شاب يروي كيف يواصل الاستئصاليون تنكيلهم بالمواطنين حسب انتماءاتهم

في ظل حالة الهدوء التي تشهدها مدينة غزة بعد موجة دامية من الاقتتال فرضتها مليشيات تابعة لرئاسة السلطة الفلسطينية يخشى المواطنون من أن تكون الحالة الراهنة مجرد هدوء شكلي. إذ لازالت تلك الفئة تواصل تنفيذ الاعتداءات بحق المواطنين بناء على خلفياتهم وانتماءاتهم.
إحدى الحالات المستهدفة تتمثل في الشاب حسن تحسين البزم، البالغ من العمر 20 عاماً، وهو يعمل في جهاز الأمن والحماية التابع لوزارة الداخلية ويعمل كمرافق لرئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية. ويروي البزم لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” تفاصيل جريمة ارتكبتها “قوات الـ17″، التابعة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
حول بيوت قادتهم
يقول الشاب حسن تحسين البزم، الذي وقع ضحية لأولئك “كنت متوجِّهاً للصلاة في المسجد القريب من منطقتنا في حي الشيخ رضوان بالقرب من مفترق السوق فإذا بسيارة سكودا صفراء اللون يوجد بها أربعة من المسلحين تهاجمني وتختطفني على مرأى من الناس ومسمع وكان يرافقهم من خلفهم جيب ماغنوم أسود اللون”.
وأضاف البزم الذي لا يكاد يستطيع أن ينطق بالكلام بعد التجربة المريرة التي استهدفته “اختطفوني بالسيارة السكودا وغطوا رأسي بـ”كيس خيش” وأخذوا يضربوني بأعقاب البنادق ويسبونني ويسبون الذات الإلهية وفي الطريق أعتقد أنهم توجّهوا إلى مدرسة، ومن ثم قاموا بتبديل السيارات”.
وقد بات من الواضح أنّ الجرائم تُرتكب على مقربة من منازل قيادات ما يُعرف بالتيار الاستئصالي والانقلابي وعن ذلك البزم “توجّه المختطفون بي إلى موقع يتبع لتنفيذية فتح (مليشيا)، بجوار منزل الناطق الإعلامي باسم فتح ماهر مقداد وأنزلوني من السيارة وواصلوا ضربهم لي على جميع أنحاء الجسد مرفقين ذلك بالشتائم والسباب وتفوّهات الكفر المتواصل وبعد ذلك أخذوني بالسيارة إلى مكان ليس بالقريب، وأعتقد أنه موقع الرئيس عباس “المنتدى”، وأنزلوني هناك في زنزانة وضربوني على ظهري بأعقاب البنادق”.
تعليق وحرق بالمواد الكاوية
يتابع حسن شرح ما جرى ولا زال تأثير المادة الكاوية الحارق في رقبته وظهره “مزّقوا ملابسي وأخذوا يضربونني بقوة ومن ثم جاؤوا ببَكَرَة وعلّقوني في سقف الزنزانة وجاءوا بالسياط والجنازير وضربوني بها بقوة حتى كدت أن أفقد الوعي من شدة الألم، وبعد ذلك جاءوا بمادة حارقة فسكبوها على رقبتي وعلى ظهري وعلى جسدي من الأسفل وتركوني معلقاً لأكثر من أربع ساعات متواصلة”.
في واقع الأمر؛ لم تكن جريمة الشاب حسن تحسين البزم سوى أنه ينتمي لحركة “حماس” وأنه متدين ويطلق لحيته ومن المواظبين على ارتياد المساجد.
ويتابع حسن وقد بان عليه آثار التشويه والتعذيب بأنواعه “حلقوا حواجبي، وحلقوا جزءاً من شعر رأسي، ووضعوا علامة قوات الـ 17 على شعري (في إشارة لقوات حرس الرئاسة)، حتى أنّ كتابتهم للـ17 بشفرة حلاقة على رأسي تدل على أنهم جهلاء ولم يدخلوا مدارس قبل ذلك”.
“اكفر بالله نفرج عنك ..”!
“الله أكبر عليهم، وصلت الحقارة إلى حد أنه إذا كفرت بالله والدين أفرجوا عني”، بهذه العبارة تحدث حسن لدى سؤاله عن كيفية الإفراج عنه ويتابع “قالوا لي: اكفر ونخرجك، فصبرت واحتسبت ولم أستمع لكلامهم، وهم يهددوني ويعذبوني ويكيلون الشتائم والتهم الباطلة”.
ومضى يقول “قرب الساعة الواحدة فجراً قالوا لي: الآن سنعدمك فما الذي تريده قبل أن تموت فرددت عليهم: أريد أن أشرب ماء وأتوضأ وأصلي وفعلاً أخذني أحدهم ‘لى الحمام وغسلني بماء بارد وأخرجوني وصليت ركعتين وتيقّنت أنّ هاتين الركعتين ستكونان الأخيرتين في حياتي وبعدها أمسكني أحدهم وقال لي: اتجه إلى الحائط وارفع يديك وبينما أنا كذلك إذا به يطلق النار بجوار رأسي مباشرة فظننت أنني استشهدت، فأخذت أتشاهد وتبيّن لي بعدها أنني لم أُصب”.
ألقوا به على قارعة الطريق
ويتابع حسن تفاصيل الجريمة “وأنا على هذا الحال؛ إذا بهم يحملوني ويضعوني في سيارة ويلقون بي قرب دوار حيدر عبد الشافي القريب من المنتدى وحينها جاء الناس وحملوني إلى مستشفى الشفاء وها أنا أمامك والحمد لله”، كما قال لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”.
بنَفس عميق وتنهيدة حملت بين ثناياها الأسى والأسف على صنيع تلك الفئة؛ ردّ حسن على السؤال “ماذا تقول لهذه الفئة؟!”؛ ولم يكن منه إلاّ أن أجاب بالقول “حسبنا الله ونعم الوكيل الله تعالى وحده يعلم الحق من الباطل، ولابد لأن يأتي يوم يزول فيه الباطل ويظهر فيه الحق بإذنه تعالى”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...