ارفعوا أيديكم عن المقاومة الفلسطينية

ما أن تحقق حركة حماس إنجازاً استراتيجياً في ميدان المقاومة، ويتعرض العدو الصهيوني لخطر استراتيجي لا يستطيع معه حيلة ولا يهتدي سبيلاً، حتى تهب الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها لنجدة الكيان الصهيوني، وذلك من خلال إطلاق مبادرات التهدئة التي تلجم المقاومة وتحمي أمن الاحتلال، إضافة إلى حبك المؤامرات الرامية إلى تصفية حماس، تمهيداً لتمرير الحلول الاستسلامية للقضية الفلسطينية.
حققت المقاومة الإسلامية – التي تقودها حماس – في الأيام القليلة الماضية نجاحاً بالغ الأهمية، وأوجدت معادلة جديدة في الصراع مع العدو الصهيوني، واضطرت قادته للاعتراف بأن حماس قد أصبح لها اليد العليا على كيانهم الغاصب، وأنها قد وضعتهم في مأزق كبير لا يستطيعون الخروج منه حتى باستخدام آلتهم العسكرية الفتاكة، وأن كتائب القسام قد نزعت هيبة جيش الاحتلال الصهيوني من قلوب الشعب الفلسطيني وأسقطتها إلى الأبد.
فالخيار العسكري لن يفلح في تصفية المقاومة، كما أن إعادة احتلال قطاع غزة لن يؤدي إلا إلى إنهاء مؤسسة الرئاسة الفلسطينية، وتعرض جنود الاحتلال لضربات المقاومة المباشرة، الأمر الذي سيكلف الاحتلال ثمناً باهظاً ويستنزفه اقتصادياً وبشرياً، ولن يحقق له سوى المزيد من الخيبة والفشل على الصعد العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وربما أدركت الإدارة الأمريكية متأخراً أن المصير الحتمي لخططها الأمنية – الرامية إلى تصفية حماس وقمع الشعب الفلسطيني– هو الفشل الذريع، فمن المؤكد أن تؤدي تلك الخطط الغبية إلى استيلاء حماس على الأسلحة الأمريكية الممنوحة للأجهزة الأمنية التابعة لرئيس السلطة، محمود عباس، وبالتالي ستتصاعد المقاومة كماً ونوعاً، وستحقق نقلة نوعية إستراتيجية جديدة. كما أنه من المؤكد أن هذه الأجهزة الأمنية ستخضع لسلطة الحكومة التي تقودها حماس، وبذلك تكون الإدارة الأمريكية قد أثبتت إدمانها على الوقوع في سوء حساباتها وتقديراتها…!!
ولذلك كان هذا التحرك السريع للاحتلال الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية والأنظمة العربية الموالية لها، حبكاً لمؤامرة جديدة، يتم من خلالها إحباط إنجازات المقاومة وإنقاذ الكيان الصهيوني من مآزقه، وذلك من خلال إطلاق مبادرة لتهدئة مصحوبة بوصاية مصرية على قطاع غزة، وانتشار لقوات دولية لحماية الصهاينة من ضربات المقاومة ومنع وصول الأسلحة إليها عبر الحدود المصرية.
وتأتي ضمن هذه المؤامرة خطة عسكرية لتعزيز مؤسسة الرئاسة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية وإعادة تنظيمها وتسليحها وتدريبها، وترتيب صفوف حركة فتح وتمكين التيار المتصهين فيها من استكمال هيمنته عليها، إضافة إلى ما يسميه الأمريكيون “تحسين الأوضاع الاقتصادية”، لتتمكن الولايات المتحدة الأمريكية من استغلال معاناة الشعب الفلسطيني، في ظل استمرار حصارها الاقتصادي الجائر، من أجل كسر إرادته وشراء ذمم الضعفاء من أبنائه.
والأنظمة العربية التي يديرها البيت الأبيض الأمريكي هي مادة التآمر على الشعب الفلسطيني، وهي أداة الولايات المتحدة الأمريكية في تمرير تلك المؤامرات عليه، ولقد وصلت بها الخيانة إلى حد الجهر بتآمرها على حماس ومقاومة شعبنا، رغم أن العدو الصهيوني قد ضرب بمبادرة السلام العربية – التي أعاد العرب الرسميون تفعيلها وسوقوها وروجوها – عرض الحائط واستمر في ممارساته القمعية ضد الشعب الفلسطيني.
وفي الآونة الأخيرة، تحولت تلك الأنظمة إلى حليف استراتيجي للكيان الصهيوني: تتفانى في خدمته، وتسهر على حفظ أمنه، ولا تتحرك إلا استجابة لإملاءاته وبما يحقق مصالحه، بل إنها تسعى اليوم إلى توظيف جامعة الدول العربية – التي تعاني من موت سريري منذ الأزل ولا تنصر أياً من القضايا العربية – في خدمة الاحتلال الصهيوني، لتقوم بفرض وصاية على الشعب الفلسطيني وتقضي على إنجازات مقاومته التي باتت تقض مضاجع المحتلين وتؤرقهم.
فمن يا ترى أحق بالحماية أيتها الأنظمة الخائبة: الشعب الفلسطيني الذي يعاني من قمع الاحتلال وعدوانه المتواصل، أم الاحتلال المجرم الذي يذيق شعبنا شتى صنوف العذاب على مرأى منكم ومسمع؟! وأيهما يا ترى أحق بالأمن والسلام…؟!
كان الأولى للنظام العربي الرسمي أن يوظف مقاومة شعبنا للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية وكيان الاحتلال الصهيوني بدلاً من التآمر عليها وسحق إنجازاتها، وكان الأولى لهم أن يدعموا مقاومة شعبنا بدلاً من الهرولة نحو التطبيع مع الاحتلال، وكان الأولى لهم أن يطالبوا بحماية شعبنا من الاقتتال بدلاً من دعم الموالين للولايات المتحدة الأمريكية وشركاء الاحتلال بالمال والسلاح والعتاد…
إن هذه المؤامرة ستفشل حتماً كما فشلت المؤامرات التي سبقتها، وستبقى حماس – ومعها حركة الجهاد وأحرار شعبنا وشرفاؤه – عصية على التطويع والتهميش والتجاوز، وعلى العالم أن يحسن قراءة الواقع الفلسطيني جيداً، وعليه أن يدرك أن شعبنا لا يقبل بأقل من حقه في أرضه وتقرير مصيره، وإلى أن يحرر شعبنا أرضه وينال حقوقه، لن يساق كما تساق الأغنام، ولن يتخلى عن حقه في مقاومة الاحتلال والعدوان، وقد قطع على نفسه عهداً بألا يستسلم.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...

مستشفى الكويت الميداني بمواصي خانيونس يقلص خدماته بسبب الحصار
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن مستشفى الكويت التخصصي الميداني في مواصي خانيونس عن اضطراره لتقليص عدد من خدماته الطبية، وسط الأوضاع الصحية...

جيش الاحتلال يفرض إغلاقًا على قرية المغير في رام الله
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام فرضت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، إغلاقًا على قرية المُغَيِّر شمال شرق مدينة رام الله وسط الضفة...

بوريل: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بغزة بقنابل من أوروبا
المركز الفلسطيني للإعلام أكد المسؤول السابق للسياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في قطاع غزة، وأن نصف...

الاحتلال يواصل الإبادة بغزة موقعاً 147 شهيدًا وجريحًا خلال 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم السبت، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 23 شهيدا، و124 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...

أوتشا: 70% من سكان قطاع غزة تحت أوامر التهجير القسري
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أن الفلسطينيين يموتون بقطاع غزة الذي يرزح تحت حصار...