السبت 10/مايو/2025

اتقوا الله أيها الأشاوس

خليل الصمادي

كم كانت فرحة الشعب الفلسطيني ومحبيهم عظيمة ساعة توقيع الأطراف الفلسطينية بجوار بيت الله الحرام على اتفاق مكة المكرمة، لقد تعاهد المجتمعون على التهدئة ووقف سيلان الدم والحملات التحريضية ونبذ الخلاف والشقاق وتتوج هذا الأمر بإعلان حكومة الوحدة الوطنية، وتشكلت الحكومة ، واستبشر الغيورون على وحدة الصف الخير وأثبتنا للعالم أننا حريصون على فلسطين أكثر من مصالحنا الشخصية .

ولكن ويا للأسف لم ترق التعهدات والتوقيعات إلى المروءة والكرامة فسرعان ما نبذ بعض الفرقاء ما تم الاتفاق عليه. فعاث المفسدون في الأرض ينشرون القتل والدمار والإرهاب.

شعبنا اليوم مبتلى بالأشاوس أمراء الحرب الذين لم يرق لهم اتفاق مكة ، فيبدو أن أجندتهم مستمدة من الخارج الذي هو بالأصل لم يرق له الاتفاق فشرعوا ألسنتهم وأسلحتهم للانقضاض على الاتفاق ، وكان شعبنا المبتلى بالحصار ينقصه هذا الدمار الشامل!!

أيها المقاتلون الأشاوس اتقوا الله في فلسطين والأقصى والقدس وفي شعبكم ، لا تراهنوا على أعدائكم فلن يريدوا لنا إلا الخراب والدمار، أيها الأبطال الميامين إن كنتم تحبون شعبكم ووطنكم فتمردوا على أمرائكم الذين يأمرونكم أن تنتحروا ، وادخروا سلاحكم لعدوكم المتربص بكم ، والذي يقهقه الآن من أفعالكم الحقيرة

لا يهمني من بدأ القتال حماس أم فتح، لا يعنيني من حرض الطرف هذا أو ذاك ، الذي يهمنا الآن كشعب فلسطين في هذه الساعات الحالكة أن يقف حمام الدم في شوارع غزة وساحاتها وربما غدا في الضفة الغربية ومخيمات الشتات، لا قدر الله.

هل ستتحول غزة إلى صومال آخر ؟ وهل سيعلن أمراء الحرب غدا مناطق محررة في غزة المحاصرة؟
أم أنكم دحرتم الاحتلال بعزيمتكم واختلفتم على المناصب ؟

ما دهاكم أيها الإخوة ؟ هل تحررت فلسطين من البحر إلى النهر وجاء وقت اقتسام الغنائم؟

العدو ينظر إليكم بعين الرضا، فها هو المخطط ينفذ بأيديكم حتى يرتاح من قتالكم، وحتى يثبت للعالم أنكم همج لا تستحقون حكم دولة ذات سيادة أو حتى إدارة للحكم الذاتي!!

تنبهوا واستفيقوا أيها الإخوة الأعداء واقرؤوا ما بين السطور إن كنتم متعلمين أو أنصاف متعلمين فمن الذي سيستفيد من صراعكم!!

وإن كنتم جهلة فلا بد أن يكون فيكم بقايا من النخوة والمروءة ، فهل يستحل دم الفلسطيني دون ذنب اقترفه ، ومنْ أنتم حتى تفتون باستحلال الدماء والأموال والأعراض!! لقد كان الجاهليون قبل الإسلام ينأون عن الغدر والدمار ويستجيبون لنداء الثكالى والأمهات فهل من مجيب؟

نداء الشعب الفلسطيني الغيور في الداخل والخارج يناشدكم الاحتكام للعقل والمنطق حتى نقف هذه المهزلة التي شمتت أعداءنا وما أكثرهم!!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات