السبت 10/مايو/2025

تمخض عبَّاس فولد فتنة

أحمد الفلو

قالوا عنه إنه قيادي في ثورة لم يحمل بندقية أبداً خاصة وأن قادة هذه الثورة عودونا منذ بزوغها على ذلك النهج الاستعراضي في الصراخ والتهويل وسرقة منجزات الشهداء باسم فلسطين هدروا دماء الشعب في معارك لا داعي لها في عمان و بيروت وفيما كانت الدماء تنزف كانت هذه القيادات تغرف ملايين الدولارات القادمة من بلاد النفط وتملأ بها الجيوب وبدلا من تأسيس المشاريع الاقتصادية لدعم شعب فلسطين في الداخل تركت هذه القيادات الشعب وتخلت عنه بل ودفعته دفعاً ليقوم ببناء منازل للذين احتلوا أرضه وأصبح الفلسطينيون بفضل هذه القيادة العتيدة عمالاً يبنون البيوت لأعدائهم وعلى أرضهم بل و يحتجون عندما يغلق العدو معابر الدخول إلى الوطن الأم  لكي يبنوا المزيد من المستوطنات.

و بما أن مبدأ المحاسبة هو الغائب الوحيد في الساحة الفلسطينية لم يتوقف هؤلاء السماسرة عن المضي في لعبتهم بل ساعدوا العدو كي يكمل عملية ابتلاع فلسطين وتقطيع أوصالها فأحضر الشطار الإسمنت لبناء السور  الحامي للصهاينة ولما مات زعيمهم تنازعوا مع أرملته على حصتها وحصتهم من التركة باعتبارها أموالاً خاصة وليست أموال الشعب، والتركة موزعة ما بين الحقيبة السوداء التي مات الزعيم ولم يتمكن للأسف أن يأخذها معه إلى الدار الآخرة وما بين الحسابات السرية في البنوك والتي لم ولن نعلم شيئاً عن مصيرها ولكن يقال إنها أكثر من ستة مليارات دولار.

هكذا عودتنا قيادات فتح هم الأمناء وهم الأوصياء على عقول الشعب وعلى مال الشعب وعلى أرض الشعب وعلى القدس وعلى اللاجئين وهم الذين يسكنون الفنادق الفخمة في باريس ولندن ونحن نسكن الخيام وبيوت الصفيح هم يمتلكون القصور والفنادق والدولارات ونحن نمتلك شهاداتنا العلمية هم يركبون السيارات المصفحة الفخمة ونحن نركب أحذيتنا.

وفي غفلة من الزمن يوقع عباس اتفاقيات أوسلو مع رئيسه عرفات وبمباركة بقية العصابة ويبيعون وطناً ليس كأي وطن ويعترفون للعدو الصهيوني بأحقيته في 78% من أرض فلسطين وبالتفاوض على 60% من الضفة وغزة و يعرض عليهم عباس إقراراً مجانياً بالتخلي عن القدس مقابل أن يسمحوا له بفتح مكتب في قرية أبو ديس ثم يردفه باقتراح آخر ويعرض التنازل عن حق اللاجئين بالعودة ويعتبر ذلك نصراً مؤزراً ثم يصبح عباس رئيساً علينا لأنه أكثر وعياً منا وأكثر فهماً لمتطلبات العدو  وأكثر استعداداً لتلبية ما يريد رئيس يحميه تسعون ألف رجل أمن رئيس يقايض شعبه على لقمة العيش وفق صيغة كن عوناً للسلطة تأكل رغيف الخبز ولنا أن نتصور شعباً يشكل رجال الأمن فيه 11% من مجمل السكان بينما يشكل الوزراء والمدراء و الأعوان والمتفرغون و مستلمو الرواتب والمنح 15%  ويشكل الإستشهاديون والمجاهدون أصحاب الفكر  74% ومما يثير تساؤلاتنا لمَ كل هذه الأعداد الهائلة من الحرس الرئاسي والأمن بكل صنوفه وسرعان ما نكتشف أن هؤلاء قد تم إعدادهم مسبقا للدفاع عن ذلك النهج الفاسد  الذي اختطته تلك القيادات في أسلوبها وتعاملها مع فلسطين القضية والشعب ولتبعد عن نفسها خطر المحاسبة والمساءلة من قبل الشعب .

إن ما يحدث الآن في غزة كان نتيجة طبيعية لفوز  التيار المناهض للفساد والخيانة وقد سئم الشعب ألاعيب هؤلاء اللصوص والمتاجرين بقضية فلسطين الذين حولوا قضية فلسطين من قضية العرب والمسلمين الكبرى إلى مشكلة عدد سيارات المرسيدس المرافقة لموكب سيادة الرئيس ولم يتورع سيادة الرئيس وأزلامه عن إقامة التعاون و التنسيق العسكري مع العدو  بحيث تقوم الطائرات الإسرائيلية بقصف الشعب والمجاهدين بينما تقوم مليشيات الرئيس بالهجوم البري على الأرض.

إنها حرب الشيطان يدافع فيها طرف عن مصالحه وامتيازاته من أموال وصلاحيات ونفوذ ونهب للمال العام ونوادي قمار و شبكات توزيع المخدرات والتجارة المحرمة  ضد الشرفاء الذين يريدون ضبط هذا التسيب والانفلات ومن الملاحظ أن الأفكار التي حاولت حماس تنفيذها على الواقع مثل برنامج فصل الاقتصاد الفلسطيني عن التبعية لإسرائيل ومراقبة الإنفاق العام ومكافحة الرشوة والمخدرات و إعادة التعامل مع أساسيات القضية الفلسطينية كاللاجئين والقدس إلى واجهة العمل السياسي يبدو أن هذه التوجهات لم تَرُق لمزاج السيد الرئيس وأزلامه فأعلنوها حرباً على القيادة الشرعية المنتخبة خاصة بعد الأنباء الواردة عن إعداد ملفات تتعلق بمصير ملايين الدولارات التي اختفت بعد موت عرفات وعن أسماء المختلسين المتنفذين الموجودين الآن في القصر الرئاسي وكذلك الكشف عن أسماء الكثيرين من رموز السلطة المتعاونين مع المخابرات الإسرائيلية إضافة إلى إلقاء القوة التنفيذية القبض على عصابات المخدرات والاستيلاء على الأراضي وسرقة السيارات وعمليات النصب والاحتيال ثم ورود أسماء الكثير من مساعدي عباس ومستشاريه وأعوانه في اعترافات المجرمين ومهربي المخدرات الذين تم القبض عليهم كل هذا جعل عباس ينسى تعهداته في مكة أمام البيت الحرام  فكان القرار الرئاسي إشاعة الفوضى والحرب للتغطية على فضائح الرئيس وأعوانه وبدعم من العدو الإسرائيلي وبعض الأطراف العربية  لحجب الحقائق عن الناس و التستر على القتلة والمجرمين .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات