الجامعة الإسلامية .. حيث المسيرة التعليمية الفلسطينية تستهدفها قذائف التجهيل

باتت الجامعة الإسلامية فريسة سهلة للحرق والتدمير كلما اشتعل الوضع في قطاع غزة، فبعدما استهدفها حرس الرئاسة في الثاني من شباط (فبراير) الماضي، ودمّر مبانيها وحرق أثاثها ومعداتها، ما أدى إلى تأجيل الدراسة حينها بسبب الدمار الذي لحق بها؛ عادت تلك المليشيات مرة أخرى لإطلاق النار عليها ومحاصرتها إبان موجة الاقتتال الأخيرة، ما أدى لإعلان إدارة الجامعة عن تعليق الدراسة وإعادة جدولة الامتحانات، التي كان من المفترض أن تنطلق هذه الأيام.
وقد أفاد حراس الجامعة الإسلامية في مدينة غزة، أنّ مقر الجامعة تعرّض منذ بداية الأحداث الأخيرة إلى إطلاق نار كثيف وقذائف صاروخية من بعض عناصر الأجهزة الأمنية المنتشرين فوق البنايات العالية بجوار الجامعة، حيث قال الحراس شارحين الأوضاع التي خيمت على كبرى الأكاديميات الفلسطينية “أدت القذائف لاشتعال النار في أحد مباني الجامعة”، وأوضحوا أنّ إطلاق النار استهدف مبنى الإدارة بشكل مباشر، فيما لم تتمكن طواقم الدفاع المدني من الدخول للجامعة بسبب كثافة الحرائق.
وأَضاف الحراس أنّ حشودات مكثفة تواجدت حول الجامعة الإسلامية من قبل عناصر حرس الرئاسة، الذين اعتلوا مقر وزارة الإسكان القريبة من الجامعة.
بدوره؛ دعا رئيس الجامعة الدكتور كمال كمالين شعث، كافة الأطراف المعنية إلى تجنيب المؤسسات التعليمية، لاسيما الجامعات، كافة أشكال الخلاف، مبيناً أنّ الشعب الفلسطيني بأسره هو الخاسر الأكبر من تلك التعديات، وأنّ المؤسسات التعليمية بُنيت عبر جهود سنوات طويلة.
وفي السياق ذاته أكد عميد شؤون الطلبة في الجامعة الإسلامية، الدكتور طالب أبو شعر، أنّ تعليق الدراسة في الجامعة جاء بناء على الأوضاع الأمنية التي تدهورت أخيراً، لاسيما وأنّ محيط الجامعة كان في ذروة التصعيد الداخلي الأخير قد شهد حواجز عسكرية، واعتلاء المسلحين للأبراج المجاورة، ما شكّل خطراً على الطلاب في حال حضورهم.
وأوضح أبو شعر أنّ الجامعة اتخذت قراراً بإلغاء جميع الامتحانات التي كان من المقرّر أن تُعقد هذه الأيام، فيما سيتم إعادة جدولة جميع الامتحانات مرة أخرى بناء على ما تراه الجامعة، مؤكداً في الوقت ذاته أنّ الهيئة الأكاديمية ستضع التسهيلات أمام الطالب، وستأخذ بعين الاعتبار الوضع السيئ الذي يمرّون فيه، فيما ستمنح الطلاب طلب غير المكتمل للتخفيف عنهم.
وقد جاء الاعتداء الأخير على الجامعة الإسلامية في وقت سابق من أيار (مايو) الجاري؛ ليكون الثاني من نوعه منذ بداية الفصل الدراسي الحالي، حيث اقتحمتها قوات حرس الرئاسة في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ودمّرت معظم مبانيها، فيما بلغت الخسائر ما يقارب الخمسة عشر مليون دولار، بالإضافة إلى أنّ آثار الدمار الأول لازالت واضحة على مباني الجامعة التي عاد لها العدوان من جديد قبل عدة أيام.
وفي ظل الاعتداء على الجامعة يبقى الطالب هو المتضرر الأكبر من تلك الأحداث التي عملت على تأجيل موعد الامتحانات، ما سيعيق تخرّج المئات منهم الذين كانوا على وشك البدء في امتحاناتهم النهائية للفصل الدراسي الثاني من هذا العام.
وقد أبدى العديد من الطلاب استياءهم مما جرى على الساحة الفلسطينية، لاسيما إدخال جامعتهم في الصراع الدائر، حيث استنكر محمد السرساوي، الطالب في قسم الصحافة والإعلام والذي ينتظر الامتحانات النهائية كي يتخرج، الأحداث الدائرة بشكل عام والزجّ بالجامعة بشكل خاص وإعادة استهدافها، حيث قال “عندما بدأ الفصل الحالي بعد الدمار الذي لحق بالجامعة، واجهنا صعوبات منها حرق مختبر الصحافة والإعلام الخاص بالطلاب، مما أدى إلى إعاقة دراستنا بشكل كبير، وها نحن الآن نعود ونعاني من جديد من تأجيل الامتحانات لاسيما وأننا ننتظر تخرجنا من الجامعة هذا الفصل بعد عدة أسابيع”، داعيا في الوقت ذاته إلى ضرورة تجنيب الجامعة الصراعات التي تدور على الساحة الداخلية.
ومن جانبه؛ شدد الطالب راغب ياسين، المتخصص في مجال الحاسوب، على أنّ الجامعة ملك للجميع وتخدم جميع شرائح شعبنا وليست ملكاً لفصيل بعينه، فهي تضم بداخلها أبناء فتح وحماس والجهاد وجميع الفصائل، وتقدم خدماتها لجميع طلبتها.
أما الطالبة أنسام الهمص، المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات، فقد رأت أنه بالرغم من أنّ تأجيل الامتحانات يأتي لمصلحة بعض الطلبة بسبب ضيق الوقت المتبقي للامتحانات، وتراكم المشاريع والأبحاث المطلوبة، ومراجعة المواد والاستعداد للامتحانات؛ إلا أنها لا ترغب في أن تؤجل الامتحانات بسبب الاعتداء على الجامعة، لأنه يمثل اعتداء على العلم، معتبرة تلك الاعتداءات بمثابة سياسة ممنهجة ترمي إلى تجهيل الشعب الفلسطيني.
وإزاء ذلك أعرب أحمد أبو شملة، الذي يدرس في قسم الإرشاد النفسي والتوجيه الاجتماعي، أنّ نفسية الطالب غير مهيّأة لأجواء الدراسة، لأنه لا يُعقل أن يدرس في ظل هذه الأجواء، لاسيما وأنّ مظاهر الدمار الجديد لم تختفِ بعد حتى تتعرّض الجامعة لاعتداء جديد.
وبين الاعتداء على الجامعة الإسلامية، وتعليق الدراسة فيها؛ يبقى الطالب هو الخاسر في ظلّ هذه الأحداث التي عملت على شلّ المسيرة التعليمية على مدار الأيام الماضية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

قوات الاحتلال تواصل تصعيدها الميداني في مخيمي طولكرم ونور شمس
طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ 104 على التوالي، ولليوم الـ 91 على مخيم...

إصابة جنود إسرائيليين بصاروخ مضاد للدروع في حي الشجاعية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم السبت، بإصابة عدد من جنود جيش الاحتلال في قطاع غزة نيران المقاومة الفلسطينية. وقال...

جامعة كولومبيا تعلّق دراسة 65 طالبا احجوا ضد الإبادة في غزة
واشنطن - المركز الفسطيني للإعلام علقت جامعة كولومبيا دراسة 65 طالبا من "مؤيدي فلسطين" لمشاركتهم في احتجاج داخل المكتبة الرئيسية للجامعة يوم الأربعاء...

باكستان تطلق عملية “البنيان المرصوص” ضد الهند
إسلام أباد - المركز الفلسطيني للإعلام أطلقت باكستان فجر اليوم السبت، عملية عسكرية مضادة للهجمات العدوانية الهندية على أراضيها ومنشآتها العسكرية تحت...

لجنة أممية تحذر من خطر المجاعة والمرض على الفئات الهشة بغزة
جنيف - المركز الفلسطيني للإعلام قالت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري إن نفاد الغذاء في قطاع غزة، إلى جانب الدمار الواسع...

إصابتان برصاص الاحتلال وهجمات للمستوطنين في الضفة
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شاب فلسطيني برصاص الاحتلال في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، فجر السبت، في الضفة الغربية المحتلة، إثر اقتحام...

“الجهاد الإسلامي” تنعى القائد بسرايا القدس الشهيد نور البيطاوي
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام نعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشهيد نور عبد الكريم البيطاوي، القائد في "كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس،...