الجمعة 09/مايو/2025

بين أولمرت وعباس

د. محمد عطية عبد الرحيم

دائما يكون القادة الحقيقيون في أرض المعركة فلا يفتقدهم الناس وشعوبهم في الأماكن التي يتوجب أن يكونوا فيها أوقات الأزمات وهم يحرصون على ألا يبتعدوا عن أرض المعركة؛ أو المناطق المنكوبة فإن غابوا عنها حاسبتهم شعوبهم وأنزلتهم عن مناصبهم، والصحافة تلعب دورا هاما في تسليط الضوء على ذلك.

نحن نذكر أن الصحافة الأمريكية قامت قائمتها عندما تخلف الرئيس الأمريكي جورج بوش عن مباشرة أعماله في أحداث سبتمبر وعيرته بتقصيره وكاد النواب في الكونغرس أن يستجوبوه بخصوص هذا الأمر. وفي الفيضانات التي اجتاحت بعض الولايات الأمريكية سلطت الصحافة الأضواء على عدم زيارته السريعة للمناطق المنكوبة وحاسبه الرأي العام على ذلك أشد المحاسبة.

هذا يحدث في الدول الديمقراطية والمتقدمة على الرغم من أن هذه الدول دول مؤسسات تعمل حتى في ظل غياب الرئيس؛  فالرئيس لا يمسك بكل شيء كما يحدث في الدول المتخلفة التي يتحكم الرئيس فيها بكل شيء حتى في التغيبات الوظيفية الصغيرة.

وتقليدا للدول المتقدمة والديمقراطية، دأب زعماء إسرائيل ورؤساء وزرائها على ألا يتخلوا عن الوقوف مع مواطنيهم في الأوقات الصعبة والعصيبة وكانوا يزورون ما يسمى بكريات شمونة  عندما كانت تتعرض للقصف الفلسطيني واللبناني إبان الحرب عام 1982 ولم يفروا إلى أوكارهم؛  هذا ما فعله وزراء إسرائيل في كل وقت وحين ولم يكن أولمرت استثناءً عندما زار منطقة ما يسمى سيديروت وهي تتعرض للقصف الفلسطيني وذكرت الصحف أنه احتمى خلف جدار عندما أطلقت بعض الصواريخ.  إذن هو رجل يريد  أن يكون وسط الأزمة ليرفع معنويات أبناء شعبه ويقول لهم بلسان الحال وليس بلسان المقال بأنني أشارككم محنتكم ولن أتخلف عن معيشتها معكم مهما كلف الثمن.

ما يثير دهشتي هو أن قطاع غزة يعيش أزمة طاحنة يقتتل فيها الأخوة حتى كادوا أن يتفانوا وسقط العشرات من القتلى والجرحى ورئيسنا غائب عن الساحة وكأن الأمر لا يعنيه ومما يزيد الطينة بله أنه في وضع الدول العربية حيث الرئيس يتحكم في كل شيء ولا يُقطع بشيء صغر أم كبر بدونه هذا الأمر يلزمه أن يكون في المكان الذي يتطلب أن يكون فيه وألا يتخلف حتى لو كان في ذلك مخاطرة على حياته الشخصية فهذا هو قدر القادة الحقيقيين خاصة إذا علمنا بأن رئيسنا هو رئيس الأجهزة الأمنية ورئيس تنظيم فتح اللذين هما طرفان في الاشتباكات الجارية ولا يمكن لأحد سواه أن يتحكم في هذه الأجهزة الأمنية. أكرر مرة أخرى أن هذا يجعل وجوده واجبا وطنيا لا يمكنه التخلي عنه تحت أي ذريعة من الذرائع إن أراد أن يكون رئيسا لكل الفلسطينيين.

إلى متى قادة العدو يكونون قدوة لشعوبهم ويضربون أحسن الأمثال وقادتنا يتخلفون عن أداء واجبهم؟ لا معنى لإقامة الرئيس في رام الله وغزة تحترق ولا تجد من يطفئ ألسنة النار الملتهبة بها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...