الإثنين 12/مايو/2025

لماذا يا جلالة الملك عبد الله

د. محمد عطية عبد الرحيم

لقد تناقلت وسائل الإعلام تصريحا للملك عبد الله الثاني ملك الأردن وفيه يقول: (إن حق العودة ليس واقعيا) حقيقة لقد أدهشني التصريح كثيرا في فحواه وتوقيته. ففي توقيته هو يسبق زيارته لإسرائيل في الشهر القادم وإلقاءه خطابا في الكنيست الإسرائيلي كما أفادت صحيفة معاريف الإسرائيلية. وهو كذلك يسبق محاولة اللجنة الرباعية في تسويق المبادرة العربية دوليا والتي يشكل الأردن أحد أطراف هذه اللجنة التي تتكون من مصر والأردن والسعودية والإمارات العربية.

أما من ناحية فحواه فهو يأتي من ملك الأردن الذي يقطنه أكبر نسبة لاجئين فلسطينيين وهو تنازل مجاني يسبق الجلوس إلى طاولة المفاوضات، أي أنه تنازل بدون مقابل. إن ما يثير التساؤل والشك هو هل هذا التصريح يمثل موقف اللجنة الرباعية العربية أم هو موقف تنفرد به الأردن؟
أرغب وأتمنى أن يكون موقفنا منفردا وليت الأمر كذلك ولكني لست متفائلا.

إن هذا التصريح أسف يا جلالة الملك إن صحت نسبته إليك أن أقول إنه يذكر بوعد بلفور؛ حيث أعطى فيه وزير الخارجية البريطاني ما لا يملك لشرذمة الأفاقين الذين جاءوا ليسفكوا دماء الفلسطينيين ويشردوهم من ديارهم. وأتساءل هل نحن كفلسطين فوضناك في الحديث عن حقوقنا؟ وهل تملك أنت الحق في التنازل عن حقوق الفلسطينيين؟.

ليتك تكلمت عن معاناتنا ودمائنا التي تسفك ليل نهار ليتك تكلمت عن جوعنا والحصار الظالم الذي يفرض علينا، أما هذه أمور فلا ينبغي لك أن تتحدث فيها!؟ أم أنها لا تستحق أن تذكر؟! حسب ظني أن الفلسطينيين لم يفوضوك بالتنازل عن حقي وحق أبي وعرقه ودمه هل الجمعية العمومية تقول بأن لنا جميعنا الحق بالعودة والتعويض وأنت اليوم تتنازل عن حقنا في العودة هل تريد أن تتنازل عن المواثيق والقرارات الدولية التي تشرعن حقوقنا؟ هل تملك أنت التخلي عن حقوق ملايين الفلسطينيين الذين يعاملون ككلاب في الدول العربية ويعتبر فيها الإسرائيليون أفضل من الفلسطيني الذي ينتظر على حدود البلاد العربية أياما عديدة ولا يسمح للفلسطينيين فيها بالعمل فضلا على التملك بينما يسمح لأعداء العرب والمسلمين الحقيقيين وتحديدا الإسرائيليين بعمل كل شيء.
كم أتمنى أن يكون هذا التصريح قد لفق لجلالتكم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات