الثلاثاء 13/مايو/2025

الخليل وأهل الخليل في خطر

الخليل وأهل الخليل في خطر
من يتابع ما يجري اليوم يدرك ان هذا العدو الغاصب لا يريد سلاماً ولا يريد التعايش بل انه يسعى للاستيلاء على كل شبر في ارض فلسطين ولكنه يدبر امراً خطيراً بشكل خاص لمدينة الخليل.

منذ اندلاع الانتفاضة الباسلة في اراضينا المحتلة فرضوا الحصار على كل مدينة وقرية ومخيم في الاراضي الفلسطينية.. ومنعوا الاتصال ما بين كل المدن والقرى والمخيمات ، ومنعوا وصول التموين والمحروقات بل ومنعوا وصول الادوية ونقل الجرحى الى المستشفيات ومن ثم ابتدعوا تقسيم الوطن الى كانتونات واقاموا الحواجز التي اصبحت عذاباً وعناء للمتنقلين الباحثين عن اعمالهم وارزاق عيالهم.
لقد فعلوا ما لم يسبق في التاريخ ان فعله احد من العتاة المجرمين حتى الصور المزورة التي رسموها للنازيين اقترفوا اضعاف اضعافها بممارسة اوحش وسائل القمع والقتل والتدمير.

ولكنهم بالرغم من كل ذلك فعلوا في الخليل ما لم يفعلوه في مكان آخر.. لقد فرضوا منع التجول على مدينة الخليل التاريخية بحدودها القديمة بحاراتها السبع عشرة بالأحياء التي يعتبرونها “الاحياء اليهودية” والتي اصبحت جزءاً من اسرائيل هي وحرمها الابراهيمي الشريف الذي منعوا الآذان ينطلق من على مآذنه وحولوه الى كنيس بموجب اتفاقية ظالمة هي اتفاقية (طابا) التي جاءت في اعقاب مذبحة الحرم الابراهيمي الشريف.

منع التجول في الخليل

لماذا يفرضون منع التجول من وقت لآخر في هذه الاحياء التي كان يقطنها اربعون الف خليلي ويمنعونهم الاتصال باخوانهم الذين يسكنون في كرومات وبساتين الخليل التي تحيط بالمدينة التاريخية؟
هل تريدون معرفة ما يضمره هؤلاء الاعداء للخليل ولأهل الخليل ولكافة العرب والمسلمين؟ قال يوسف بورغ الوزير الاسرائيلي السابق ان عودة اليهود الى الخليل هو امر لايمكن الجدال حوله او اجراء اي بحث ليكون موضع مساومة من اجل سكن اليهود في مدينة الاباء والاجداد انهم بكل صراحة عادوا الى مدينتهم التاريخية مدينة النبي ابراهيم الخليل.

وقال اسحق شامير رئيس الوزراء الاسبق ان العودة للخليل ليست استيطاناً ولن نوافق ان يكون لنا فيها اي شريك،،
واوضح معنى هذا الكلام الحاخام الاكبر السابق لجيش الدفاع الاسرائيلي شلومو غورن الذي قال بعد مذبحة العصر التي ارتكبها السفاح غولدشتاين في الحرم الابراهيمي الشريف قال: انني افخر بأن هناك من يعمل بجدية وبصدق لتحويل مدينة الخليل الى مدينة عبرية كما فعل غولدشتاين من اجل ترحيل المسلمين عنها لانها جزء من ارض اسرائيل ولا يجوز لغير الاسرائيليين البقاء في الخليل.

رتبة جنرال للحاخام

وهل تعرفون ماذا فعل حكام اسرائيل لهذا الحاخام الشرير.. لقد منحوه رتبة جنرال وهو الجنرال الوحيد الذي استحق هذا التقدير من بين الحاخامات منذ تأسيس الجيش الاسرائيلي ومنذ قيام اسرائيل حتى الآن،
اما الحاخام ابراهام يحيئيل من نشيطي الحزب الديني المتطرف “المفدال” الذي كان ينادي بتنفيذ دعوة رئيس الحزب المقتول رحبعام زئيفي بضرورة ترحيل كل العرب من فلسطين فهو اشهر النشيطين الذين اقاموا احتفالات الشكر لمذبحة الحرم الابراهيمي الشريف ثم قام بأنشاء عدة مدارس دينية في مدينة الخليل من اجل تخريج جيل مثل السفاح غولدشتاين وهو الذي ينادي بالعلن اننا لا نريد الحرم الابراهيمي الشريف ولانريد المسجد الاقصى بل علينا التخلص من كل اثر للمسلمين بهدم الحرم والمسجد حتى يسهل القضاء على كل الساكنين،،

يزورون التوراة

انهم يتشبثون بأكاذيب يخلقونها بأنفسهم انهم زوروا التوراة وقالوا”انهم شعب الله المختار وان هذه هي ارض الميعاد” وان من يتابع التوراة والانجيل والقرآن يقف على حقيقة هذه الاكاذيب التي يهددوننا بها ويرتكبون بأسمها كل المعاصي والجرائم لآن كل ما كتب في التوراة عن وعود الله بمنحهم فلسطين لتكون ارض الميعاد باعتبارهم شعب الله المختار ما هو الا من نسيج الخيال ومن ترتيب وأكاذيب الكتبة الذين زوروا التوراة في اكثر من عصر وفي اكثر العهود اذ لايصدق احد ان الله يوصي بالارض لقتلة انبيائهم وللذين اتهموا هؤلاء الانبياء بالزنى والدعارة والشذوذ وممارسة كل القبائح والخبائث؟

ولقد وعدهم الله فعلاً ملكا ولكن بشرط ان يكونوا على خلق وان يعيشوا في طاعة الله .. ولكن لما أخلوا بشروط الله انهى الله ملكهم وتخلى عنهم وجعل آخرتهم على يد “هادريان” الذي طردهم من الارض المقدسة وحرمها عليهم وعلى ابنائهم من بعدهم وكما سيأتيهم “هارديان” آخر او بالعربي الفصيح عندما يأتيهم صلاح الدين الجديد يستكمل الله ارادته من اجل تدمير دولتهم لتعود لأصحابها العرب والمسلمين وتعود دولة الحق والخلق والايمان. لماذا تأخروا في الاستيطان؟

لو كان لليهود موطىء قدم في الخليل لاستوطنوها منذ اليوم الاول للأحتلال عام 1967 اننا جميعاً نعرف ان بداية الاستيطان بدأت عندما اصدر الحاكم العسكري الاسرائيلي قراره رقم 70 ـ 12 بتاريخ 31 ـ 8 ـ 1970 بمصادرة 1500 دونم من ارض الخليل التي بدأوا فيها باقامة كريات اربع عام 1972 اي بعد خمسة اعوام من الاحتلال ، لو كانت الخليل لهم فما الذي كان يدفعهم للانتظار خمسة اعوام بعد الاحتلال؟

وكلكم تذكرون ان الاستيطان بدأ في قلب الخليل عندما اقتحموا الدبويا بكل قواتهم العسكرية يوم 26 ـ 4 ـ 1979 فما الذي كان يدفعهم للأنتظار ثلاثة عشر عاماً قبل ان يفطنوا ان الخليل هي مدينة آبائهم واجدادهم وان الدبويا كانت مكاناً مقدساً لهم؟،

ان احدا منا يجب ان لا ينخدع او يصدق كل أكاذيبهم ومزاعمهم فكما لم يستطيعوا منذ ثلاثين عاماً ان يجدوا لهم اي أثر ديني او تاريخي في الخليل فانهم لم يجدوا لهم اي اثر في كل ارض فلسطين بالرغم من مئات علماء الآثار الذين استعانوا بهم من اوروبا والولايات المتحدة ومن كل مكان في العالم ولم يستطيعوا ان يأتوهم بدليل،

وهؤلاء الاعداء كما جاؤوا في غفلة من الزمن وهم مسنودون بقوة السلاح فانهم بمشيئة الله سيطردون منها ايضاً بقوة السلاح وسيجدون ارادة اهل الخليل اقوى من شهوة عدوانهم لامتلاك الوطن الذي افتداه اصحابه بالغالي والثمين على مر الزمان.

ان اهلنا في الخليل ومحافظتها مثل اهلنا في القدس بكل احيائها الشرقية والغربية مثل كل شعبنا من الناقورة حتى رفح من النهر حتى البحر لن يستسلموا ولن يهادنوا لأنهم يؤمنون بحقهم في وطنهم وحقهم في الحياة الحرة الكريمة وهذه المجازر التي يقترفها هؤلاء الاعداء بشعبنا الصامد لن ترعبنا ولن تخيفنا واننا سنبقى نرفض كل الاتفاقات التي انتزعت اجزاء عزيزة من مدينتنا الغالية ومن المدن الفلسطينية الاخرى وسيعود الحرم الابراهيمي محجة لكل العرب والمسلمين وستعود كل ذرة احتلها هؤلاء الغزاة الى اصحابها العرب والمسلمين وسنبقى نردد أبد الدهر:
هذي فلسطين تنادي جموعكم
الا انقذوا الحرم الذي يتوجع

وليبق اهلنا في الخليل على قناعاتهم بأن الذين يعانون من عذابات وعدوان هؤلاء العتاه المجرمين من اشقى الخلق من علوج المستوطنين ان اهلهم في الشتات بل ان احرار العرب والمسلمين ومقاوميهم الابرار في كل مكان سيبقون لهم السند والمجير وهم الذين سيقضون على كل اثر للمعتدين حتى تعود مدينة الخليل مدينة السلام مدينة نبيهم ابراهيم الذي اتخذه الله خليلاً وستكون نهايتهم باذن الله رسالة لأشرار العالم ان هذه البلاد المقدسة لأصحابها فقط ولن يدوم على ارضها احد من المجرمين قتلة الانبياء الذين عاشوا على مر الزمان مشردين متهمين في ذمتهم وشرفهم وفي الغدر والفحشاء والمنكر.

* صحيفة الدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات