حماس البقعة البيضاء في ثوب العرب الأسود !

في هذه الأيام تفوح رائحة الذكرى المريرة لنهاية الحلم العربي بتحرير فلسطين واسترداد الحقوق المغتصبة و المسلوبة عُنوةَ من أصحابها .. لكن هذه الرائحة تتلاشى شيئا فشيئا حتى تبدّدت في العام الماضي ولم يبقَ إلا القليل على زوالها !
فقد عاد إلينا الأمل بالعودة إلى فلسطين و استرداد الضفة كما غزةّ لنُكمل على ذات الطريق حتى تحرير آخر ذرة تراب على أرض فلسطين..
وما كان لهذا الحلم السامي أن يرجع بعد طول غياب ضاع بين خيانة عربية على مستوى الأنظمة و تقاعس على مستوى الشعوب و عمالة فلسطينية بدأت في أوسلو و ما زالت مستمرة بلا نهاية بين مَن نبحث فيهم عن الشرفاء بالمجهر الإلكتروني حتى نجتثُّهم و نمشي معهم _ إن وجدناهم _ في طريق الحرية للأرض والمقدسات !
ما كان لهذا الحلم أن يعود إلا مع عودة الرفض للاعتراف بالكيان الصهيوني الغاصب على المستوى الرسمي ولم يتحقق ذلك إلا حين استلمت حماس السلطة من أيدي الشعب الذي اختارها ..
فوز حماس بالأغلبية الساحقة في الانتخابات التشريعية الماضية كان إيذانا بتغيير _ ولو على المستوى البعيد _ للوضع الفلسطيني الداخلي الذي أتلفته كثرة التنازلات والخيانات وأتعبته المفاوضات العقيمة إلا من التفريط !
وكان ذلك الفوز رفعا لسقف المطالب و الحقوق الفلسطينية المهضومة و تعزيزا لجبهة الرفض التي تقف وحيدةً أمام قوى الشر في العالم ..
و كانت حركة المقاومة الإسلامية أول من قال ” لا لإسرائيل ” بصوتٍ جهور لا يخشى في ذلك لومةَ لائم ولا تعنيه العواقب التي ستكون أجرا يضاف إلى رصيد من صبر على حفظ حقوق الله وصانها ولم يرض عنها أجرا دنيويا مهما عَظُم ..
كلمات القادة الهادرة التي تزيدنا قوة و ثباتاً و تمسُّكا بحبلٍ لا ينقطع .. تزيدنا يقينا أن سراج حماس المعطَّر بدماء قادتها وأبنائها لن ينطفئ وسيظلُّ نورا يُهتدى به و نارا تقف جبلا شامخا في وجه الظالمين ..
كلماتٌ تُجاريها الأفعال لتعيد توجيه البوصلة نحو الحقوق التي بدأنا باسترداد بعضها حين أخرجنا إسرائيل من غزّة بعد أن كانت حدودها من البحر إلى النهر .. وبفضل عمليات القسام والمجاهدين في الداخل المحتّل حاصرت إسرائيل نفسها بجدار لا نيل يحدُّه ولا فرات لم يحمِها من ضربات المقاومة التي تقودها حركة المقاومة الإسلامية ” حماس ” ..
وبرغم أننا في وضعنا الفلسطيني وبسبب الفلتان الفتحاوي ؛ نعيش حالة من عدم الاستقرار والتشويش إلا أنَّ ذلك لم يُحيِّدنا عن ضرورة الثأر و الأخذ بالحقوق بقوةٍ تُبددُّ كل وهم لا تنسى الأقصى و تقاوم من أجل الأسرى وتدفع الدماء غاليةً لتروي ثرى الوطن وتمشي في طريق تحريره ..
لم تُضعفها ضربات المحتل ولم تثنها خيانات الفريق الأوسلوي وتكسَّرت في وجه صمودها النِّصال الباغية على النصالِ المُعتدية تلك هي ” حماس ” التي ستُبدلنا تاريخاً للتحرير بين ذكرى النكبة و النكسة !
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تقتل امرأة فلسطينية كل ساعة في قطاع غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل بالقصف المباشر على قطاع غزة ما معدله 21.3 امرأة...

الصحة تحذر من تسارع مؤشر النقص الحاد في الأرصدة الدوائية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وزارة الصحة من أن مؤشر النقص الحاد في الأرصدة الدوائية في "تسارع خطير"، فميا أفادت بأن مستشفيات القطاع استقبلت...

الأونروا تحذر من ضرر غير قابل للإصلاح مع إطالة أمد الحصار الإسرائيلي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن إطالة سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال المساعدات إلى...

السفير الأمريكي في إسرائيل يجدد دعم واشنطن لتهجير الفلسطينيين من غزة
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام جدد السفير الأمريكي لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي مايك هاكابي، دعم واشنطن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، رغم...

جيش الاحتلال يعلن استعادة رفات جندي قٌتل في اجتياح لبنان 1982
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، استعادة رفات جندي إسرائيلي من الأراضي السورية في عملية وصفة بالخاصة....

مسيرة احتجاجية في ستوكهولم تنديدا بالإبادة الإسرائيلية في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام انطلقت في العاصمة السويدية ستوكهولم، السبت، مسيرة احتجاجية تنديدا بقرار إسرائيل توسيع الإبادة على قطاع غزة. ووفق الأناضول؛...

1500 مواطن فقدوا بصرهم جراء الإبادة في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت وزارة الصحة الفلسطينية أن نحو 1500 مواطن فقدوا البصر جراء حرب الإبادة، و 4000 آخرون مهددون بفقدانه؛ مع نقص...