الأحد 11/مايو/2025

متى ستصبح قضية الأسرى على سلم أولوياتنا؟!

فؤاد الخفش

حقا إن الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال لا يحتاجون منا إلى اهتمام موسمي وجزئي مربوط بزمن أو فتره أو تاريخ ، الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي لا يحتاجون فقط ليوم نرفع فيه صورهم ، أو ساعات نغني لهم فيها أغاني المجد والحرية ،أو احتفال نطالب فيه العالم بالوقوف مع قضيتهم العادلة.

عذابهم ليس موسمياً وجرحهم النازف ليس وليد ساعة أو يوم ، وصور معاناتهم وأنينهم ولهيب قيدهم لا تستوعبه نظرة منقوصة عابرة.

الأسرى هم الشهداء .. هم المعذبون في غياهب السجون وتحت سياط جلاد لا يرحم ، هم الجرح النازف في خاصرة الوطن ، هم الكبد الملتهب لوعة وحنينا واشتياقا ، أسرانا شهداء مع التنفيذ يموتون كل ساعة ببطء ، يحترقون كالشمع، تبلى أعضاؤهم العضو وراء العضو ، كانوا  كالبراكين الملتهبة حمما ونار ، لكنهم الآن يخمدون الواحد تلو الآخر  .

الشهداء والأسرى قيم جهادية عظيمة ، وصور نضالية رائعة ، لا يعرف قيمتهم إلا من عاش القيد واكتوى بنار السجن ، الأسرى صور أضحت مغروسة في الوجدان ومحفورة بذاكرة الشعب الفلسطيني ، الذي لم يصل حتى اللحظة لمرحلة الإحساس بمدى ألمهم، وعمق معاناتهم ، ولا نستطيع عبر مقال إعلامي أن نصور أو نوجز أو نلخص أنهم بحاجه لنا وبحاجة لوقفتنا معهم فأين نحن منهم .

أضحت قضية الأسرى الموسمية قضية أرقام جوفاء لا تعني الكثير، وكما هو السجان الذي حول الأسرى إلى رقم من دون اسم أو روح ، أصبحنا نحن من قصد أو من دون قصد نحولهم لأرقام، أكثر من عشرة آلاف أسير ، 128 أسيرة ماجدة ،345 طفلا دون الثامنة عشر ، ما هي إلا أرقام لا تحرك ساكنا ولا تفعل اي شيء ، ناهيكم عن أنها غير دقيقه ولا مبنية على قواعد بيانية أو إحصائية علمية لهذا الصمود الإنساني العظيم والذي لم يسجل التاريخ ولا بأي حيثية من حيثياته قصصا كهذه القصص، ولا روايات عن المعذبين في الأرض كروايات الأسرى وعما يعانونه من السجان والسجن  

إن جرح الأسرى الفلسطينيين لم يرق في يوم من الأيام ولا في ظل أي حكومة من الحكومات إلى المستوى المطلوب ، والخطاب السياسي الفلسطيني لم يوظفها ولم يتناولها بشكل صحي وممنهج ، ومع كل هذا وذلك نعيب على الإسرائيليين والعالم أيضا اهتمامهم بقضية جنديهم المأسور ، نعيب على وزراء خارجية العالم تدخلهم من اجل شاليط ، ومطالبتهم لنا نحن الفلسطينيين المحافظة على حياته والإفراج عنه .

من حق إسرائيل أن تفعل قضية جنديها كما تشاء بل على العكس من ذلك ، وأتمنى أن لا افهم خطأً فقد نجحت إسرائيل بجعل قضية جنديها المختطف قضية ساعة وقضية رأي عام عالمي ومحط تعاطف العالم معها ، في حين فشلنا نحن الفلسطينيين بنشر قضية 11000 أسير وأسيره يموتون بحق وحقيقة في زنازين لم تعد في يوم من الأيام لبشر بل هي إسطبلات خيل موجودة من زمن البريطانيين

وهنا أقول ما المانع أن يصحب الرئيس الفلسطيني ملفا يكون جاهزا عن معاناة هؤلاء المنسيين بالإضافة إلى أم أسير أو ابن أسير لم ير والده في كل جولة من جولاته ..

وما المانع أن يذكر دولة رئيس الوزراء في كل لقاء ومحفل واجتماع قضية هؤلاء المنسيين والمحاصرين في زنازين الموت البطيء  

ما المانع أن يحول التلفزيون الفلسطيني الرسمي شعاره من قبة الصخرة ليضع بدل منه صورة الأسرى.

حملات الاعتقال تزداد كل يوم والممارسات البشعة ضد الأسرى تزداد في كل ساعة والمرضى بانتظار موتهم داخل السجون والمعتقلات ، ومع كل هذا فالخطاب السياسي الرسمي لم يرق لما هو مطلوب .

وارى انه من العار علينا نحن كفلسطينيين أن تتحول قضية الأسرى في سجون الاحتلال إلى قضية تفاوضية لفرض تنازلات سياسية علي الفلسطينيين ، ولا أريد هنا أن أتطرق إلى الاتفاقيات الدولية ولا إلى مفوضات السلام التي لم تنصف الأسرى ، لأنه ومن وجهة نظري الجميع قصر ومقصر مع قضية الأسرى، الفصائل والقوى والتنظيمات وأهالي الأسرى والقيادة الفلسطينية ،الكل لم يرق لحجم المعاناة التي يعانيها هؤلاء المنسيين

وفي الختام أقول متى ستصبح قضية الأسرى من أولى أولوياتنا كما هو المسرى ، ومتى ستصبح قضية الأسرى على سلم أولويات القيادة الفلسطينية .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات