قيادات وأجنحة فتحاوية تؤكد براءتها وتهدد بإجهاض التيار الانقلابي

الممارسات الإجرامية الأخيرة، ومحاولات الانقلاب على حكومة الوحدة وبث الفتنة، وأعمال التخريب وإراقة الدماء في الشارع الفلسطيني من قبل التيار الانقلابي في حركة فتح وبعض الأجهزة الأمنية؛ كل ذلك أثار استغراباً واستهجاناً لدى بعض القيادات الفتحاوية، التي تؤكد أصالة “فتحاويتها”.
وتوعّدت تلك القيادات بملاحقة هذا التيار وتصفيته وفضحه أمام الرأي العام المحلي والدولي، مؤكدة أنّ من يزرع الفتنة في الشارع الفلسطيني ويعمل على إغراقه بالدماء هي بعض الشخصيات المتنفذة والساقطة داخل الأجهزة الأمنية وحركة فتح، مشيرين إلى أنّ هذه الفئة مرتبطة ببعض المصالح الصهيو ـ أمريكية والغربية.
ويقول القيادي في “كتائب شهداء الأقصى ـ المجلس العسكري”، نائل الشريف، في حديث أدلى به لصحيفة الرسالة الفلسطينية، “إنّ مثيري الفتنة من التيار الخياني في الشارع الفلسطيني يسعون لتحقيق بعض الأجندات الخاصة، وتخريب حالة الوفاق الوطني والانسجام في حكومة الوحدة”، مضيفاً أنّ هذه الفئة المارقة ليس من مصلحتها أن يكون هناك توافق.
متنفذون وأصحاب مصالح
ويرى الشريف أنّ هذه الفئة لاعلاقة لها بالأجهزة الأمنية، وإنما هي تحاول جرّ الأجهزة لتكون أداة لتنفيذ عمليات القتل والترويع وافتعال المشكلات الداخلية على الأرض، من خلال بعض المتنفذين وأصحاب المصالح الخاصة في الأجهزة الأمنية، وأضاف “المشكلات والفتنة في الشارع الغزي تأتي منسجمة مع العدوان الصهيوني، حتى تكون هناك ضغوط على أجنحة المقاومة”.
وأوضح الشريف في سياق حديثه أنّ “كتائب الاقصى ـ المجلس العسكري”، اتخذت موقفاً واضحاً من هذه الفئة التي وصفها بـ”الساقطة”، وعقدت العديد من المؤتمرات لتوعية الشارع بحقيقة ما يحدث، مشيراً إلى أنّ هناك بعض القيادات داخل الحركة “خرجت عن صمتها وبدأت تكشف التيار الخياني على حقيقته أمام الجمهور الفتحاوي”، في إشارة إلى القيادي أحمد حلِّس ومبادرته الأخيرة في كشف ما يجري داخل حركة فتح، من خلال مؤتمر “رسالتنا” الذي أقامته حركة فتح في العاشر من شهر نيسان (أبريل) الماضي.
مواقف عباس “مستغرَبة”
وأعرب الشريف عن استغرابه من موقف رئيس السلطة محمود عباس إزاء ما يجري على الساحة الفلسطينية، ومحاولة تصفية المقاومة الفلسطينية، مضيفاً “إمّا أن يكون الرئيس عباس هو أحد المتآمرين والمباركين لهذا الفئة الساقطة ومن الذين يقومون برعايتها من تحت الطاولة، وإما أن يكون مغلوباً على أمره ولايستطيع فعل أي شيء”.
وتابع الشريف قوله “نخشى أن يكون صمت الرئيس ناتجاً عن الرضوخ للضغوط الدولية، خاصة مع وجود بعض الشخصيات المتنفذة التي لها علاقات خارجية مع الأمريكيين والصهاينة وتوجه تهديداتها له ـ عندما يتخذ موقفاً وطنياً ـ بالاغتيال أو بتمرّد الأجهزة الأمنية أو بتمرير بعض الرسائل من تحت الماء، والتي يكون مفادها: إما أن تكون معنا أو نقلب الطاولة على رأسك ونجعلك في الواجهة”.
وفيما يتعلق بالإجراءات التي تتخذها الكتائب إزاء هذه الفئة؛ أكّد الشريف أن “كتائب الأقصى – المجلس العسكري” هي جزء من أهداف الهجمة الصهيو ـ أمريكية والداخلية، حيث تم استهداف بعض كوادرها، مضيفاً “قرأنا الرسائل جيداً بأننا سنكون في نفس الزاوية التي تكون فيها أجنحة المقاومة الشريفة، وبالتالي نحن سنكون جنباً إلى جنب مع القسام والقوة التنفيذية في الدفاع عن المقاومة ومواجهة الفئة الساقطة”.
“المؤامرة واضحة”
وتابع القيادي نائل الشريف قوله “الصورة والمؤامرة باتتا واضحتين لشعبنا كوضوح الشمس، وهذه الفئة تعمل برؤية واستراتيجية ساقطة ولمصالح خارجية، من خلال تجييش العشرات من المرتزقة بإمكانات وأموال وسلاح أمريكي”، مشيراً إلى أنّ هذه الفئة “تعمل ليلاً ونهاراً لتوجيه بنادقها وحقدها لفصائل المقاومة، وعلى رأسها كتائب القسام”، مضيفاً “الجميع يعلم أنّ بنادق هذه الفئة المأجورة لن تُوجّه إلى العدو، ونحن (الفلسطينيون) لم نحصل (من الأطراف الخارجية) على طلقة واحدة لتوجيهها للاحتلال”.
واستنكر الشريف عمليات الإعدام الرهيبة التي ينفذها ما يصفه بالتيار الخياني على الحواجز المصطنعة في شوارع غزة، موضحاً أنها ليست غريبة وتحمل في بصماتها ولمساتها أفعال الانقلابي نبيل طموس وفرق الموت المنتشرة، مضيفاً “هؤلاء المرتزقة تربّوا في البارات والشاليهات الساقطة”، وفق وصفه.
واستهجن الشريف حملة التحريض التي تقودها بعض وسائل الإعلام، وعلى وجه الخصوص “تلفزيون فلسطين”، مشيراً إلى أنّ هذه الوسائل تتبع لفئات متنفذة ومستفيدة تعمل لمصالح الاحتلال، وتتقاضى معظم رواتبها من الاحتلال، حسب تقديره.
من جهته؛ أكد جاد الله السبع، قائد جيش المقاتلين، أحد الأجنحة العسكرية لحركة فتح، أنّ التيار الانقلابي سعى منذ ولادته للتآمر على حركة فتح بهدف السيطرة على المناصب والاحتفاظ بالكراسي لحماية أنفسهم في المرحلة الحالية، مضيفاً “واليوم يتآمرون على خيار شعبنا وحماس، وبالتالي لابد من موقف جادّ، ونطالب فتح بكشف حقيقة هذه الفئة المجرمة، بعد ان اختلط الحابل بالنابل”.
واكد السبع في الحديث الذي أدلى به لصحيفة “الرسالة” أيضاً، أنّ قادة هذه الفئة هم من بعض قادة الأجهزة الأمنية الساقطين، وممن تربّوا في “الشين بيت” (جهاز المخابرات الداخلي) الصهيوني، وعملوا جاهدين على زرع بذور الفتنة داخل السجون إبان الانتفاضة السابقة التي اندلعت عام 1987.
واستدرك السبع بالقول إنّ “هؤلاء تآمروا على فتح وسلبوا المناصب العليا في الحركة، وتآمروا على الرئيس أبي عمار وقتلوه، والآن يعملون جاهدين لإجهاض المقاومة الشريفة”، على حد تحذيره.
أعمال وممارسات منبوذة
وفيما يتعلق بعمليات القتل على الحواجز؛ أكد السبع أنّ هذه العمليات تهدف لزرع الفتنة وتشتيت القضية الفلسطينية، والنخر في عرش حكومة الوحدة، مضيفاً أنّ “هذه الأعمال ليست بعيدة عن طموس وبعض المرتزقة الذين هربوا من الشمال ويختبئون الآن في منتدى الرئاسة، ويضعون الخطط العسكرية للانقلاب على الحكومة وتصفية المقاومة لخدمة مصالح العدو”، كما قال، معرباً عن “اشمئزازه” من موقف رئيس السلطة الذي اعتبره بات شريكاً في هذه الأعمال.
وهدّد السبع بأنّ جيش المقاتلين لن يقف مكتوف الأيدي إزاء هؤلاء المرتزقة، وسيعمل جاهداً لإجهاض هذا التيار، مشيراً إلى أنّ هناك “اتصالات عليا داخل فتح للتخلص ممن يتلاعبون بمصير شعبنا الفلسطيني”، وتابع “أيدينا ستطول هؤلاء مهما طال الزمن، وسيكون الشعب الحكم عليهم، ولكن ندعو حماس إلى عدم وضع اليد مع هذه الشرذمة، وأن يتعاملوا معها بحذر شديد”، حسب تصريحه.
حلس: سنرفع الغطاء التنظيمي
وكان القيادي البارز في حركة فتح أحمد حلس، أكد أنّ حركة فتح لم تتخذ قراراً تنظيمياً بمواجهة حركة حماس، وأنها سترفع الغطاء التنظيمي عن أي شخص يقوم بعمليات قتل ضد أبناء الشعب الفلسطيني، مشيراً الى أنّ الشعب يعرف بالضبط من يقتل أبناءه، في إشارة واضحة لعصابات القتل في الأجهزة الأمنية والمتسترين بثوب حركة فتح وبغطاء أنهم حركة وطنية تدافع عن مصالح الشعب.
وكان القيادي حلس قد نادى خلال الفترة الأخيرة بعمليات إصلاح لحركة فتح وعدم حرفها عن مسارها الوطني، معرباً عن مخاوفه الجدية من سرقة حركة فتح، أو تشكيل حركة جديدة من قبل شخصيات تربطها علاقات مع الجانب الأمريكي، وقال “لا نعبد أشخاصاً ولا نرهن مصير حركتنا لأشخاص مهما كانت حيثيتهم”.
كما طالب القيادي حلس رئيس السلطة محمود عباس بالانحياز إلى الحركة ومصالحها وليس لمصالح شخصيات بعينها لا تعمل إلاّ وفق أجندات خاصة بها، مؤكداً أنّ الحركة بكل كوادرها بدأت في مواجهة ما وصفه أي اعوجاج أو خطوات غير شرعية تعيق العمل التنظيمي الصحيح؟
تأتي تصريحات أبو ماهر حلس بعد عمليات الإعدام التي قامت بها ميليشيات تتبع للأجهزة الأمنية وبأوامر مباشرة من قادتها الذين أعطوا الضوء الأخضر لعمليات تصفية بحق أبناء حركة حماس وعناصر كتائب القسام حيث شاركهم في جرائمهم بعض المليشيات المسلحة التي تسترت باسم حركة فتح وجناحها العسكري كتائب شهداء الأقصى .
وجدير بالذكر أنّ القيادي حلس كان قد نُقل عنه قوله في اتفاق مكة لوفدي حركة فتح وحماس “مخطئ من يعتقد أنّ محاربة حماس ستوحد حركة فتح”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...

مستشفى الكويت الميداني بمواصي خانيونس يقلص خدماته بسبب الحصار
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن مستشفى الكويت التخصصي الميداني في مواصي خانيونس عن اضطراره لتقليص عدد من خدماته الطبية، وسط الأوضاع الصحية...

جيش الاحتلال يفرض إغلاقًا على قرية المغير في رام الله
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام فرضت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، إغلاقًا على قرية المُغَيِّر شمال شرق مدينة رام الله وسط الضفة...

بوريل: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بغزة بقنابل من أوروبا
المركز الفلسطيني للإعلام أكد المسؤول السابق للسياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في قطاع غزة، وأن نصف...

الاحتلال يواصل الإبادة بغزة موقعاً 147 شهيدًا وجريحًا خلال 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم السبت، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 23 شهيدا، و124 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...