الدم الفلسطيني أم الصواريخ؟؟!!

عندما يختلف الإخوة أو حتى أبناء العم ، فان الأب أو كبير العائلة يسارع ليتدخل بينهم لإصلاح ذات البين ، وربما يصل الأمر به إلى الأخذ على يد المعتدي ، هكذا يجري في التقاليد الفلسطينية .
لكن ما جرى في حالة حركتي فتح وحماس هو لامبالاة غريبة من الأب وكبير القوم المفترض أنه الرئيس محمود عباس، فالرئيس وطوال فترة نزيف الدم الفلسطيني الذي راح ضحيته نحو 50 فلسطينيا و150 جريحا لم يكن بمستوى المصيبة الكارثة للأسف الشديد.
أنا أدرك أن بطانة السوء التي تحيط بالرئيس تحرضه على حركة حماس أمس واليوم وغدا فمعظمها كانت مع الرئيس أبو عمار وشاركت في اغتياله دون محاسبة ، ولكن واجب الرئيس دوما هو التصرف بأبوية وكرئيس لجميع الفلسطينيين، وهو ما نجح فيه أبو عمار ولم ينجح فيه أبو مازن حتى الآن .
واصل الرئيس جولاته الخارجية واجتماعاته الداخلية وكأنه لا يوجد دماء تسيل في شوارع غزة ، بل وبقي صامتا وكأن الأمر لا يعنيه ، وأنا أتساءل في قرارة نفسي لعله يأتي غدا أو بعد غد وفي كل مرة خاب ظني !!!
بصفتي مواطنا فلسطينيا اكتوى بنار الاقتتال، فقد توقعت من الرئيس سرعة الوصول إلى غزة وعقد اجتماعات متواصلة مع رئيس الوزراء وقادة أجهزة الأمن و فصائل المقاومة وممثلي القوى الوطنية والإسلامية وكل حر وشريف للخروج بحلول جذرية ومقنعة للمواطن الفلسطيني الذي بدأ يفقد الأمل بكل قيادته الفلسطينية، وبدأنا نسمع كلمات فلسطينية مؤلمة مثل تمنيات دخول الاحتلال غزة حتى يتوقف قتال الأشقاء !!.
لم تقنع دماء فتح وحماس والمواطنين الأبرياء الرئيس للحضور إلى غزة ، بل إن بعض الناس المتطرفي الموقف ولست منهم ذهب إلى القول هو يريد إنهاك الجانبين حتى يستطيع السيطرة عليهما ليأتوا له راضخين ، وآخرون قالوا هو يريد ان يعطي الفرصة لقادة أجهزة الأمن لإضعاف حماس بناء على وعود من زعماء في أجهزة الأمن !!!.
أما الكذبة التي أطلقها مصدر فلسطيني وسربها لوكالة الأنباء الفرنسية التي سربتها كعادتها في الأخبار المسيئة لحماس أن الزيارة تأجلت لاكتشاف مخطط من حماس لاغتيال الرئيس فلم يقنع طفل فلسطيني ، ولم يستطع تبرير تأخر الزيارة ، بل وعاد مصدر أمني كبير ليكذب خبر الوكالة الفرنسية التي لم تتعلم من دروس سابقة !!.
حركة حماس يحسب لها الإقدام على خطوتين أطفأتا إلى حد ما نار الفتنة ، الأولى مبادرة وقف إطلاق النار من طرف واحد ، والثانية نقل المعركة إلى الاحتلال الإسرائيلي رغم ثمنها الباهظ بشريا وماديا ، ورغم ذلك لم يقم الرئيس بخطوات عملية إلى أن تصاعد إطلاق الصواريخ وأدى إلى مقتل مستوطنة صهيونية وإصابة آخرين بجراح من صواريخ القسام ، وحالة الرعب التي سيطرت على مستوطنة سديروت الإسرائيلية دفعت وزير خارجية الاحتلال إلى الاتصال بوزير الخارجية القطري تطلب تدخله لدى حماس لوقف الصواريخ .
بعد كل هذه الكوارث …، وصل الرئيس عباس إلى غزة بعد 10 أيام من القتل وإطلاق النار والتعذيب الذي جرى في غزة وبقي التساؤل قائما هل وصل الرئيس بعد تعاظم حجم الضحايا الفلسطينيين أم بعد سقوط صواريخ القسام ومقتل مستوطنة بهدف الحفاظ على التهدئة !!!
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: اغتيال المقاومين في الضفة لن يزيد شبابها الثائر إلا مزيداً من الإصرار على المواجهة
الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن سياسة الاحتلال الصهيوني باغتيال المقاومين وتصعيد استهدافه لأبناء شعبنا في الضفة الغربية؛...

الأمم المتحدة تحذّر من استخدام المساعدات في غزة كـ”طُعم” لتهجير السكان
المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت هيئات الأمم المتحدة من مخاطر استخدام المساعدات الإنسانية في قطاع غزة كوسيلة للضغط على السكان ودفعهم قسرًا للنزوح، مع...

الإعلامي الحكومي: الاحتلال يُهندس مجاعة تفتك بالمدنيين
المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تواصل ارتكاب جريمة منظمة بحق أكثر من 2.4 مليون مدني في قطاع...

حماس تردّ على اتهامات السفير الأمريكي: أكاذيب مكررة لتبرير التجويع والتهجير
المركز الفلسطيني للإعلام رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات السفير الأمريكي لدى الاحتلال، مايك هاكابي، التي اتهم فيها الحركة بالتحكّم...

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...

حماس تثمّن قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام ثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال الصهيوني وحظر التجارة والاستثمار مع...

صاروخ من اليمن يعلق الطيران بمطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام توقفت حركة الطيران بشكل مؤقت في مطار بن غوريون، بعد صاروخ يمني عصر اليوم الجمعة، تسبب بلجوء ملايين الإسرائيليين إلى...