديناصورات اليسار التي تخرس الآن مثل الشياطين؛ ثم هي لا تنفك تتحدث عن المقاومة بكل فحش إن هي قررت أن ترد على هذا السعار الخياني؟! لماذا يسكت اليسار الآن ولا يتكلم إلا حين ترد المقاومة ويشرع حينها في إسقاط أبشع الصفات عليها؟! وأين هم المنافقون كلهم في الإعلام المحلي والخارجي؛ والمثقفون المتخرصون ممن لا تدركهم الغيرة على الدم والأخوة إلا حين يقرر المقاوم والملتحي رد الأذى عن نفسه؟! هل أخوتكم الباردة لا تثلم إلا بدماء العملاء؛ في حين أن دماء الملتحين تجلوها؟!

لماذا لا يجد الأستاذ عبدالستار قاسما حرجا إلا في رد المقاومة عن نفسها ويتهمها حينها ظلما بأنها طالبة كراس؛ ويسكت الآن ولا يعلق على كل هذا الإجرام؟

هؤلاء المجرمون لو كانوا فئة مؤمنة باغية لحق قتالهم وردعهم؛ فكيف وهم خونة عملاء لحديون أراذل؟ كيف وهم سطروا دروسا في النفاق والإرجاف سيحقر قوم تبع وقوم نوح عنادهم وفجورهم بجنبها؟

وها هي الأخبار تنقل أن فتح تطلب من الصهاينة الإذن بإدخال السلاح الثقيل لقطاع غزة لحرب حماس؛ فهل هذا فعل أخ في الدين أو الوطن؟ وهل من يتصدى لمثل هذا الفجور يغدو عاديا باغيا على الأخوة؛ وطالبا للكرسي يا عبد الباري عطوان؟

إن أعداء المقاومة فئة عميلة؛ وإن التيار الاستئصالي الفلسطيني يستحق أن يستأصل ويجتث من جذوره وترمى شجرته في النار؛ فهو فريق إثم وبغي وعدوان لا يستحق شرف وإيمان وصفة “الفئة الباغية” في الفقه الإسلامي! وأنا لست في موقع الإملاء على حماس ماذا تصنع؛ لكنني لو كنت فيها قائدا لربما سميت هؤلاء العملاء من “مجموعات الأجهزة الأمنية” أو “الفئة العميلة”؛ وأظهرت الأدلة علنا على الملأ وعلى رؤوس الأشهاد؛ وقرعت بها رؤوس كبراء الخيانة؛ ثم أقمت حد الحرابة على أفجر فاجر فيهم حتى يُشرَّد به من خلفه؛ وحتى تنخلع بميته السوء أفئدة الأتباع من سوقة عملاء إسرائيل الصغار؛ المؤتمرين بأمر عملاء إسرائيل الكبار!

وفي جميع الأحوال؛ وبمعزل عما يمكن لحماس أن تقرره الآن أو لاحقا؛ وبعيدا عن ظروف فلسطين الزمانية والمكانية وكل ما يختلج فيها من نشاط سياسي؛ وكل ما يعتمل من أحداث فيها وحولها؛ فإن على الذين اختاروا حرب الله ورسوله أن يستعدوا لأوخم العواقب؛ وأن يجهزوا أنفسهم لحد الحرابة؛ فمقادير الله بإذن الله لن تمنح هذه الأرض لسوقة السوقة؛ وفجرة الفجرة من عملاء إسرائيل! وعلى هؤلاء أن يتذكروا أن فلسطين لا يعمر فيها ظالم؛ وأن عمر دولة رعايتهم وتسليحهم آخذ في النفاذ؛ فإن انقضى أجلها المحتوم انهارت واندثرت؛ وصارت رقبة اليهودي على أرض فلسطين بقرش؛ ولا تسأل حينها عن رقاب أذنابهم!

هذا هو قضاء الله في كل الأمم الهالكة وحكمه؛ وقضاء الله نافذ؛ والأيام يا لحديي فلسطين الهلكى بيننا!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات