السبت 10/مايو/2025

حماس.. أصلها ثابت و صقرها في السماء !

بيان صادق

إننا على العهد باقون وعليه نحن المحافظون مهما تبدَّلت السنون و تغيّرت الأوجه، سيبقى المقصد واحدا وعنه لا نحيد ..

كان الصقر يحط على أغصان تلك الشجرة الوارفة الظلال التي تحمي من يقف تحت رايتها و يستظل بظلها من لهيب صيفٍ ممطر و غبار ريح بغيضة !

راسخةٌ في لبِّ الأرض جذورها لا تنتزعها أقوى الزلازل ولا تؤثر فيها الخطوب .. ومهما أسقطت أو سُرق منها من ثمار إلا أن لديها دوما المزيد الذي لا ينفذ .. فنبعها كتابٌ أنزله الرحمن الرحيم و تعهّد بأن يكون له من الحافظين ..

تدفع جذور هذه الشجرة المباركة كل طائرٍ ليطير بجناحيه لجنةٍ عرضها السماوات والأرض .. وتُطلقهم رصاصا ولا تبخل بأكرمهم؛ فكلُّ ما حط عليها طاهرٌ كريم و لا فضل لصقرٍ على صقرٍ فيها فكلهم سواسية ..

بعد أن مكث الصقر على أغصان الشجرة رأى أن الوقت قد حان لتحلقَّ الروح إلى بارئها بعد أن أسست قلاعا لا تُخترق ولا تُنتزع منها مواقف متماسكٌ بنيانها يشدُّ بعضه بعضا لا تهزه المحن ولا تغريه إلا مرضاة الكريم ..

قررت الروح أن تعلو على ” الآباتشي ” و كان لها ما تريد ..

في ذكرى استشهاد صقر فلسطين وابن حماس الدكتور عبد العزيز الرنتيسي نذكره برحمات الله الواسعة لتُكللّ طُهر روحه التي كانت بيننا نبراساً يخيرنا بين شهادة أو شهادة !

نسترجع في ذكراه كلماته التي ما زلنا نترنّم على أنغامها و نطرب في حدتها … ” نعاهد الله ونعاهدكم أن نمضي قُدما حتى نحرر ثرى الوطن من دنس الصهاينة الغاصبين ”

خطَّ لنا في كلماته حدود الهدف و فتح أمامنا طُرقا مُختلفة نختار منها أيسرها وأنسبها لمرحلتنا التي نعيش .. لم تنته الحركة الإسلامية بعد أن غادرنا صقر فلسطين ولم تكن تلك الضربة القاسية قاصمةً لظهر حماس الذي لا يُكسر ولا ينحني إلا بين يدي ربه في عبادة !

رحل الصقر العزيز و بقيت الشجرة التي تُنبت كل يوم صقرا.. فقدنا بعد فراق أحبتنا الكثير لكن حركتنا لم تأس ولم تيأس .. ظلّت مواصلة على ذات الدرب الذي ساره الصقر منذ أن استقى من نبع الجذور حتى حلَّق في فضاء الأمنيات التي كان إليها يسعى ..

مرّت الحركة بأقسى الظروف لكنها طريقٌ جديد لم يسلكه سوانا .. وحين مشينا فيه أضأناه بمشعلٍ عزيزٍ يحفه الياس(م)ين جعل حاضرنا هنيا ..

في ذكرى استشهاد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي نطمئن أحبتنا أننا ما زلنا نارا تحرق الغاصبين والمعتدين وتمنح الدفء لأحبتها و من جلس عنها ببعيد يخشى أن يؤازرها بقوةٍ و صلابة يوم كنا محتاجين لأن تبقى نارنا مُشتعلة و نسينا أن الله تعهد بحفظها وإنه لقوي عزيز ..

رحم الله الشهيد البطل قائد حماس وابنها البار و كل من ترحم على روحه الطاهرة أو سبقه إلى جنان الخلد ..

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات