الأحد 11/مايو/2025

«انفلونزا الصقور» تتسيد المشهد الاسرائيلي

«انفلونزا الصقور» تتسيد المشهد الاسرائيلي
الجنرال احتياط افرايم سنيه يعلن “إسرائيل ستدخل آجلاً أم عاجلاً قطاع غزة”. ونتياهو يطالب بعملية وقائية حاسمة. وليبرمان يدعو لعمل واسع النطاق يبتر غزة والى قطع الماء والكهرباء عن السكان.. وديسكين يدعو إلى عدم قبول التهدئة في الضفة الغربية وإلى مواصلة العمليات في قطاع غزة. ورئيس الشاباك السابق يعقوب بري يضيف: “علي إسرائيل اغتيال جميع قادة حماس واحتلال القطاع” والجنرال غيورا ايلاند رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي السابق باحتلال اجزاء كبيرة من قطاع غزة ، ويطالب بتدمير آلاف المنازل في رفح. والطــبـيب اليهودي بنيامين مزوز يقول: “يجب إبادة جميع الفلسطينيين حتى لا يبـقى لـهـم ذكـــر،”
والحاخام يسرائيل روزن يدعو إلى “ضرب التجمعات السكانية الفلسطينية”.. وايلي يشاي زعيم حركة شاس الدينية يدعو إلى “هدم كل قرية ينطلق منها صاروخ”.

بينما تتحدث مصادر اعلامية اسرائيلية عن إرهاب صهيوني بالـ”ريموت كونترول” .. وهكذا .. فهذا الذي نشاهده ونتابعه هناك في فلسطين المحتلة وفي المجتمع الاسرائيلي ـ الصهيوني على نحو حصري ، يمكن تكثيفه حقا بـ” انفلونزا الصقور “التي باتت تمتد وتنتشر وتتكرس وتتغذى في مستنقعات العنصرية وايديولوجيا الارهاب المجازري المتعاظم ضد كل شيء عربي فلسطيني هناك … ويمكن تكثيف كل ذلك ايضا بالتأكيد على ان هناك ما يمكن ان نطلق عليه كذلك “لوثة شارون الابادية وسياسة قطع رؤوس العرب” التي على ما هو واضح اخذت تسطو بدورها على المشهد السياسي الاسرائيلي برمته امتدادا من اقصى يمينه المتشدد المتطرف العنصري الدموي وصولا الى اقصى يساره المزعوم متمثلا على سبيل المثال بوزير الدفاع او الحرب عمير بيرتس الذي انتقل من زعامة نقابة العمال ـ الهستدروت ـ ومن زعامة العمل من موقع الحمائمية الى موقع الصقورية والحربية العدوانية … هكذا ما بين عشية وضحاها؟، فها هوالحاخام الرئيسي السابق في إسرائيل مردخاي إلياهو الحكومة يفتي بقتل المدنيين الفلسطينيين ويدعو إلى شن حملة عسكرية على غزة ، معتبرا أن “المس بالمواطنين الفلسطينيين الأبرياء أمر شرعي ـ 31 ـ 5 ـ 2007”.

ولذلك لم تكن فتوى حاخامهم الكبير عوباديا يوسف قبل ذلك حينما قال: “ان العرب يتكاثرون كالنمل وبالتالي فليذهبوا الى الجحيم” و”تمنى للمستوطنين النصر على الفلسطينيين الاغيار المجرمين “غريبة ومفاجئة ، ولم تكن مطالبة البرلماني الليكودي ميخائيل كلاينرمثلا بـ “قصف المدن والقرى الفلسطينية وقتل عشرة الاف فلسطيني دفعة واحدة ، وقتل الف فلسطيني مقابل كل يهودي يقتل ـ من رسالته الى مؤتمر الكونغرس الصهيوني الـ 34 ـ “الا من صميم ادبياتهم وتراثهم الارهابي.

وفي هذا الصدد كذلك تحديدا كان الجنرال موفاز وزير الحرب السابق قد اطل علينا ايضا معربدا : “ان غزة ستهتز وترتعد تحت وقع “اول الغيث” ، و”ان الزهار وهنية سيلحقون بالشيخ ياسين والرنتيسي” وخاطب ضباط وجنرالات الجيش موجها :” لا ترحموا احدا من العرب لان امن اسرائيل فوق كل شيء ـ يديعوت ـ 6 ـ 9 ـ 2005″ثم ليأتي “آفي ايتام” المتشدد عن حزب “هئيحود هليؤومي” ليطالب مجددا بـ”قطع رؤوس الفلسطينيين وفي مقدمتهم قادة حماس ـ عن موقع عرب 48 ـ 19 ـ 6 ـ 2006 “… يضاف الى ذلك سلسة لا حصر لها من التهديدات والعربدات الحربية على لسان كبار جنرالات الجيش والسياسة في”اسرائيل”في سياق الحرب الاولمرتية – البيرتسية الراهنة ضد الشعب الفلسطيني.. الى ان وصلت فتواهم الدموية الى مستوى تشريع “قتل الاطفال والاجنة الفلسطينيين حتى وهم في بطون امهاتهم”.

ما يبين لنا اننا امام مجتمع ارهابي متعطش للدماء العربية وملوث بالعنصرية والنزعة الدموية الاجرامية ، ومصاب ب “انفلونزا الصقور” ، وهي الحقيقة الدامغة التي اكدها لنا حديثا “د. يحيعام شورك” الكاتب والمؤرخ والمحاضرالاسرائيلي في” بيت بيرل”في دراسة حملت عنوان”جذور البلطجة والقوة في المجتمع الاسرائيلي” حيث قال :”ان نزعة القوة في المجتمع الاسرائيلي ليست وليدة الامس فهي ترجع الى زوايا الماضي المعتمة قبل تجسيد الفكرة الصهيونية …”.. ويؤكد :”لقد تجندت كتب التعليم من جهة وبرامج العمل من جهة اخرى لصالح تحسين وتنمية ال”نحن” وتحطيم الـ”هم” او شرعنة الـ”نحن” وشيطنة الـ”هم”(الفلسطينيون والعرب) ..”ويختتم المؤرخ الاسرائيلي شورك بحثه مؤكدا ايضا :”اذا كانت الحال كذلك ..لماذا لا نفهم بذور البلطجة الكامنة داخلنا وبين ظهرانينا؟،

واذا اضفنا الى كل ذلك تدخل الصهيونية الدينية في السياسة وهي التي تقدس العمل الصهيوني فان الامر يعني تلقائيا اعطاء المبررات لكل عمليات سلب الارض ومكان العمل وتسويغ كل عدوانية واستعلاء تجاه البيئة المحيطة ـ ان كانت فلسطينية او عربية ـ …الا يكفي ذلك …؟، ـ عن موقع المشهد الاسرائيلي – 25 ـ 9 ـ 2005″ ؟ ،

وترتقي نزعة العنف والقتل والارهاب لديهم الى مستوى فلسفي مع جابوتنسكي وتلامذته من امثال بيغن وشارون واولمرت ونتنياهو وباراك وموفاز ويعلون وغيرهم حيث جاء في ادبيات هؤلاء مثلا: “ان قوة التقدم في التاريخ ليست للسلام بل للسيف” و”انا احارب اذن انا موجود” ، و”اولا وقبل كل شيء يجب ان نقوم بالهجوم عليهم – اي على العرب” ، و”لا يمكن الوثوق بالعربي باي حال من الاحوال ، وبالتالي فان الطريقة الوحيدة للتعامل معه هي قتله”.

ولذلك نتساءل في الخلاصة المفيدة باندهاش كبير: لماذا يتهافت العرب في ضوء كل ذلك اذن على التطبيع الشامل مع تلك الدولة ومع ذلك المجتمع الذي لا يرى فيهم سوى نمل وديدان يجب سحقها؟، ولماذا يلتزمون الصمت والفرجة على تصعيدات الاغتيالات والمجازرالجماعية الدموية ضد الفلسطينيين؟

ثم اي” تسوية” سوية يمكن ان تقوم اذن مع مؤسسة سياسية – امنية – عسكرتارية اسرائيلية مدججة بمثل تلك الادبيات والفتاوى والتشريعات العنصرية الارهابية الدموية ، وبذلك الكم من مجرمي الحرب؟، فهم يخططون ويبيتون ويعملون من اجل قطع رؤوس العرب والغاء الكيانات العربية سياديا واراديا ومعنويا وعسكريا وسياسيا؟،
فلا يتوقعن احد اذن ان يخرج الشارونات من جلدهم وعن طبيعتهم .. او عن ذلك الثراث الارهابي الدموي وعن ذلك المجتمع العنصري الملوث بلوثة الشارونية وتفريخاتها الارهابية.

 
* صحيفة الدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات