السبت 10/مايو/2025

من أجل من نقاوم؟!

أيمن الديك

من أجل من نقاوم؟؟ من أجل من تقف الأجهزة الأمنية الفلسطينية عائقا أمام مقدرات المطاردين؟ أهملني المسئولون المتنفذون في السلطة! أهملني الفصيل الذي انتمي له والذي تكلل باسم المطاردين والشهداء اسمه! 

إذا كنت لا أحظى بأدنى اهتمام من مسئولينا فمن أولى بالاهتمام والرعاية؟ نعتذر لاعتقادنا بأنكم أهل لتضحياتنا، وسند لنا لحظة تعثرنا ! اسمي أيمن الديك وعمري 23 عاما وأخ لشهيد ومعيل لأسرة تتكون من عشرة أفراد براتب خمسين شيقل بعد الألف، أتقاضاه على المقر العام، وطالب غير ملتزم في جامعة القدس المفتوحة بسبب الظروف الأمنية والاقتصادية التي خلفتها السلطة، تعرضت لعدة محاولات اغتيال.

وأرى انه قد حان الوقت لتنحي كل القيادات التقليدية التي كانت وما زالت تعبث بمقدرات المناضلين. نعم.. فقد كان اسمي كذلك قبل حذفه من السجل المدني من وزارة الداخلية الفلسطينية بتوصية صهيونية، وعمري أصبح لا يهم فقد هدرته الرموز القيادية المتساقطة قبل أن يهدره العدو. 

بصفتي إنساناً فلسطينياً ثائرا متمردا لا يعرف الركوع ولم يتعلم فنون النفاق والتساقط.. وبصفتي أنحدر من أسرة فقيرة، لا تملك المال والجاه والأسلحة لتقود العربدة والسطو والعبث… وبصفتي ابنا لأب لم يكن من العائدين وليس من حملة النجوم والنسور والسيوف على كتفه… وأخا لشهيد… استشهد وهو في معركة حاسمة ما بين الفقر والكرامة… اعتقدوا بأننا قابلون للتطويع، قابلون للصمت والتراجع والانكسار… نعم.. فتلك هي الأسر التي يحقدون عليها ويخططون ليل نهار لتطويعها وتجويعها… كثيرة هي الجرائم التي ارتكبتموها بحقنا وبحق المهمشين والمناضلين من أمثالنا..

والمقام هنا لا يتسع لعرضها ومناقشتها جميعاً، لقد سقطوا جميعا… عندما أخبرونا بأن مقرات أجهزتهم لا تتسع لمخربين خارجين عن الصف الوطني من أمثالنا وتناسوا بأنها تصبح عندها أوكاراً لا ينام فيها سوى الجبناء المخربين أو من هم تحت التغطية الصهيونية ! 

عندما يتبدد كل أمل ويفقد الإنسان كل شيء تغدو الحياة عاراً والموت فرضاً وبطن الأرض خيراً من ظهرها، وهذه المعاني بمفهومها، لا يدرك مراميها إلاّ الراسخون في الإيمان بما يؤمنون به.

وكيف لمخربين من أمثالهم أن يدركوا ذلك…. وأن يعوا بأن حق الدفاع عن النفس والأرض والعرض مشروع قد أقرته الشرائع السماوية قبل أن تقره كافة القوانين والأعراف الأرضية؟ فكيف لهم أن يسموا نضال وجهاد أمة من أجل استرجاع حقوقها المغتصبة خروجاً عن الصف الوطني…. نعتذر منكم لأننا لم نركع ونستسلم.. ولا نعتذر من الكيان الصهيوني…. فالأقنعة الملائكية الوطنية التي تلبسونها على وجوهكم أصبحت بالية وبحاجة إلى تغيير…. 

لا أعتذر كوني أنحدر من عائلة بسيطة تسكن في قرية نائية لا تملك من السلطان والنفوذ ما يمكنها من تجنيد الوساطة والمحسوبية لتتمكن من تحسين وضعي ! إنني وإخواني المطاردين نؤمن بحتمية النصر وحق المقاومة أكثر من تلك الرموز القيادية التي تناست ماضيها المزيف وعدالة قضيتها ولتهمش تلك القيادات الفلسطينية كما تشاء… فنحن لن نستسلم.. ولن نتراجع… سرمدية إرادتنا أبد الدهر.
 
* أيمن الديك/ كفر الديك / أحد قياديي كتائب شهداء الأقصى سلفيت .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات