السبت 10/مايو/2025

ليس خلطاً للأوراق يا سيد نبيل

سراج الدين المقدسي

ليس غريبا أن تشتد الهجمة الصهيونية على حماس في هذا الوقت بالذات فحماس ومنذ تأسيسها قد تكالب عليها الأعداء وشهدت صولات وجولات كلها كان لها هدف واحد هو الانقضاض والقضاء عليها ودوما حماس هي المنتصرة وعودها أقوى واصلب من ذي قبل حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم من قوة وشكيمة بفضل الله وبات الأعداء يحسبون لها ألف حساب وهذا ما أغاض أعداءها من المنافقين من أبناء جلدتنا حتى وصل بهم الحال إلى مناصبتها العداء نهارا جهارا ودون خجل من أنفسهم ومن أبناء شعبهم، فالتقت أهدافهم الدنيئة مع أهداف الصهاينة في محاربتها  في محاولة للقضاء عليها وإزاحتها عن الطريق من خلال هجمة شرسة وممنهجة على أيادي التيار الخيانى العميل في حركة فتح  وعلى أيدي قوات الاحتلال الصهيوني حتى فاقت هذه الهجمة في همجيتها كل تصور وفاقت ما فكر فيه هولاكو والتتار، فكانت قوات التيار الخيانى العميل من الأرض وطائرات الاحتلال وصورايخه من السماء فسقط الشهيد تلو الشهيد تارة بصورايخ المحتل وتارة برصاص الخيانة والعمالة، فتقاسموا الأدوار مناصفة  وكل ينفذ ما هو مطلوب منه من أجل استهداف الإسلام بعينه ورأس حماس وما ينتمي لحماس والقسام والقوة التنفيذية، وتصريحات قادة هذا التيار ومنهم عزام الأحمد حول القوة التنفيذية ووجوب حلها وسحقها وبأي ثمن في هذه المرحلة بالذات لخير دليل على هذه الشراكة الحقيقية بين هذا التيار الخيانى العميل وبين دولة الاحتلال التي ترجمت  قواته  من خلال الصواريخ والقذائف هذه الرغبات الشيطانية على ارض الواقع دون أن يبذل تياره داخل حركة فتح أي مجهود في تحرك ومساندة مكشوفة لدعم هذا التيار العميل.

وهذا التحالف بين التيار العميل وبين دولة الاحتلال ليس وليد اللحظة وليس تحالفا عابرا لالتقاء المصالح المشتركة بينهم وإنما هو تحالف شيطاني تم توقيعه وقيامه منذ قدوم سلطة أوسلو وامتد حتى اللحظة وفق تخطيط دقيق ومبرمج  وممنهج ليخدم الأهداف الإستراتيجية المشتركة لدولة الاحتلال و لهذا التيار المتمثلة في إزاحة حماس عن الطريق وبأي ثمن ، و لذا فإن ما يحدث وما نراه من تناغم على الأرض وفى الأجواء بين رصاصات التيار العميل وبين صواريخ وقذائف الطائرات الصهيونية كان ثمرة من ثمار التنسيق الأمني والاتصالات واللقاءات السرية والعلنية التي لم تتوقف يوما ما وما زالت حتى اللحظة وما تم كشفه من قبل حماس من لقاءات ومؤامرات تم عقدها بين ضباط في الأمن الوقائي وآخرين من أجهزة أمنية مع المخابرات الصهيونية والأجنبية يؤكد على وجود هذا التحالف الذي ظهر في هذه الأحداث الأخيرة وبقوة ولم يكن من قبيل المصادفة و لا من قبيل خلط الأوراق كما ادعى نبيل عمرو في محاولة منه لتغطية الشمس بغربال ، وإذا كان الحال كما يقول السيد نبيل فبماذا نصف إذا من يطلب المال والسلاح من الصهاينة ليواجه أبناء شعبه بهذا السلاح ويثخن فيهم تقتيلا وإعداما على طريقة عصابات الهجانا الصهيونية ويعتدي على مؤسسات وممتلكات الشعب ويحرقها توأمة مع قصفها من قبل الصهاينة ثم يأتينا من يقول مصادفة وخلطا للأوراق .

إن من يرتكب هذه الأفعال ويقوم بإراقة الدماء الزكية لأبناء شعبه بهذه الصورة البربرية ثم يبحث عن التبريرات والأكاذيب المفضوحة و يخشى مواجهة شعبه بالحقيقة لا يمكن أن يكون في يوم من الأيام فلسطينيا فالاحتلال لا يدافع ولا يساند هذا التيار الخيانى العميل وهو شريف من اجل أن يشوه صورته ومن اجل خلط الأوراق على الساحة الفلسطينية إنما يدعمه ويسانده لأنه يراه أهلا لتنفيذ مخططاته وأهدافه التي عجز عن تحقيقها هو بنفسه طوال سنوات الاحتلال وهذا ما تدل عليه قساوة هذه الهجمة وما دلت عليه تصريحات قادة العدو وتطابقها وتصريحات قادة التيار العميل في حركة فتح وهذا يجعلنا نؤكد عمالة هذا التيار وانتماءه للصهاينة وليس للشعب الفلسطيني حتى وان تكلموا لغتنا وسكنوا بيننا وكانوا من أبناء جلدتنا ويجعلنا ننظر وبجدية إلى المؤامرات التي حيكت وستحاك ضد حماس في الأيام القادمة على أنها مؤامرات ضد الشعب الفلسطيني الذي يعيش ذكرى النكبة وهو يحيا ويعيش نكبة جديدة اسمها الانقلابيون أو قل التيار الخيانى العميل أو قل ممثلو الاحتلال في أرضنا أو قل ما تشاء فكل المسميات سواء ولا حل ولا خير لهذا الشعب إلا باجتثاث هذا التيار وهذه الفئة المتصهينة من بين ظهرانينا، فبقاؤهم بدون استئصال سيجلب علينا الويلات والنكبات فإلى متى سنبقى نعيش تحت وهم المصالحة والاتفاق ، والى متى سنبقى نعقد اتفاقات . الم يكفينا اتفاق مكة المكرمة أين هو ؟ إلى متى سنبقى نعض على أناملنا من الغيظ كلما سقط شهيد وخرق اتفاق ، إلى متى يا ترى . فهل من مجيب ؟؟  

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات