السبت 10/مايو/2025

الاحتلال يغتال الجمال الطبيعي لمتنزهات سلفيت ويحولها إلى مكاره صحية

الاحتلال يغتال الجمال الطبيعي لمتنزهات سلفيت ويحولها إلى مكاره صحية
تستمر سلطات الاحتلال الصهيوني في انتهاكها المنظم للبيئة الفلسطينية، والمصادر الطبيعية فيها، وتدمير الأرض والمياه والشجر، من أجل جعل الحياة في أراضي الضفة المحتلة مستحيلة، والقضاء على كل عناصر الجمال الطبيعي فيها.

محافظة سلفيت واحدة من المحافظات الفلسطينية الأكثر عرضة للتدمير المتعمد والمنظم لبيئتها، بفعل المياه العادمة، والمخلفات الصناعية السائلة المتدفقة نحو أراضيها الزراعية، من المستعمرات المحيطة بها، وخصوصا مستعمرات “آرائيل” و”بركان” و”يكبر” و”عمانوئيل”. حيث أسهمت تلك المستعمرات في تحويل متنزهات سلفيت الطبيعية التي كانت تُعرف بأشجارها الباسقة، ومياهها العذبة النقية، وصفاء أجوائها؛ إلى مكاره صحية بسبب تلوّث المياه، والروائح الكريهة، وانتشار البعوض والقوارض والخنازير فيها.

                                    تلوث المياه النقية

وقد وصف أشرف زهد، مدير الصحة والبيئة الفلسطيني في بلدية سلفيت، معاناة أهالي المحافظة بسبب التدفق المستمر لمجاري مستعمرة “آرائيل” باتجاه الغرب نحو وادي المطوي بطول سبعة كيلو مترات في أراضي سلفيت، بقوله إنّ المياه العادمة القادمة من مغتصبة “آرائيل” تؤثِّر على البيئة والأرض والسكان، و تؤدّي إلى موت الأشجار والمزروعات، وتكاثر القوارض والحشرات، وانتشار الأمراض، وظاهرة الخنازير التي لم نعد نسيطر عليها، وعلى تكاثرها المتسارع، إضافة إلى تحويل الوادي الذي عُرف بأنه منطقة غنية بتجميع مياه الينابيع الطبيعية إلى بؤرة للمكاره الصحية والأوبئة. 

أما رئيس بلدية بروقين، عكرمة سمارة، فيعتبر أنّ الأضرار التي تخلِّفها المياه العادمة والمواد الصناعية السائلة المتدفقة من مستعمرة “بركان”، لا تقلّ خطراً عن المياه الخطيرة المتدفقة من مغتصبة “آرائيل”، والتي تستمر في سيرها مخترقة وسط بلدة بروقين نحو قرى كفر الديك وفي وادي حارس.

ويضيف سمارة أنّ بلدة بروقين مهدّدة بكارثة بيئية وصحية حقيقية، لافتاً الانتباه إلى أنه ناشد أكثر من مرة المؤسسات المحلية والأجنبية المهتمة، لوضع حد لهذه الكارثة الوشيكة، والضغط على الكيان الصهيوني لوقف انتهاكاته لبيئة البلدة، ولكن دون أن يجد صدى لمناشداته.

                                  تدمير المشهد الطبيعي

ولم يقتصر الإضرار البيئي للاحتلال على وادي المطوي، بل تعداه إلى وديان ومتنزهات طبيعية أخرى حيث يشير نصفت الخفش، منسق اللجنة الوطنية لمقاومة الاستيطان والجدار بمحافظة سلفيت، إلى أنّ مياه المجاري والمياه الصناعية والتي مصدرها مغتصبتا “يكير” و”عمانوئيل” غربي محافظة سلفيت؛ تشكّل خطراً حقيقياً على وادي قانا، المتنزه الطبيعي الجميل، والمعروف بأشجاره الباسقة وجودة الزراعة والمياه فيه.

                                   استغاثة المتنزهات

ونظراً للآثار البيئية السلبية لمخرجات المستعمرات المحيطة بسلفيت، فقد أصبح متنزه المطوي أثراً بعد عين. ويتحدث كل من خليل عمران رئيس الاتحاد الزراعي، والمقاول ثائر أمين من سلفيت، عن ذلك موضحين إنهما كانا في السابق يذهبان مع أسرهما وأسر أصدقائهما إلى متنزه المطوي الطبيعي في أيام الأجازات والجمع، حيث المياه العذبة النقية، وأشجار الخروب والبلوط والزيتون والسريس الكثيفة والجميلة، وزقزقة الطيور الغنّاءة. لكنّ هذا الحال تبدّل على ما يبدو، بسبب ما آل إليه وضع الوادي، حيث يقول خليل بألم وحسرة إنّ زيارة المتنزه أصبحت متعذرة، لأنّ مجاري مغتصبة “آرائيل” دمّرت المنتزه، بفعل الروائح الكريهة وتلويث المياه وانتشار البعوض والقوارض والخنازير، التي تكون على شكل مجموعات. 

والسؤال الذي يبقى مطروحاً في ظلال تلك الأوضاع؛ هل سيصغي أحد للبوح الشاكي للبيئة الجميلة في سلفيت هذه المرة، أم أن أنه سيذهب أدراج الرياح دون أن يأبه إليه أحد، ومن ثم يترك المجال للمحتل الذي يعشق الخراب والتدمير والاغتصاب كي يغتال هذه البيئة الرائعة، وإلى الأبد ـ لا قدر الله ـ ؟!.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات