تسويق المبادرة العربية في إسرائيل.. تطبيع بلا ثمن

أولاً: شطب أو تعديل أو إرجاء المسائل الجوهرية في القضية الفلسطينية (القدس عاصمة فلسطينية، عودة اللاجئين، الانسحاب الكامل من الضفة والقطاع)، مع التركيز على جملة القضايا الثانوية المتعلقة بالمعابر، والجمارك، وبعض التسهيلات هنا أو هناك، ولا غضاضة في إعطاء حكم ذاتي للفلسطينيين ولو تحت مسمى الدولة إلى أجل غير مسمى.
ثانياً: التطبيع الكامل مع الدول العربية، دون التقيد بالانسحاب من كامل الأراضي العربية المحتلة، بذريعة أن التطبيع يبث روح الثقة، ويساعد في الوصول إلى حل الصراع.
وهنا نرى أن قرار اللجنة الوزارية العربية التي اجتمعت في القاهرة مؤخراً (18/4)، وقررت الاتصال بإسرائيل من خلال مصر والأردن، هو قرار يلبي رغبة صهيوأمريكية تسعى لتوظيف المحادثات في خدمة التطبيع. وفي هذا السياق فقد أعلن ايهود أولمرت قبيل اجتماع القاهرة الأخير بأن إسرائيل تتوقع زيارة وفد عربي رفيع المستوى لإجراء مفاوضات في شأن المبادرة العربية، وأضاف، أنه في حال لم يأت الوفد، فثمة احتمال ثانٍ بأن يتم لقاء موسع تخطط له الولايات المتحدة بمشاركة الرباعية الدولية، والرباعية العربية، والسلطة الفلسطينية والسعودية.
أي أن إسرائيل تسعى لإحداث اختراق في الصف العربي، دون أن تلزم نفسها الاعتراف بالمبادرة أو رفع الحصار عن الفلسطينيين..
وقد يصف البعض اختيار العرب لمصر والأردن لإجراء الاتصال بإسرائيل بالحكيم..، لأنه ليس اندفاعاً عربياً مجانياً اتجاه الاحتلال الإسرائيلي، كونه سيحرم الاحتلال الإسرائيلي من التطبيع مع العرب بشكل عام، لأن (مصر والأردن) دولتان تقيمان علاقات دبلوماسية مسبقة، ومطبعتان سلفاً مع الاحتلال، وبالتالي ادعاء أن الاتصال هو مقدمة للتطبيع مع العرب أو التنازل اتهام في غير محله وتجن على الحقيقة.
لكن واقع الأمر غير ذلك؛ فمصر والأردن ستجريان الاتصال بإسرائيل بناءً على توصية عربية منبثقة عن الجامعة العربية (حاضنة العرب) أي أنهما مكلفتان بتمثيل العرب كل العرب (توكيلاً أو نيابة) ولا تمثلان نفسيهما بمعزل عن المجموع العربي. وفي ذلك تنازل سياسي إلى حد الهرولة المجانية.. فأين الحكمة في إلحاح العرب على الاتصال بالاحتلال الذي يصر على رفض المبادرة العربية منذ خمس سنوات إلى الآن؟!
فهل هو حرص عربي على إبداء حسن النوايا بمزيد من التنازلات؟!
أم هو اتصال للاستجداء؟!
أم هو اتصال لإيصال رسالة تهديد للقيادة الإسرائيلية إن هي أصرت على رفض المبادرة؟!
أم أنه كما ورد على لسان مسؤول في الجامعة العربية (صحيفة الحياة 19/4)، اتصال لشرح مبادرة السلام والرد على أي استفسارات؟!
إن إعادة تبني المبادرة العربية كخيار استراتيجي يتيم، دلالة على ضعف العرب وإفلاسهم السياسي، وما التوصية بالاتصال بالاحتلال الإسرائيلي إلا خطوة ومقدمة للتطبيع مع الاحتلال، الذي سيزداد صلفاً وغطرسة في ظل هرولة العرب المجانية نحوه.
*كاتب فلسطيني مقيم في دمشق
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...