حرب صهيوأمريكية شاملة ضد الشعب الفلسطيني

يخوض الكيان الصهيوني بكل أجهزته الأمنية والعسكرية وبمساندة مادية فعالة من طرف حلفائه خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية حربا شاملة ضد الشعب الفلسطيني ليس في داخل حدود الوطن الفلسطيني فحسب بل في كل المنطقة العربية وخاصة في دول الجوار حيث يوجد ثقل فلسطيني بشري وسياسي كبير ومؤثر.
الحرب الصهيوأمريكية ضد الشعب الفلسطيني لا تختزل في مفاهيم وأساليب الحروب النظامية التقليدية بقواعدها المعترف بها دوليا بل تمتد أبعد من ذلك وتدخل في إطار المحرمات التي تصنف ضمن الجرائم ضد البشرية.
تشهد السنة السابعة من العقد الأول للقرن الحادي والعشرين تصعيدا غير مسبوق في هذه الحرب التي انطلقت منذ وعد بلفور لإقامة دولة يهودية عنصرية على الأرض الفلسطينية، وهي حرب عرفت فترات متفاوتة الحدة والخطورة.
بداية الفصل الجديد من الحرب الشاملة ضد الشعب الفلسطيني انطلقت بعد فترة قصيرة من اغتيال الرئيس عرفات والشيخ ياسين والرنتيسي، وتجسدت أولا في فرض حصار شامل على الشعب الفلسطيني بعد أن اختار حركة حماس في انتخابات ديمقراطية في يناير 2006 لتقود سلطته التنفيذية في المرحلة القادمة.
بعد أن فشلت سياسة التجويع والحرمان من اغلب متطلبات الحياة، في إسقاط الحكومة الفلسطينية أو إثارة الشعب ضدها كثفت تل أبيب من تدخلها على الساحة الداخلية الفلسطينية عن طريق عملائها أو بواسطة أجهزة استخباراتها ووحداتها من المستعربين من أجل العمل على إشعال نار خلاف واقتتال داخلي وهكذا نشبت مواجهات دامية بين فصائل من فتح وحماس ولكن المتآمرين لم ينجحوا في الوصول بالفلسطينيين إلى مرحلة الحرب الأهلية. وبفضل الجهود الداخلية ووساطة العديد من الأطراف العربية الحريصة على منع سقوط الشعب الفلسطيني في الفخ الذي ينصبه له خصومه كان يتم في كل مرة وقف الصدام والتوصل إلى حل حتى جاء اتفاق مكة في شهر فبراير سنة 2007، خاض بعدها الفصيلان الفلسطينيان الرئيسيان معركة في وسط عاصف حتى نجحا في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
ما بين فوز حماس في الانتخابات التشريعية وتشديد الحصار الغربي عليها خاضت إسرائيل مقامرة عسكرية في لبنان ضد حزب الله صيف سنة 2006 على أمل التمكن من العودة إلى الساحة اللبنانية بقوة وامتلاك القدرة على تهديد أكثر من نصف مليون فلسطيني يعيشون في مخيمات ذلك القطر العربي، وبالتالي امتلاك ورقة ضغط قوية على السلطة الفلسطينية. غير أن المقامرة الصهيونية جاءت بعكس ما خططت له تل أبيب وواشنطن، وانكسر الجيش الإسرائيلي.
على الساحة الفلسطينية وبعد تشكيل حكومة الوحدة تآمرت إسرائيل وواشنطن على الجهاز الجديد بهدف إسقاطه بكل الأساليب، هكذا اختلط المال والسلاح المسرب لبعض الأطراف مع الدس وعمليات الاغتيال الموجهة أو المنظمة من جانب الأجهزة الإسرائيلية لخلط الأوراق على الساحة الفلسطينية.
ونجح الخصوم جزئيا عندما فرض المتآمرون من الداخل في إشعال نار المواجهة مرة أخرى على الساحة الفلسطينية في شهر مايو 2007.
بموازاة مع هذا التصعيد تحركت قوى التحالف الصهيوأمريكي لتوجيه سهامها بقوة أكبر مرة أخرى إلى ما تعتبره الأعمدة الخارجية الساندة للثورة الفلسطينية، فانتقلت المعركة ضد حزب الله إلى مرحلة التهديد بالتدخل العسكري الدولي تحت غطاء الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة، ودبرت عمليات اغتيال وتفجيرات في لبنان وتدفق السلاح إلى أيدي هؤلاء المناهضين لحزب الله والفلسطينيين ويتم إعداد الأرضية لحرب أهلية جديدة. ثم فجرت معركة طرابلس في شمال لبنان بين تنظيم يطلق على نفسه اسم فتح الإسلام والجيش اللبناني، معركة يراد بها جر القوى اللبنانية إلى مواجهات مسلحة وتأليب الشعب اللبناني ضد اللاجئين الفلسطينيين. في نفس الوقت يتدرب الجيش الإسرائيلي الذي أذله حزب الله في معركة ال 34 يوما على حرب يريد رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت أن يخوضها الصيف القادم في محاولة لتبييض سجله السياسي الملطخ خاصة بهزيمة جيشه في لبنان.
الخطة متكاملة وما الهجمات الصهيونية الكثيفة في نهاية شهر مايو 2007 على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة وتهديدات ساسة تل ابيب باغتيال قادة حركة حماس والدعوة الرسمية الإسرائيلية لجلب قوات دولية إلى حدود غزة لمنع تسريب السلاح من مصر إلى المقاومة الفلسطينية سوى جزء من التركيبة المعقدة للمؤامرة الجديدة القديمة ضد الشعب الفلسطيني.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...

مستشفى الكويت الميداني بمواصي خانيونس يقلص خدماته بسبب الحصار
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن مستشفى الكويت التخصصي الميداني في مواصي خانيونس عن اضطراره لتقليص عدد من خدماته الطبية، وسط الأوضاع الصحية...

جيش الاحتلال يفرض إغلاقًا على قرية المغير في رام الله
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام فرضت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، إغلاقًا على قرية المُغَيِّر شمال شرق مدينة رام الله وسط الضفة...

بوريل: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بغزة بقنابل من أوروبا
المركز الفلسطيني للإعلام أكد المسؤول السابق للسياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في قطاع غزة، وأن نصف...

الاحتلال يواصل الإبادة بغزة موقعاً 147 شهيدًا وجريحًا خلال 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم السبت، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 23 شهيدا، و124 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...