الخميس 27/يونيو/2024

عمره قارب الثمانية قرون .. الاحتلال يهدم مبنى المجلس الإسلامي الأعلى في القدس

عمره قارب الثمانية قرون .. الاحتلال يهدم مبنى المجلس الإسلامي الأعلى في القدس

حذر الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا، من خطورة قيام سلطات الاحتلال الصهيوني بهدم المبنى العريق للمجلس الإسلامي الأعلى في مدينة القدس الغربية، والمقام على أراض وقفية إسلامية مقابل مقبرة مأمن الله.

كما حذّرت الأوقاف الإسلامية وشخصيات دينية ووطنية من خطورة الانتهاكات الصهيونية في القدس المحتلة والتصعيد المستمر بشروع الجرافات الصهيونية في هدم مقر المجلس الإسلامي الأعلى.

وقال الشيخ صبري، لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” إن هذا الانتهاك الصهيوني يدل على استمرار وخطورة المخطط التهويدي لكل ما يتعلق بالتراث والحضارة والتاريخ الإسلامي العريق في مدينة القدس المحتلة.

واعتبر القوانين الصهيونية التي تعتبر هذا المبنى التاريخي جزء من ما يسمى بـ “أملاك غائبين” غير قانونية وغير معترف بها ومخالفة للقانون الدولي، مؤكداً على أن ذلك “لا ينفي عن المبنى صفة الوقفية مهما طال الزمان ولا يعطي ذلك الشرعية للمعتدي لهذه الأوقاف الإسلامية”.

وأشار إلى الحكم الشرعي بأن “كافة الأراضي والعقارات الوقفية الإسلامية في كل فلسطين هي ملك للمسلمين وهذا الحق يبقى قائماً إلى يوم الدين ولا يسقط بالتقادم”.

واستنكر الشيخ عكرمة هذا “الهدم والتخريب للتراث والحضارة العربية الإسلامية في القدس المحتلة”، ودعا إلى وقف كافة عمليات الهدم الصهيونية في باب المغاربة وفي مقبرة مأمن الله وفي مقر المجلس الإسلامي الأعلى وغيرها من العقارات والأملاك الوقفية الإسلامية.

وقال: “إن ما يجري مخالف للقوانين والأعراف الدولية التي لا تجيز للكيان الصهيوني تغيير المعالم والاستيلاء على الأملاك وأراضي الشعوب الواقعة تحت الاحتلال وخاصة تلك الوقفية منها”، موضحاً أنه بصدد إجراء سلسلة من الاتصالات مع كافة الجهات والمؤسسات الإسلامية والعربية وتلك المتخصصة في شؤون ومقدسات في مدينة القدس “عسى أن يكون هناك تحرك”.

هذا وكشفت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية النقاب عن أن الجرافات الصهيونية شرعت مع فجر يوم الأحد الماضي “بهدم رائعة من روائع الفن المعماري والمعلم الحضاري الإسلامي في مدينة القدس، بناية المجلس الإسلامي الأعلى، والتي رغم احتلالها ومصادرتها قبل 59 عاماً، ظلت واجهاتها الخارجية ونقوشها شاهدة على إسلامية وعروبة القدس، وعلى حضارة امتدت إلى الأندلس، وليس غريباً أنه يشبه طراز البناء هنا الطراز المعماري الإسلامي الأندلسي، بل إن أحدهم شبهها بقصور غرناطة الإسلامية الأندلسية”.

وأضافت المؤسسة، في بيان لها: “لقد نظمنا جولة تفقدية ميدانية لمقدسات وأوقاف القدس قامت بها مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية، كشفنا فيها أن الجرافات الصهيونية باشرت بهدم أجزاء من بناية المجلس الإسلامي الأعلى، وهو المبنى المعماري الذي انتهى العمل به عام 1929”.

وكشف طاقم المؤسسة أن الجرافات الصهيونية “بدأت بهدم أجزاء من الجهة الخلفية الجنوبية والغربية لبناية المجلس الإسلامي الأعلى، بعدما أعملت يد الخراب والهدم في بنائها وغرفها الداخلية”.

كما علمت مؤسسة الأقصى أنه بعد استكمال عملية الهدم سيتم حفر المنطقة عميقاً، تمهيداً لإضافة وتشييد مبان وشقق عليها، ملاصقة لما سيبقى من واجهات بناية المجلس الإسلامي الأعلى، كما سيضاف عدة طوابق من على بناية المجلس الإسلامي الأعلى نفسه بحيث تصبح العمارة بصورتها النهائية عمارة لشقق صهيونية، وسيقوم بامتلاكها أثرياء من يهود العالم خاصة من الأمريكيين والأوروبيين، وممن يرغبون بامتلاك شقق فاخر قريبة من حائط البراق.

وقالت المؤسسة إن سعر المتر المربع الواحد من الشقق التي ستعد سيصل ثمنه ما بين 15- 20 ألف دولار أمريكي وسيبلغ ثمن الشقة إلى خمسة ملايين دولار أمريكي.

ووصفت عملية هدم المبنى بأنها “تندرج في إطار الحرب المسعورة التي تقترفها المؤسسة الصهيونية بحق المقدسات والأوقاف السلامية والمسيحية في القدس في مسعاها المحموم لتهويد القدس وطمس كل المعالم العربية والإسلامية، وتغييب التاريخ والحضارة العربية والإسلامية”.

وكانت سلطات الاحتلال قد وضعت يدها على بناية المجلس الإسلامي الأعلى منذ احتلال فلسطين سنة 1948، وقامت على الفور بمصادرة المبنى واستولت عليه بحكم قانون “أملاك الغائبين”، واستعمل بعدها لسنين طويلة كمبنى لوزارة الصناعة والتجارة الصهيونية حتى سنة 2003، حيث تناقلت السيطرة عليه رسمياً بين شركات صهيونية إلى أن تم بيع البناية لثري يهودي متدين متزمت من أمريكا بمبلغ 20 مليون دولار.

وأخيراً أعلن عن مخطط لتحويل بناية المجلس الإسلامي الأعلى والمساحة المرافقة إلى عمارة شقق فاخرة في إطار مخطط استيطاني في المحيط القريب من البلد القديمة في القدس المحتلة بمبادرة ومساهمة الثري اليهودي المذكور، ويندرج هذا المخطط تحت المشروع المسمى بـ “مشروع ماميلا” الذي يلف المنطقة الغربية لأسوار القدس القديمة والمطلة على المسجد الأقصى المبارك.

وتعتبر بناية المجلس الإسلامي الأعلى مأثرة عمرانية إسلامية بالقدس وبنيت بعد أحد عشر شهراً من العمل المتواصل عام 1929، ويفصلها عن مقبرة مأمن الله، شارع إسفلتي عريض، وهي المقبرة المهمة التي تضم رفات صحابة قادة وفاتحين وعلماء ومؤرخين وقادة جيوش من مختلف العالم الإسلامي، وبعد عام 1948، ووقوعها تحت السيطرة الصهيونية، تم تحويل جزء من المقبرة إلى حديقة للشاذين اليهود، وقسم آخر لموقف سيارات، والآن يتم بناء ما يطلق عليه (متحف التسامح) على ما تبقى من المقبرة.

وانتهى العمل في المبنى يوم 22 كانون الأول (ديسمبر) 1929، ونقش على واجهة المبنى من الأعلى بحروف بارزة “مثلما بنى آباؤنا وفعلوا نبني ونفعل”، في إشارة واضحة إلى الاستمرارية والحفاظ على الهوية الوطنية والدينية، وأصبح المبنى يُشار له كأحد أهم المباني في المدينة المقدسة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

دوجاريك: الأمم المتحدة لم تنسحب من غزة

دوجاريك: الأمم المتحدة لم تنسحب من غزة

نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت الأمم المتحدة، الأربعاء، أن العقبات التي تعترض توزيع المساعدات الإنسانية في غزة لا تزال مستمرة، ولكنها خلافا...