مؤتمر البحر الميت… يدوس على جراح فلسطين !!

كنا دائماً نحاول أن نبلع السكين الذي يغرسه الأردن –قيادة وحكومة – في حلق فلسطين والفلسطينيين، ونحاول أن نشكك في ما نراه عياناً جهاراً نهاراً، ونقول لا يمكن أن يكون ما نراه ونسمعه حقيقيا ، بل نحن لا نفهم الأمور بشكل جيد، فالأردن يسعى عبر الدبلوماسية لنصرة قضية فلسطين، ومساعدة هذا الشعب المسكين، ولكن توالي الضربات من قبل الأردن، وتوالي تقديمه للخدمات للعدو الصهيوني على طبق من ذهب إرضاءً لهم وللأمريكان يجعلنا نقف دائماً مندهشين من حجم المؤامرة التي يمارسها حكام هذا البلد العربي الأصيل بشعبه وعشائره وقاطنيه، لكن حكامه يأبون دائماً إلا أن يوجهوا بوصلته نحو الغرب والأمريكيين وبالنتيجة نحو الصهاينة المجرمين.
فمنذ عهد الملك السابق حسين بن طلال، كانت الخيانات والعمالة للبريطانيين، والمسابقة في تقديم الخدمات للصهاينة والاجتماعات السرية بهم، كانت أكثر من أن تخبأ، وظهر جلياً مدى الحميمية بين الحسين ورابين حين التقيا لأول مرة في العلن، وصرحا بأنهما صديقان قديمان !! ولم يقف الأمرعند هذا الحد، حتى سعى الملك إلى تمتين العلاقات والدخول في سلام رخيص هزيل مع الصهاينة وبمباركة أمريكية قذرة، بالرغم من اعتراض البرلمان والشعب، وبالرغم من ذهول العالم العربي والإسلامي، وبلغ الأمر بهذا الصديق لليهود، أن ذهب وركع على ركبتيه أمام الصهاينة حينما قام المجاهد البطل أحمد الدقامسة فك الله أسره، بقتل الساقطات من الفتيات الصهيونيات بعد استهزائهن به وبصلاته ودينه، فذهب الحسين مهرولاً إلى هناك وقدم التعويضات المادية، والركوع بين أيديهم، وكان ختام المشهد الحسيني الرابيني عندما اغتيل الأخير فوقف الحسين يتقبل العزاء فيه ويبكي هو وزوجته الأمريكية على رابين وكأنهما فقدا روحهما أو ابناً من أبنائهما.
ويستمر مسلسل الارتماء الأردني في أحضان الصهاينة، في عهد النجل عبدالله ، والذي فاق أباه في صور الخيانة والعمالة، كيف لا، وهو ابن البريطانيين، وهواه أمريكي، ولا يعرف من عروبته ودينه شيئاً، بل حتى لسانه أعوج لا يعرف العربية ويلحن فيها، ويجد صعوبة بالغة في النطق بها، وينطلق لسانه بالأعجمية من غير تردد، بل إن هذا الملك العابث بكل استهتار يحضر قبل أيام مباراة كرة قدم في بلده، وأهل فلسطين تشتعل بينهم الفتن على أيدي المأفونين الانقلابيين الذين تدرب كثير منهم في الأردن، والطائرات الصهيونية تقصف الأبرياء والآمنين، وهو يشجع الشياطين.
وشواهد علاقته باليهود على حساب الفلسطينيين، وخذلان أهل فلسطين أكثر من أن تحصى في هذا المقال السريع، ولعل من آخرها – ولا أظنها الأخيرة – عقده لمؤتمر البحر الميت الاقتصادي العالمي، فنحن يمكن أن نفهم عقده لمثل هذا المؤتمر لتنشيط اقتصاد البلاد الذي يعاني من نزواته… ولكن أن يدعى الصهاينة إليه في الوقت الذي يصبون الجحيم على غزة وأهلها، ويتصيدون المجاهدين، ويقتلون الأطفال والنساء والشيوخ، ولا يتورعون عن كل فعل همجي بربري ، وفي الوقت الذي تعاني فيه القيادة السياسية الصهيونية من مآزق شتى، يأتي الملك عبدالله ليدعوهم إلى المؤتمر الاقتصادي لمساعدتهم في تجاوز أزماتهم، وليظهرالصهاينة أمام العالم أنهم مساكين صناع سلام، وأنهم يخوضون حرباً ضد الإرهاب العاتي في غزة، وما يفعلونه من مجازر هو من قبيل الدفاع عن النفس، وها هم يحضرون المؤتمرات وهم يلبسون البدلات وربطات العنق، ويتكلمون بكل شفافية ومنطقية، ويمدون أياديهم بالسلام لكل العرب، وها هو بيريز يقول أمام الحضور جميعاً، نحن مستعدون للسلام مع العرب، تعالوا نتناقش ونتفاوض مع كل العرب، ويعلن استعداده لزيارة السعودية وأية دولة أخرى …
ويزيد الطين بلة، حضور بهلوانات السلطة العباسية، مثل المشتت عريقات – فهو ليس صائبا – والذي يقول على مرأى ومسمع عدد من الحضور: لا وطنية ولا زفت، نحن نريد حلاً، ويقول لوزير الخارجية الإيراني، يا أخي نحن نمثل فلسطين ونحن نقبل بالدولتين ونقبل بالتفاوض مع إسرائيل …
هذه الصور وغيرها من المهازل، والجرائم في حق القضية الفلسطينية، والانقلاب على القيم والأخلاق بكل صورها، وتكريم المجرم والاستهزاء بالضحية، بل وأكثر من ذلك المتاجرة بالدم الفلسطيني وبالقضية، والاستماع لمن يدفع أكثر…
إنها حلقة جديدة من حلقات الخيانة الأردنية من رموزها الأوفياء للعم سام، وللتاج البريطاني والعجل الصهيوني …
إننا نناشد كل الشرفاء في الأردن أن يعلنوا صراحة… عن سخطهم وإنكارهم لهذه المهازل، فكفى لعباً بالقضية الفلسطينية، وكفى كذباً على الناس، لابد من وقفة أردنية شعبية صارمة لنصرة فلسطين، ورفض الصهاينة ورفض دخولهم لأرض الحشد والرباط، ورفض العبث الذي يمارسه حكامهم ، ورفض البيع المتسارع لبلدهم بأبخس الأثمان ..
وليعلم هؤلاء الخونة، أنهم بالرغم من بوليسية بلدهم، ووجود جهاز مخابرات لئيم دس أنفه في كل زاوية من البلد، وتواطأ صراحة مع أعداء الأمة والدين، في ملاحقة الأبطال والمجاهدين، إلا أنهم لن يفلتوا من عقاب الله تعالى، وإنما الأيام دول، ولن يغني عنهم سادتهم وكبراؤهم شيئا، وسيفضحهم التاريخ في الدنيا، وفي الآخرة … ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) .
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...

قيادي في حماس: مفاوضات متقدمة مباشرة بين الحركة والإدارة الأميركية
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام كشف قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مفاوضات متقدمة مباشرة تجري بين الحركة والإدارة الأميركية حول وقف إطلاق...

مركز حقوقي: فظائع سديه تيمان تستوجب محاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب
بيروت- المركز الفلسطيني للإعلام أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى (مستقل) أن "ما كشفته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن الانتهاكات الصادمة التي تُرتكب في...

الصحة بغزة: 19 شهيدا و 81 إصابة وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة وصول مستشفيات قطاع غزة 19 شهيدا، و 81 إصابة خلال 24 ساعة الماضية....

المقاومة توقع قوة إسرائيلية بكمين في حي الشجاعية
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تنفيذ عملية مركبة في حي الشجاعية بمدينة غزة، أمس السبت، أسفرت...