الأحد 11/مايو/2025

حماس البقعة البيضاء في ثوب العرب الأسود !

بيان صادق

في هذه الأيام تفوح رائحة الذكرى المريرة لنهاية الحلم العربي بتحرير فلسطين واسترداد الحقوق المغتصبة و المسلوبة عُنوةَ من أصحابها .. لكن هذه الرائحة تتلاشى شيئا فشيئا حتى تبدّدت في العام الماضي ولم يبقَ إلا القليل على زوالها !
فقد عاد إلينا الأمل بالعودة إلى فلسطين و استرداد الضفة كما غزةّ لنُكمل على ذات الطريق حتى تحرير آخر ذرة تراب على أرض فلسطين..

وما كان لهذا الحلم السامي أن يرجع بعد طول غياب ضاع بين خيانة عربية على مستوى الأنظمة و تقاعس على مستوى الشعوب و عمالة فلسطينية بدأت في أوسلو و ما زالت مستمرة بلا نهاية بين مَن نبحث فيهم عن الشرفاء بالمجهر الإلكتروني حتى نجتثُّهم و نمشي معهم _ إن وجدناهم _ في طريق الحرية للأرض والمقدسات !

ما كان لهذا الحلم أن يعود إلا مع عودة الرفض للاعتراف بالكيان الصهيوني الغاصب على المستوى الرسمي ولم يتحقق ذلك إلا حين استلمت حماس السلطة من أيدي الشعب الذي اختارها ..

فوز حماس بالأغلبية الساحقة في الانتخابات التشريعية الماضية كان إيذانا بتغيير _ ولو على المستوى البعيد _ للوضع الفلسطيني الداخلي الذي أتلفته كثرة التنازلات والخيانات وأتعبته المفاوضات العقيمة إلا من التفريط !
وكان ذلك الفوز رفعا لسقف المطالب و الحقوق الفلسطينية المهضومة و تعزيزا لجبهة الرفض التي تقف وحيدةً أمام قوى الشر في العالم ..

و كانت حركة المقاومة الإسلامية أول من قال ” لا لإسرائيل ” بصوتٍ جهور لا يخشى في ذلك لومةَ لائم ولا تعنيه العواقب التي ستكون أجرا يضاف إلى رصيد من صبر على حفظ حقوق الله وصانها ولم يرض عنها أجرا دنيويا مهما عَظُم ..

كلمات القادة الهادرة التي تزيدنا قوة و ثباتاً و تمسُّكا بحبلٍ لا ينقطع .. تزيدنا يقينا أن سراج حماس المعطَّر بدماء قادتها وأبنائها لن ينطفئ وسيظلُّ نورا يُهتدى به و نارا تقف جبلا شامخا في وجه الظالمين ..

كلماتٌ تُجاريها الأفعال لتعيد توجيه البوصلة نحو الحقوق التي بدأنا باسترداد بعضها حين أخرجنا إسرائيل من غزّة بعد أن كانت حدودها من البحر إلى النهر .. وبفضل عمليات القسام والمجاهدين في الداخل المحتّل حاصرت إسرائيل نفسها بجدار لا نيل يحدُّه ولا فرات لم يحمِها من ضربات المقاومة التي تقودها حركة المقاومة الإسلامية ” حماس ” ..

وبرغم أننا في وضعنا الفلسطيني وبسبب الفلتان الفتحاوي ؛ نعيش حالة من عدم الاستقرار والتشويش إلا أنَّ ذلك لم يُحيِّدنا عن ضرورة الثأر و الأخذ بالحقوق بقوةٍ تُبددُّ كل وهم لا تنسى الأقصى و تقاوم من أجل الأسرى وتدفع الدماء غاليةً لتروي ثرى الوطن وتمشي في طريق تحريره ..

لم تُضعفها ضربات المحتل ولم تثنها خيانات الفريق الأوسلوي وتكسَّرت في وجه صمودها النِّصال الباغية على النصالِ المُعتدية تلك هي ” حماس ” التي ستُبدلنا تاريخاً للتحرير بين ذكرى النكبة و النكسة !

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات