الإثنين 05/مايو/2025

المسجد الأقصى منارة الإسلام والمسلمين لا تتركوه يهدم

المسجد الأقصى منارة الإسلام والمسلمين لا تتركوه يهدم

القدس كمدينة تعيش في هذه الأيام أصعب فترات حياتها حيث التهويد الذي قضى على جميع أراضي المدينة، وكذلك الجدار الذي يخنق الأحياء الفلسطينية والحفريات تحت أساسات المسجد الأقصى تمهيدا لتدميره. فمدينة القدس تعيش أخطر أيام حياتها وتتعرض لأشرس حمله للتخلص من هويتها الإسلامية وطمس عروبتها، فالقدس اسم يطلق على محافظة القدس التي تعتبر من أهم وأقدس محافظات فلسطين، والقدس اسم يطلق على المدينة المقدسة بكل مكوناتها الإنشائية والمعمارية والسكانية والسكنية، الصراع على مدينة القدس من أشرس معالم الصراع في أرض فلسطين عامة منذ مئات السنين، وقد تميّز الصراع على القدس بخصوصية تاريخية.

 فمنذ بداية الغزو الصهيوني المعاصر برزت هذه الخصوصية بوضوح عبر الأهمية التي أولاها لها طرفا الصراع، جاءت تلك الخصوصية من اكتساب القدس لأهمية دينية وتاريخية عند طرفي الصراع اليهودي الصهيوني/الفلسطيني العربي الإسلامي.

فقد شكلت مدينة القدس منذ البداية هدفاً استيطانيا مركزياً عند الحركة الصهيونية في المرحلة الأولى،  فقد أخذت عملية الاستيطان والتهويد شكل التسلل بدوافع دينية واقتصادية وسياسية، وقد كان ذلك أثناء الحكم العثماني حيث تركزت أكثر عمليات التسلل على القدس ليشكل هذا التسلل مرتكزاً للعمل الصهيوني في مرحلة الاحتلال البريطاني لتهويد القدس.

 هذا الاحتلال الذي فتح الباب أمام هجرات استيطانية واسعة إلى فلسطين أدت إلى تعزيز الوجود اليهودي في القدس وحولها عبر تسهيلات مدروسة هيّأت لقيام الكيان الصهيوني فيما بعد عام 1948.

 فتهويد القدس أولاً وآخراً ذلك هو الحلم الصهيوني الذي تسعى له الحركة الصهيونية والذي  لا تراجع عنه من وجهة نظرهم مهما تكن الأسباب والظروف.

ففي القدس بدأ المشروع الاستيطاني اليهودي، وبالقدس يستكمل حلقاته الأهم. فالقدس هي قلب الصهيونية وهي جوهر المشروع الصهيوني -كما يدعون- ومآله الأخير، الديني والسياسي،وقد قاموا بالعديد من الإجراءات لإحكام السيطرة على القدس والمسجد الأقصى لاستكمال مخطط التهويد ومن هذه الخطوات:- إجراءات إدارية ومنها ضم القدس إدارياً وسياسياً وتوحيدها وجعلها عاصمة لدولتهم ومصادرة ونزع ملكية حوالي 142 ألف دونم مما تبقى من الأراضي العربية في القدس وما حولها في القرى المجاورة، ومصادرة عقارات أربعة أحياء عربية داخل السور وتضم 595 شقة وإغلاق 437 مخزناً تجارياً ومدرسة بنات كانت تضم 300 طالبة بالإضافة إلى الأملاك العربية المصادرة في أعقاب حرب 1948 والتي تشكل 80% من أملاك العرب آنذاك وكذلك هدم البيوت والعقارات ومنها هدم 720 عقاراً عربياً داخل أسوار المدينة وحولها بما فيها مدرسة ومسجدان، وإجلاء حوالي 6 آلاف من السكان العرب وإغلاق ومضايقة للمؤسسات المقدسية ومنها إغلاق مكتب خدمات الشؤون الاجتماعية بالقدس وإخضاع الجمعيات العربية القائمة منها مع معاهدها التعليمية ومستشفياتها وعياداتها لإشراف مكتب الخدمات الإسرائيلية.

          وتعتبر الحفريات التي تقوم بها جماعة أمناء الهيكل تحت المسجد الأقصى من أهم الأخطار التي تحيق به، وقد بدأت هذه الحفريات منذ عام 1967 تحت البيوت والمدارس والمساجد العربية بحجة البحث عن هيكل سليمان، ثم امتدت في عام 1968 تحت المسجد الأقصى نفسه، فحفرت نفقاً عميقاً وطويلاً تحت الحرم وأنشأت بداخله كنيساً يهودياً. إن ما تقوم به المؤسسة الإسرائيلية حالياً لربما يصب في التسريع في أحكام السيطرة على المسجد الأقصى والإسراع في تهويد القدس بصفة عامة والبلدة القديمة بصفة خاصة ،هذا ولا بد من الإشارة إلى أن أعمال الحفريات أسفل المسجد الأقصى مستمرة ليل نهار، وأن ما قامت به السلطات الإسرائيلية أخيراً هو جزء من هذه المخططات.

 إن (إسرائيل) ساعية نحو تقويض المسجد الأقصى ومكانته في قلوب المسلمين، من مشارق الأرض ومغاربها، مستغلة ما تعانيه أمتنا من أوضاع الفرقة والضعف والهوان ، إن المسلمين اليوم مطالبون، أن يقفوا أمام مسؤولياتهم كاملة، لا بل أنهم مسئولون أمام ربهم عما يحصل من تدنيس وتقويض للمسجد الأقصى، ولم تقتصر الوسائل الصهيونية على الحفريات كوسيلة وحيدة لتهويد القدس والمسجد الأقصى وإنما أتبعت الكثير من الوسائل والأدوات، فبعد أن قامت (إسرائيل) باحتلال القدس الشرقية اتخذت خطوات مباشرة وسريعة من اجل تهويد المدينة وعلى جميع الأصعدة ، فهل يبقى المسجد الأقصى منارة الإسلام والمسلمين أم سيطفأ نوره تحت ركام وأنقاض الحفريات الصهيونية ؟؟؟

* صحيفة فلسطين

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عدد من أسرى قطاع غزة، والذي وصلوا إلى المستشفى في حالة صحية منهكة....