بازار المساومات افتتح في «العمل»

وبعد ظهور النتائج النهائية وحصول باراك على 35.6 في المئة الأصوات، وأيالون على 30.6 في المئة من الأصوات، بادر الجميع إلى توجيه التهنئة لبيرتس على نيله 22 في المئة من الأصوات. فبيرتس، الذي أعلن مسبقاً أنه سيتنازل عن وزارة الدفاع، بات عملياً الرجل القادر على تتويج أي من خصميه. فإذا أفلح في إبرام صفقة مع باراك فإن رئيس الحكومة الأسبق سوف يقود حزب العمل في الانتخابات المقبلة. وإذا عقد الصفقة مع أيالون، فإن أميرال البحرية هو من سيكون زعيم حزب العمل المقبل.
وبكلمات أخرى، فإن أسهم بيرتس تضاعفت في بورصة السياسة الإسرائيلية برغم خسارته لزعامة الحزب. ويوم أمس كان بيرتس الوحيد بين المرشحين الذي ألقى خطاب انتصار، أكد فيه أن لديه معسكراً متكاملاً وقوياً ذا جدول أعمال اجتماعي وأنه سيعمد في القريب العاجل إلى ترسيخ مكانة هذا المعسكر في مفاوضاته مع الآخرين. وليس لذلك من معنى سوى بدء المساومة الكبرى على موقع بيرتس في الحزب والحكومة، خاصة أنه من أنصار البقاء في حكومة أولمرت.
ومن المقرر أن تجري الجولة الثانية من الانتخابات بعد أسبوعين بين كل من باراك وأيالون. وبرغم تفوق باراك على المرشحين الآخرين وفق نتائج الانتخابات التمهيدية، فليس في ذلك ما يشير إلى النتائج النهائية، إذ ان حزب العمل منقسم عملياً بين أعداء باراك وأعداء بيرتس. وهذا يعني أن قراءة واقع حزب العمل تتطلب ما يزيد كثيراً عن النظرة الظاهرية.
فبين المرشحين الخمسة، كان داني ياتوم هو الأقرب إلى باراك، فيما القرابة الفكرية والسياسية أوضح وأوثق بين أيالون وكل من بيرتس وأوفير بينس. وبحساب أولي، فإن باراك وياتوم سوية حصلا على أقل من 40 في المئة من الأصوات. وفي المقابل، فإن أيالون وبيرتس وبينس حصلوا على أكثر من 60 في المئة من الأصوات.
غير أنه حساب أولي، لأن نسبة التصويت والقدرة على تجنيد الأصوات في الجولة الثانية هي على الدوام أقل مما هي في الدورة الأولى. حينها تغدو المعسكرات الأشد تنظيماً الأقدر على المحافظة على الزخم وحسم المعركة. وعدا ذلك فإن اعتبارات أخرى تتداخل مع الشأن الحزبي في انتخابات الدورة الثانية، بينها طبيعة الظرف السياسي والأمني. فزعيم الحزب هو من سوف يخوض الانتخابات ضد زعماء الأحزاب المنافسة، وفي الذهن هنا على وجه التحديد، زعيم الليكود بنيامين نتنياهو.
وبينت الانتخابات التمهيدية في حزب العمل أن البرامج السياسية أو الاجتماعية لم تؤد أي دور حاسم في الانتخابات، ربما جراء إيمان الأعضاء بعدم صدقية هذه البرامج. ولهذا السبب تحدث كثــير من المعلقين في إسرائيل عن غرائب التصويت في حــزب العمل. فقد نال باراك نسبة عالية من الأصوات في الوسط العربي الذي يعتبر أحد مراكز الثقل الانتخــابية داخل حزب العمل. (ومن أجل توضـيح الصــورة، فإن القانون الإسرائيلـي يلزم المــواطن بألا ينتــسب في الوقت نفسه لأكثر من حزب سياسي واحد من دون أن يعني ذلك الالتزام بالتصويت لهذا الحزب في الانتخابات العامة).
ولأسباب كثيرة، تنتشر في الوسط العربي مظاهر المقاولة السياسية في كل ما يتعلق بعضوية الأحزاب. ويمكن لمقاولي الأصوات أن يوفروا قوائم عضوية لأي من الأحزاب بما في ذلك الأحزاب الصهيونية، طالما أن ذلك لا يلزم بالتصويت لهذه الأحزاب في الانتخابات العامة.
وتقاسم باراك الوسط العربي مع بيرتس بشكل أساسي، نظرا لقوة علاقات بنيامين بن أليعزر، المقرب من باراك، في أوساط مقاولي الأصوات العربية. ويمكن أن تكون لحرب لبنان صلة بتراجع تأييد الوسط العربي لبيرتس، فيما لم يحظ أيالون تقريبا بأي وزن لدى العرب.
ومن جهة أخرى لا بد من الملاحظة أن باراك، المقرب من أوساط رجال الأعمال ورأس المال، نال تأييــداً واسعاً في «مدن الضواحي» في الجنوب والشــمال. وعنى ذلك أن الأوساط الفقيرة والدنيا في حزب العمل تميل إلى الرجل الأمني الذي يمثله باراك، فيما تريد المدن والشرائح العليا الاستقرار الذي قد يجـلبه أيالون.
ومن المؤكد أن هذا يجعل الصورة النهائية لنتائج الانتخابات لزعامة حزب العمل بعد أسبوعين مشوشة. ففي إسرائيل يقال ان كل شيء ممكن في السياسة. ولا ريب أن بازار المساومات قد افتتح وأن الأسبوعين المقبلين سيشهدان أكبر عمليات مقامرة وابتزاز على الصعيد الداخلي في حزب العمل.
كما أن من المؤكد أن نتائج الانتخابات ستؤثر بشكل كبير على مستقبل حكومة أولمرت. ومن المعروف أن أيالون وبينيس أعلنا عدم قبولهما البقاء في حكومة برئاسة أولمرت. وليس هذا موقف بيرتس الذي يرى أن البقاء في الحكومة هو تأكيد على الاستقرار السلطوي الذي تحتاجه إسرائيل حاليا. ويؤمن باراك أن بالوسع البقاء في حكومة برئاسة أولمرت، طالما أن هناك اتفاقا على تقديم موعد الانتخابات.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حرّاس الأقصى يحبطون محاولة ذبح “قربان تلمودي” في باحات المسجد
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أحبط حُرّاس المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الاثنين، محاولة مستوطنين إدخال "قربان حي" إلى باحاته عبر باب...

مرصد عالمي: نصف مليون شخص يواجهون خطر الموت جوعًا بغزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام قال مرصد عالمي لمراقبة الجوع الاثنين إن سكان قطاع غزة بأكمله لا يزالون يواجهون خطر المجاعة الشديد وإن نصف مليون شخص...

تحذير من انهيار القطاع الصحي بغزة مع تعمق النقص الحاد بالتجهيزات الطبية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ باتت تعمل بأدوات طبية مستهلكة وفي ظل غياب أصناف...

سجن جندي احتياط إسرائيلي لرفضه القتال في الضفة الغربية
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية إن جندي احتياط إسرائيليا سجن 5 أيام بعد رفضه المشاركة في القتال في الضفة الغربية...

رفض حقوقي للخطة الأمريكية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام عبر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان عن رفضه التام للخطة الجديدة التي تروج لها الولايات المتحدة الأميركية، بالتنسيق مع دولة...

33 شهيدًا و94 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 33 شهيدا، منهم 29 شهيدا جديدا، و4 شهيد انتشال)، و94 إصابة، إلى مستشفيات غزة خلال...

أبو عبيدة: الإفراج عن الجندي الأسير عيدان ألكساندر اليوم الاثنين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قرارها، الإفراج عن الجندي الصهيوني الذي يحمل...