الخميس 08/مايو/2025

الرنتيسي.. مواقف سيرة مجاهد تتأسى بها الأجيال

الرنتيسي.. مواقف سيرة مجاهد تتأسى بها الأجيال
“غاب عنا بجسده، لكنه مازال حيا بيننا، بما تركه من بصمات في كل زواية من زوايا بيته، أو محيطه، ولدى كل من عرفه من الجيران والشباب، الذين رباهم في المساجد والجامعات”. بهذه الكلمات استعادت السيدة “أم محمد” رشا الرنتيسي، زوجة الشهيد القائد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي يرحمه الله، ذكرى رحيل زوجها وشريك حياتها ودربها، الذي لقي وجه ربه بعد حياة حافلة بالجهاد والعطاء لخدمة دينه وقضيته ووطنه في 17 نيسان (أبريل) 2004.

                                ما زال بيننا بروحه وفكره

وذكرت السيدة أم محمد التي عاشت مع زوجها ثلاثين عاماً قبل رحيله منذ أكثر من ثلاث سنوات؛ “إنّ الإسلام حينما يطبق واقعا في حياة الإنسان، فإن ذلك يعمل على  نشر السعادة والحب والراحة، وكل المفاهيم التي يحتاجها الإنسان لتعينه على السير في هذا الطريق، الذي ارتضاه الله لعباده”، منوهة بأنّ هذا ما انتهجه الرنتيسي طوال حياته، وبينت أنه بهذا المعنى “لم نشعر برحيله عنا لأنه لازال بيننا روحاً وعقلاً وفكراً”.

أما نجله أحمد الذي تناول جانب اهتمام الرنتيسي بتربية لأبنائه والوقت الذي خصصه لهم، فقال “كان ولازال لوالدي الأثر الكبير في تربيتي أنا وأشقائي، تربية جمعت بين حرصه على القيام  بواجباته الأبوية، من حب وعطف وحنان وحرص على أولاده، وما يريده لهم من قوة في الشخصية وصلابة على الحق وتأدية لفرض الجهاد”. 

                                 حياة لم تكن ملكا لأسرته

وبيّن نجل القيادي الفلسطيني البارز أن وقت والده الشهيد بل حياته كلها لم تكن ملكا لبيته وأسرته لأنه ـ  كما أضاف ـ  “لم يكن مسؤولاً عن بيته وأهله فقط، بل كان مسؤولاً عن الأمانة القيادية التي أنيطت به، في مجالي الدعوة والجهاد، واقتناعه بفرضية التضحية بالغالي والنفيس، والأموال والأنفس، من أجل الجهاد في سبيل الله لتحرير فلسطين المغتصبة على يد الاحتلال الصهيوني”.
وأشار ولده أحمد إلى أنه كلما حقق الشعب الفلسطيني انتصاراً جديداً ضد العدو، على طريق استعادته لحريته وكرامته، تذكر والده الذي كان يغمره يقين بحتمية النصر على الصهاينة، كما تذكر الشيخ القائد أحمد ياسين، وكل الشهداء الذين جادوا بأرواحهم ودمائهم، لخدمة قضيتهم وتحرير أوطانهم.

                               تعانق الأرواح في رحاب الله

واستعاد أحمد الرنتيسي كلمات والده التي ما تزال ترن في مسمعه، والتي لطالما رددها خاصة في الأيام الأخيرة من حياته الدنيا، حيث كانت تعكس اطمئنانه بصواب النهج الذي سلكه هو وإخوانه في حركة حماس وكتائب القسام، ويقينه بوعد الله له وللمجاهدين والشهداء، حيث قال رحمه الله “تعانقت أيادينا في الدنيا على الزناد وغدًا ستتعانق أرواحنا في رحاب الله.”.

وأوضح أحمد أنه رغم ما امتاز به والده الدكتور الرنتيسي من صلابة، وقوة إرادة قهرت الاحتلال، حتى اشتهر بـ “أسد فلسطين” أو “الطبيب الثائر”؛ إلاّ أنه يحمل “قلبا مفعماً بمحبة الآخرين، والحرص على صلة الأرحام، وشخصية رقيقة آسرة استطاعت أن تجذب إليها قلوب الصغار والكبار”، لذا فإن ّ”تعامله أثار إعجاب كل من تعامل معه”، كما قال عنه نجله.

وقبل أن تنهي أم محمد حديثها عن زوجها؛ وجّهت رسالة إلى الأمة تتعلق بسبيل استعادتها لعزتها وكرامتها قائلة “إنّ استعادة الأمة العربية والإسلامية لعزتها لن تتحقق إلا عندما يقف كل واحد منا أمام نفسه، ويسأل نفسه ماذا قدم لدين الله، وماذا بذل من أجل ذلك؟”، راجية أن تكتحل عيونها برؤية الأقصى محررا، وأن يكف الله عنه مؤامرات الصهاينة التي تريد تدنيسه وتقويض أركانه، والعبث بحرمته.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات