إرهاصات أفول المشروع الصهيوني في فلسطين..!!

ثمة ملامح واضحة لأزمة حادة وصدمة كبيرة يعيشها الكيان الصهيوني ويتجرع مرارتها،، على أكثر من صعيد وفي اتجاهات متعددة.. سياسية وأمنية واقتصادية وديموغرافية ..!! أزمة يُجليها الشعور المتزايد لدى الصهاينة بأن ظروف ومحددات الصراع باتت تتغير بطريقة لا تناسب حساباته وآماله ورهاناته .!! وصدمة يعكسها الشتات وفقدان القدرة على الحسم والمفاضلة مابين الخيارات المتاحة لديه بسلاسة اعتاد عليها فيما مضى ..!!!
ومرد ذلك كله هو ظهور كيان سياسي جديد يختلف في أطواره ومنهاج عمله وأسلوب تعاطيه مع الوقائع والأحداث بصورة جذرية عما عهدته الساحة من قبل ،، حيث نجح في تثبيت أقدامه على الخارطة السياسية بكفاءة واقتدار لفتت الانتباه، وأثارت المخاوف والشكوك لدى أطراف متعددة ذات صلة مباشرة وغير مباشرة بالصراع الفلسطيني الصهيوني !! فقد بات هذا الكيان الجديد يزاحم الصهاينة شيئاً فشيئاً على الإمساك بخيوط اللعبة القائمة ، ويتحكم بوجهتها بما يتوافق مع المصالح والآمال المضادة للمشروع الصهيوني ، الأمر الذي يبشر بصعود هذه القوة لتملأ الفراغ الشاغر منذ عقود في مواجهة الصهاينة ومخططاتهم الدنيئة!!
فالنجاح والتقدم الذي يسجله مشروع الكيان السياسي الجديد والذي يقوم على التناقض المباشر والصريح مع المشروع الصهيوني، سيقابله بلا ريب تراجع وانكفاء في المشروع الصهيوني كنتيجة لازمة وحتمية لقوانين التدافع وقواعد الصراع وسنن الحياة التي لا تنقطع!! وعليه فإننا عندما نرصد ونحدد محطات التراجع الصهيوني فإننا في ذات الوقت نشير بالإصبع إلى مراحل ومحطات صعود وتقدم المشروع المضاد ، ودعونا نزورها محطة بعد أخرى ..!!!
1- السلطة الفلسطينية :
من نافلة القول أن سياسة الإخضاع والسيطرة الصهيونية قد قامت على نظرية ماكرة تفيد بضرورة إيجاد أنظمة ومؤسسات داخل الكيانات المستهدفة ، ومد هذه الأنظمة بأسباب القوة والبقاء لكي تكون الدرع الحامي للأمن الصهيوني ، والحاجز الفعال الذي يحول باقتدار ما بين الشعوب وبين محاولاتها معالجة أمر الاحتلال الغاصب بكل وسيلة ممكنة ومتاحة ، وقد ارتبط بقاء هذه الأنظمة بالقدرة على القيام بالمهام المنوطة بها على أكمل وجه ! وقد حققت هذه السياسة نجاحا باهرا سيسجله التاريخ كأحد أهم أسباب نجاح قيام الكيان الصهيوني المعاصر على أرض فلسطين ، واستمراره في القدرة على البقاء عقوداً طويلة دون أن يواجه تهديدا حقيقيا يتعلق بوجوده على الأرض !!
لكن هذه السياسة الناجعة والتي طبقت على الأطراف (الحدود) الخارجية لفلسطين لمنع التسلل واستهداف الصهاينة من الخارج ،، باتت تتعرض لخرق خطير وتحدٍ كبير يقلب الموازين رأساً على عقب عندما انطلقت الانتفاضة الفلسطينية الأولى (انتفاضة المساجد) ، التي فرضت المواجهة على الصهاينة وجها لوجه في الداخل بعيدا عن خطوط الحماية والحراسة المعهودة !!! تلك الانتفاضة التي دشنت بانطلاقتها بداية النزول الصهيوني عن برج التيه (العلو والاستكبار في الأرض)، الذي مر عليه أربعون عاما مكتملا !!! هذا التحدي القادم من حيث لم يحتسب الصهاينة كان هو الدافع لتكرار نظرية المواجهة التي يعتمدها الصهاينة ، فكان لا بد من استنساخ نموذج مصغر للنظام السياسي العربي الرسمي وحشره ليكون حاجزا ما بين الصهاينة المعتدين وبين الإرادة الحرة التواقة للتخلص من البغي الصهيوني المتمادي في غيه والسادر في عدوانه ،، ولذلك كانت أوسلو وكانت سلطة الحكم الذاتي المحدودة الفلسطينية!! وفي ذلك قبول قسري من قبل الصهاينة لإزاحة جغرافية لمكان المعركة بين المتناقضين من الأطراف الخارجية لأرض فلسطين إلى الداخل الفلسطيني لأول مرة منذ أن سقطت فلسطين في أيديهم الغادرة !!!!
2- جدار العزل العنصري
في واحدة من المغازي الكثيرة التي يحملها الجدار العنصري الممتد حول الأطراف الشمالية والغربية للضفة الغربية ، هو افتقاد الصهاينة للشعور بالأمن والأمان الذي يعتبر ركيزة أساسية ومطلباً ضرورياً تسعى الحكومات الصهيونية المتعاقبة لتحقيقه ،، الأمر الذي بات يهدد التماسك المعنوي للصهاينة داخل فلسطين في الوقت الذي حاول فيه الساسة منع هذا التداعي الخطير للأمن والشعور بالانكشاف أمام المقاومة الفلسطينية الباسلة ، عبر إقامة هذا الجدار اللعين.
والدلالات التي يمكن ان نستخلصها من وراء إقامة الجدار هي كالتالي :
** سيادة الشعور بفشل مشروع استقدام سلطة أوسلو وعجزها عن القيام بدو الحارس للأمن الصهيوني !!
** تراجع آخر أمام وقع المقاومة الباسلة والتهيؤ لتكون المعركة أكثر قربا إلى قلب الكيان المغتصب !!
3- الأحاديث والتسريبات حول مطالب استقدام قوات عربية أو دولية لترابط في غزة ..!
وهذا يشير بوضوح إلى:
** فشل مشروع الجدار الفاصل في توفير الأمن المنشود ، يوم أن تجاوزته المقاومة الباسلة عبر إطلاق الصواريخ والقذائف على الكيان الصهيوني.
** التأكيد مرة أخرى على فشل المشروع الذي تم بموجبه استقدام سلطة أوسلو لتقوم بدور الحارس للأمن الصهيوني.
** قطع الطريق على البرنامج الحقيقي الذي يناقض الاحتلال جذريا وهو برنامج المقاومة والمشروع السياسي الذي أفرزته والذي بات يتقدم يوم بعد يوم ، ومحاولة إجهاضه وإفشاله ،،!!
4- تراجع الهجرة الصهيونية إلى فلسطين :
وهذه سمة أخرى بارزة تعبر عن حجم وطبيعة المأزق الذي يعاني منه الكيان المجرم الذي يعتبر الهجرة كركيزة أساسية لتعزيز العامل الديموغرافي ،، فقد أشارت الإحصاءات المتعاقبة إلى الانخفاض المتتالي لعديد الأفراد المهاجرين إلى فلسطين في حين تزداد أفواج الهجرة العكسية خارجا كتعبير عن حالة انعدام الامن وانتشار الخوف ، حتى باتت الأعداد الخارجة تساوي تلك الداخلة وتتفوق عليها في بعض الأحيان.
كل ذلك ما كان ليتم أبدا لولا جهود المقاومة الباسلة وتراكم أفعالها الجهادية منذ اليوم الأول للانتفاضة الأولى والى ما بعد اللحظة الراهنة ، في الوقت الذي كرس فيه الكيان الرسمي الفلسطيني جهوده لذم المقاومة وأفعالها المجيدة !!!
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

قوات الاحتلال تواصل تصعيدها الميداني في مخيمي طولكرم ونور شمس
طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ 104 على التوالي، ولليوم الـ 91 على مخيم...

إصابة جنود إسرائيليين بصاروخ مضاد للدروع في حي الشجاعية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم السبت، بإصابة عدد من جنود جيش الاحتلال في قطاع غزة نيران المقاومة الفلسطينية. وقال...

جامعة كولومبيا تعلّق دراسة 65 طالبا احجوا ضد الإبادة في غزة
واشنطن - المركز الفسطيني للإعلام علقت جامعة كولومبيا دراسة 65 طالبا من "مؤيدي فلسطين" لمشاركتهم في احتجاج داخل المكتبة الرئيسية للجامعة يوم الأربعاء...

باكستان تطلق عملية “البنيان المرصوص” ضد الهند
إسلام أباد - المركز الفلسطيني للإعلام أطلقت باكستان فجر اليوم السبت، عملية عسكرية مضادة للهجمات العدوانية الهندية على أراضيها ومنشآتها العسكرية تحت...

لجنة أممية تحذر من خطر المجاعة والمرض على الفئات الهشة بغزة
جنيف - المركز الفلسطيني للإعلام قالت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري إن نفاد الغذاء في قطاع غزة، إلى جانب الدمار الواسع...

إصابتان برصاص الاحتلال وهجمات للمستوطنين في الضفة
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شاب فلسطيني برصاص الاحتلال في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، فجر السبت، في الضفة الغربية المحتلة، إثر اقتحام...

“الجهاد الإسلامي” تنعى القائد بسرايا القدس الشهيد نور البيطاوي
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام نعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشهيد نور عبد الكريم البيطاوي، القائد في "كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس،...