مشعل: المقاومة خيارنا الاستراتيجي حتى دحر الاحتلال واسترداد الحقوق

حذر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإٍسلامية “حماس” خالد مشعل الاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية وحلفاءهما من مواصلة الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وإصرار تلك الأطراف على إشعال آتون الصراع الداخلي، ودفع الشعب الفلسطيني إلى مربع الاقتتال، ومحاولاتهم عزل وزراء حماس، والتمييز بين أعضاء الحكومة.

وقال مشعل: “إذا استمر العدوان والحصار والتمييز بين الوزراء، وصب الزيت لإشعال نار الفتنة الداخلية، فإن حماس لديها خيارات مفتوحة”، محملاً المجتمع الدولي المسؤولية التاريخية والأخلاقية عن المعاناة، التي يعيشها الشعب الفلسطيني، في ظل العدوان الصهيوني والحصار الغربي.

جاء ذلك في محاضرة ألقاها مشعل على مدرج جامعة القلمون الخاصة في مدينة دير عطية (95 كيلومتر شمال العاصمة السورية دمشق)، وذلك بحضور أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية والمئات من طلبة الجامعة، كما شهد المدرج حضوراً مكثفاً لوسائل الإعلام العربية.

وأكد مشعل في محاضرته، التي استمرت ساعة ونصف الساعة، تمسك الحركة بخيار المقاومة حتى دحر الاحتلال، واسترداد الحقوق المغتصبة، وعودة اللاجئين الفلسطينيين. وقال: إن “المقاومة هي خيارنا الاستراتيجي، وهي حق وواجب”.

وسخر القائد الفلسطيني مما يروج له الصهاينة والأمريكان و”من سار في ركبهم” عن وجود خلافات وانقسامات داخل صفوف حركة حماس، معتبراً أن تلك الشائعات هي مجرد “أوهام وسراب”، وهي دليل على عجز مطلقيها.

وذكّر مشعل بأن حركة حماس تضم في صفوفها مجاهدين يتسابقون على درب الشهادة. وقال: “إن الذي يراهن على تطويعنا واحتوائنا (…) إذا كان ذلك عن طريق التخويف، فلن نبالي بالموت، ولم تزدني محاولة الاغتيال إلا شجاعة وإصراراً (…) وإذا كان الاحتواء والتطويع عن طريق الإغراء فالدنيا تحت قدمي”.

وفيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى؛ أكد مشعل أنه لن يطلق سراح الجندي الصهيوني جلعاد شاليط ما لم تستجب الحكومة الصهيونية لمطالب الشعب الفلسطيني. وقال: “لن يشاهدوه إلا بعد أن يطلقوا سراح أسرانا”.

وأضاف: “أليس معيباً على المجتمع الدولي أن يحفظ اسم جلعاد شاليط، هذا الجندي الذي كان يقتل الأطفال والنساء والشيوخ، ويدمر المنازل في قطاع غزة، بينما المجتمع الدولي لا يحفظ اسم الدكتور عزيز دويك، رئيس المجلس التشريعي المنتخب والمختطف من قبل قوات الاحتلال الصهيوني”، مذكراً بأن الاحتلال يعتقل 11 ألف فلسطيني، بينهم أطفال ونساء ونواب منتخبون ووزراء.

وحذر رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” من العمليات العدوانية الصهيونية، التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك، وذكّر بأن المساس بالأقصى كان السبب المباشر لانطلاق انتفاضة الأقصى.

وأشار مشعل إلى العمليات الإرهابية، التي تمارسها سلطات الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1948، معرباً عن تضامنه مع المفكر الفلسطيني الدكتور عزمي بشار، والشيخ رائد صلاح، وجميع القادة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 الذين يتعرضون لعمليات إرهابية صهيونية في إطارٍ عنصري.

وفيما يتعلق بالموقف والحراك السياسي العربي؛ أكد مشعل على ضرورة ترتيب الأوضاع العربية الداخلية، ونبه إلى مخاطر الدخول في متاهة المخططات الصهيوـ أمريكية، محذراً من المس بالحقوق الفلسطينية والعربية، وفي مقدمة تلك الحقوق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وديارهم، التي هجّروا منها عام 1948.

أما بشأن الصحفي البريطاني آلن جونستون المختطف في قطاع غزة؛ فقد دعا مشعل خاطفيه إلى إطلاق سراحه فوراً، وقال مخاطباً الخاطفين: “أنتم تضرون بالمصلحة الفلسطينية، أدعوكم إلى أن تصوبوا موقفكم، وأن تنحازوا إلى مصلحة الوطن، وأن تطلقوا سراحه”.

ونفى مشعل أن يكون لحركة حماس أو لأي من الفصائل الفلسطينية علاقة بعملية اختطاف الصحفي جونستون، مؤكداً أن اختطافه تشويه لصورة النضال الفلسطيني أمام الرأي العام العالمي.

وكان مشعل استهل محاضرته بالحديث عن دور الطلبة في بناء المجتمع، والدفاع عن قضايا الوطن والأمة، مشيراً إلى أن الثورات وحركات المقاومة في التاريخ المعاصر كانت تضم الكثير من طلبة الجامعات. وقال: “على مقاعد الجامعات ولدت العديد من الأحزاب والحركات، وكثيراً منها نضج وتولد وجمعت بدايات الفكرة على مقاعد الدراسة”.

وفي نهاية المحاضرة، قدم رئيس مجلس إدارة جامعة القلمون ونائب مجلس الأمناء الأستاذ سليم دعبول “درع الجامعة” للأستاذ خالد مشعل، فيما قدم مشعل صورة المسجد الأقصى المبارك هدية للجامعة، متمنياً لطلبتها النجاح، ولإدارتها التوفيق والتقدم.