الأحد 11/مايو/2025

الليكود بماذا ذهب وبماذا سيأتي؟

الليكود بماذا ذهب وبماذا سيأتي؟

في مركز تراث بيغن في القدس، أقامت مجموعة من أبرز قادة حزب الليكود “الإسرائيلي”، حفلاً بتاريخ 17/5/،2007 غاب عنه الليكودي السابق، ورئيس حكومة “إسرائيل” الحالي أيهود أولمرت، وذلك بمناسبة مرور ثلاثين عاماً على فوز حزب الليكود في 17/5/1977 بانتخابات الكنيست، وتشكيله للحكومة “الإسرائيلية” برئاسة مناحيم بيغن، زعيم الحزب في 20/6/،1977 التي فازت بأغلبية 63 صوتاً مقابل 53 صوتاً في الكنيست.

وفيما يتعلق بالموقف تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، فقد جاء في البيان الوزاري لأول حكومة يشكلها حزب الليكود، ما يلي: “للشعب اليهودي حق تاريخي في أرض “إسرائيل” ميراث أجداده، أبدي وغير قابل للنقاش”. وتعهد البيان بإقامة مستوطنات يهودية زراعية وحضرية على هذه الأرض. ويشير الياهو بن اليعاز إلى الروابط بين أفكار زئيف جابوتنسكي والسياسة الخارجية لمناحيم بيغن بقوله: “القوة الرادعة أو (الجدار الحديدي) بلغة جابوتنسكي، كان هدفها إقناع العرب بأن ليس في مقدورهم التخلص من وجود اليهود السيادي على أرض “إسرائيل”، وإن لم يستطيعوا إقناع أنفسهم بالاعتراف بعدالة مطالبة الشعب اليهودي بوطنه القومي”. وقال بيغن لمساعديه إن العرب لن يتجهوا إلى الحرب لأن في حكومته: “قادة عسكريين مثل موشي دايان وعيزر وايزمان وارييل شارون”. وقد كان زئيف جابوتنسكي مؤسس الصهيونية التصحيحية مصدر الإلهام العقائدي لمناحيم بيغن ورفاقه. ورأى بيغن في المحرقة (الهولوكوست)، التي عاصرها هو ولم يعاصرها جابوتنسكي الذي مات عام ،1940 برهاناً على أن الأغيار (ومن ضمنهم العرب) يتجهون إلى إبادة اليهود، وأن القوة العسكرية وحدها هي التي تقي اليهود من هذا الخطر.

عن نشأته، ولد مناحيم بيغن في برست-ليتوفسك في بولندا بتاريخ 16/8/،1913 ومن غرائب الاغتصاب الصهيوني لفلسطين، أن بيغن البولندي المولد والنشأة، يصبح رئيساً لوزراء “إسرائيل” التي أقيمت على الأراضي الفلسطينية المغتصبة، وتحرم “إسرائيل” الرئيس الفلسطيني محمود عباس من زيارة صفد مسقط رأسه في فلسطين، مجرّد زيارة فقط.

في بولندا، أكمل مناحيم بيغن دراسته الابتدائية في مدرسة مزراحي العبرية، ودراسته الثانوية في مدرسة بولندية، وفي سن الثالثة عشرة انضم الى حركة “هاشومير هاتزئير” الكشفية، وفي السادسة عشرة التحق بمنظمة “بيتار” المتطرفة والتابعة للحركة الصهيونية التصحيحية التي يتزعمها جابوتنسكي. وفي العام 1932 أصبح بيغن رئيساً لمنظمة “بيتار” في بولندا، ثم انتقل لقيادة “بيتار” في تشيكوسلوفاكيا. ثم عاد إلى بولندا لينظم الفتية اليهود في “بيتار”، ويعمل على تهريبهم كمهاجرين غير شرعيين إلى فلسطين. وبعد اعتقاله لمدة عامين (1940 و1941) في سيبيريا، أطلق سراحه والتحق بالجيش البولندي وانتقل إلى فلسطين. وفي العام 1943 تولى قيادة منظمة “ارغون زفائي ليئومي” اليهودية المتطرفة والإرهابية المعروفة باسم “اتسل”، وقام بعمليات إرهابية ضد الحكومة البريطانية في فلسطين، وعاش متخفياً في تل أبيب لأن الحكومة البريطانية قد خصصت عشرة آلاف جنيه استرليني مكافأة لمن يرشد إليه.

تمكنت عصابة “اتسل” في بداية شهر مايو/ أيار ،1948 من شراء سفينة نقل متقاعدة من الأسطول الأمريكي، وأطلقت عليها اسم “ألتالينا”، وأبحرت الى ميناء مرسيليا في فرنسا، حيث حُملت من هناك بمئات من المتطوعين اليهود الأوروبيين والمغاربة (شمال إفريقيا). وعندما وصلت هذه الباخرة الى شواطئ فلسطين، قام خلاف بين بن غوريون وبيغن على حمولتها، حيث قام صراع مسلح بين القوات النظامية وأعضاء “اتسل”، نتج منه حرق الباخرة وسقوط عشرات القتلى من البحارة والمتطوعين.

بعد قيام “إسرائيل” أسس مناحيم بيغن حزب “حيروت” (الحرية)، وفاز بيغن بمقعد في الكنيست في أول انتخابات “إسرائيلية”. وفي 1/6/1967 حصل بيغن على منصب وزير دولة في حكومة الوحدة الوطنية التي شكلها ليفي أشكول.

تبارى أعضاء المجموعة الليكودية التي احتفت في مركز بيغن يوم 17/5/2007 بمرور ثلاثين عاماً على تشكيله أول وزارة له، في ذكر مناقبه، حيث قال سيلفان شالوم: كان بيغن رئيساً مثالياً للوزراء، حيث يجب أن تكون القيادة “نظيفة اليدين، نقية المستوى وشريفة”. أما يوفال شتانتر، فقد وصف قيادة بيغن بأنها “ذات ثبات وتوازن”. وقال جدعون سار إن “قيادة اليوم ليست قيادة” مُعرضاً بأولمرت. أما ميشال إيتان فقد أرجع عظمة بيغن (في نظره) إلى أنه كان سياسياً ناجحاً وإنساناً في الوقت نفسه. أما بنيامين نتنياهو، رئيس حزب الليكود الحالي والذي نسف عملية السلام بين الفلسطينيين و”إسرائيل” عندما قرر في 19/2/،1997 خلال رئاسته للوزارة، بناء 6500 وحدة سكنية لإيواء 30 ألف يهودي في منطقة جبل أبوغنيم جنوبي القدس، فقد قال: “الشلل والعجز يجب أن يغادرا هذا العالم”. أما بيغن من وجهة نظر نتنياهو، فقد أدرك أن واجب الحكومة تجاه مواطنيها هو “المحافظة على أرواحهم”.

أغفل سيلفان شالوم حقيقة أن أيدي بيغن، “النظيفة والشريفة”، قد تلطخت يوم 9/4/1948 بدماء المدنيين الفلسطينيين من أطفال وشيوخ ونساء ورجال في مذبحة “دير ياسين”، وأن هذه الأيدي نفسها قد تلطخت بدماء مماثلة في 16/9/،1982 في مذابح صبرا وشاتيلا في أعقاب غزو “إسرائيل” للبنان. ويتغنى شالوم بجرأة بيغن في مواجهة الولايات المتحدة والرأي العام الدولي عندما دمر المفاعل النووي العراقي في 7/6/،1981 وضم مرتفعات الجولان إلى “إسرائيل” في 14/12/،1981 وغزا لبنان في 6/6/1982. أما الأجندة المعلنة لنتنياهو خليفة بيغن، فهي قطع الماء والكهرباء عن قطاع غزة، والتوغل في الشريط الضيق مسافة 4 إلى 5 كيلومترات. فهل لدينا شيء آخر نقابل به نتنياهو غير “السلام خيار العرب الاستراتيجي”؟
 
*صحيفة الخليج الإماراتية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....