السبت 10/مايو/2025

فصل المقال فيما بين الكتائب العميلة والمسجد الأقصى من الانفصال!

رشيد ثابت

مع أننا سبق وتوقفنا مع هذا التشكيل العصابي الذي دنس أرض فلسطين مرات ومرات فيما مضى؛ الا أن تكرار بغي وفجور قرامطة فلسطين وحشاشي القرن الحادي والعشرين تستدعي تجديد الوقفة مرة ومرة!

ويجب أن يكون واضحا أننا حين نتحدث عن كتائب تدنيس اسم المسجد الأقصى فإننا قطعا لا نقصد الثلة المجاهدة التي تقتل على يد الصهاينة؛ وتستهدفها الاجتياحات؛ وتسلمها أجهزة السلطة للصهاينة؛ ثم تستخدم دماءها في المتاجرة الشعبوية بالوطنية والبطولة! ولا نتحدث عن رائد الكرمي ولا حسين عبيات ولا مروان زلوم ومن سار على دربهم؛ بل نتحدث عن فئة تعد بالمئات وربما بالآلاف القليلة من الزعران المأجورين والذين يؤذي نفخ كيرهم كل بقعة من فلسطين؛ وبشكل مكثف يؤذي الضفة الغربية الجريحة!

بالأمس وعقب اختطاف مدير التربية في محافظة الخليل على يد الصهاينة قامت الحكومة بملء الشاغر بموظف بديل؛ فلم يكن لدى البقية الباقية من أشباه قوم لوط والسائرين على هدي البغاة من قتلة ناقة سيدنا صالح – لم يكن لهم من وسيلة للاعتراض من أجل الاعتراض؛ والتخريب من أجل التخريب؛ الا استدعاء حفنة من المأجورين من كتائب توسيخ اسم المسجد الأقصى؛ لإغلاق المكتب بسلاحهم الوسخ المشري والمكري اسرائيليا؛ وبحجة أن التعيين كان فئويا!

حقيقة أن المرء ليشعر بالحرج مع أحفاد حسين بن الصباح؛ وقد يتورط مع ورثة القرامطة في منازعات قانونية ان هو نسب حثالات توسيخ اسم المسجد الأقصى لهؤلاء الحشاشين والغلاة! فالحشاشون والقرامطة وحركة الزنج لا يمكن أن يكونوا قد هبطوا لمستوى الحركة الغلابة في العهر السياسي؛ والضعة؛ والخلو التام من الذوق ومكارم الأخلاق!

وهب أن التعيين كان فئويا فعلا؛ أوليس الحر وصاحب الكرامة يجد واجبا عليه دعم تعيين مسؤول من حماس؛ ردا على اختطاف الصهاينة لسلفه الحماسي؟ أليس هذا هو ما تحتمه المسؤولية الوطنية؛ في ان نكون كلنا حماس ان استهدف الصهاينة حماس؛ وأن نكون كلنا فتح ان استهدف الصهاينة فتح؟

أم أن المقصود أن تقوم إسرائيل بإخلاء الساحة من الشرفاء فتقوم عصابات الانفلات السياسي بملئها بعديمي الشرف والذمة والكرامة؛ وبمساعدة عصابات الانفلات الأمني ان لزم الأمر؟!

حين بدل هنري الرابع كنيسة بريطانيا وانشق عن روما لم يسارع الانجليز لدخول كنيسته الجديدة؛ لكن حين جاء خلفاؤه وحاولوا إعادة الوضع إلى ما كان عليه؛ وبدأوا في شنق البروتوستانت؛ فإن الشعب ثار وبدأ في الدخول في الكنيسة الجديدة أفواجا؛ تحديا لظلم الظلام وقهرهم؛ حتى تبدل دين انجلترا من ذلك اليوم وحتى يومنا هذا!

لكن قطاع الطرق في فلسطين أقل قيمة وهمة من أن يفهموا هذا؛ وأحقر من أن يكونوا بمستوى كرامة وحكمة ووطنية كفار انجلترا في العصور الوسطى!

وكتائب توسيخ اسم المسجد الأقصى لا تكذب خبرا؛ ولا تريد أن تنسينا أنها موجودة لخدمة الصهاينة؛ والتمتع بعصر حمل السلاح في الضفة تحت أعينهم؛ بعد خلو الضفة من أكثر الرجال اعتقالا ومطاردة وشهادة؛ لتبقى الضفة مرتعا لانفلات كلاب لم تك قط تحمل طهر الكلاب!

هذه الكتائب التي تفر وقت الاجتياحات؛ وسمنت وربا لحمها الدنس تحت الاحتلال؛ وقتلت الأبرياء محمد عودة وعمار الطاهر وعبدالله طه ومعين حموضة؛ ونفذت في أسابيع قرابة مائتي اعتداء في الضفة الأسيرة ما بين اطلاق النار المباشر والخطف وحرق الأملاك العامة والخاصة والاعتداء على مؤسسات حماس وممتلكات الأفراد من حماس – هذه الكتائب هي عار يسيء إلى فلسطين؛ وخطر يتهدد اسم المسجد الأقصى تماما كاستهدافه على يد الصهاينة بالمعاول والجرافات!

ان غيبوبة فتح وقادتها وعناصرها العاقلين – ان كانوا لا يزالون موجودين – لا تكفي كحجة للتملص من المسؤولية عما يجري؛ ومن المسؤولية والواجب في ردع هؤلاء الرعاع؛ من قبل أن تضرب البلاد فتنة لا تصيب الذين ظلموا خاصة؛ وحينها يكون الوقت قد فات؛ ولات حين ندم!

وطبعا لا نسأل عن النائب العام والرئاسة والشرطة والقانون؛ فهذه كلها تشكل الجناح السياسي للانفلات والعربدة الأمنية؛ وسبحان الذي جعل جمال الطيراوي نائبا منتخبا ومشرعا للقوانين!

لكن نقول لكم أيها العملاء حلوا عن المسجد الأقصى فلستم منه وليس منكم! حلوا عن المسجد ففيه ما يكفيه وليس فيه محل لمزيد من العدوان! وان كان لا بد لكم من الاستمرار في دوركم التاريخي كسوس ينخر في جسد فلسطين فخذوا اسما يناسبكم ويناسب الدور يا كتائب عملاء الهيكل!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات