الأحد 11/مايو/2025

عصابة الأربعة والمال القذر

أحمد الفلو

يبدو أن خيوط المؤامرة التي تحيكها عصابة الأربعة بدأت تتكشف ولم يعد هناك مكان لحسن النوايا و الأمر الذي يحيكه من لا خلاق لهم في الليل الأدلج قد تسربت إليه خيوط النهار الأبلج وفي الوقت الذي تمنع فيه سلطات الأمن المصرية 10/4/2007(بعد مؤتمر القمة الأخير) كلاً من الدكتور محمد عوض أمين عام مجلس الوزراء الفلسطيني، وإسماعيل محفوظ وكيل وزارة المالية، من دخول الأراضي المصرية نجد تلك السلطات تحتضن في القاهرة مؤتمراً يضم ممثلي عصابة الأربعة برئاسة الإدارة الأمريكية ممثلة بالجنرال الأمريكي كيث دايتون، المسؤول عن التنسيق بين الفلسطينيين والإسرائيليين والجنرال دايوت وعدد من مساعديه الكبار والطرف الإسرائيلي و يمثله الجنرال عاموس جلعاد، وهو رئيس الطاقم السياسي والأمني في وزارة الأمن الإسرائيلية،   و النظام المصري ويمثله مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان، والطرف الرابع هو رئاسة السلطة الفلسطينية العتيدة ويمثلها قائد الأمن الوقائي رشيد أبو شباك وقد حضر الأخير دون علم ولا معرفة رئيس الوزراء هنية ولا بعلم وزير الداخلية القواسمي .

ووفقا للإذاعة الإسرائيلية، فقد  كشفت مصادر فلسطينية عن أن مصر تعهدت بتعزيز التعاون في المجال الإستخباري مع إسرائيل، لاحتواء قضية تهريب الأسلحة، بما في ذلك معالجة قضية المطلوبين الفلسطينيين الذين يتسللون إلى الجانب المصري من معبر رفح وتسليمهم لإسرائيل.

وأضافت مصادر الإذاعة أن المصريين طولبوا بوضع نظام مراقبة أكثر دقة في منطقة سيناء لتطويق موضوع تهريب الأسلحة والعمل ضد الخلايا المسلحة الإسلامية المتطرفة.

وقالت الإذاعة إن مصادرها وصفت اللقاء بالإيجابي، لكنه لم يصل إلى حجم طموحات الجانب الفلسطيني ولكن الحقائق تشير إلى تعاون أمني تقوم الإدارة الأمريكية بموجبه بتسليح حرس عباس إضافة إلى تدريب أعداد كبيرة من كوادر فتح على أحدث أساليب حرب العصابات وتسليحها وإمدادها بأكثر من 133 مليون دولار .

إن البرنامج الذي وضعه إليوت إبرامز المستشار المساعد في مجلس الأمن الأمريكي ( Abrams Programmes ) الذي تتبناه إدارة الرئيس بوش والمتضمن الإطاحة بحكومة حماس عن طريق دعم عباس ودحلان وأنصارهما من حرس رئاسي وامن وقائي واستخبارات يجري تنفيذه منذ شهر آب2006 حتى الآن وبدعم مصري إسرائيلي كامل .

ومن أهم سمات هذا الحلف الرباعي هو تقاسم الأدوار والمهام التي يقوم بها كل طرف من الأطراف حيث تقوم إسرائيل بالتخطيط ووضع الأفكار وتقوم الولايات المتحدة بممارسة الضغوط وإصدار الأوامر وتتحرك مصر لدعم ومساندة وإمداد المتآمرين فيما تنفذ رئاسة أبو مازن خطوات المؤامرة بحذافيرها على الأرض ويتضمن ذلك القضاء على حركة حماس وتصفيتها تماماً بالسلاح المصري والمال الأمريكي والتسهيلات الإسرائيلية وبأيدي حرس الرئاسة والكوادر الفتحاوية المناضلة ومن ثم فرض الهيمنة الإسرائيلية الكاملة على الشعب الفلسطيني و تركيعه والتنازل عن حق العودة والقدس مقابل إبقاء عباس وأعوانه في القصر الرئاسي وعودة السيطرة الفتحاوية على شوارع الضفة وغزة .

ومن خلال متابعة الأحداث اليومية للمفكرة الفلسطينية نتمكن بسهولة من اكتشاف أن الموقف قبل اتفاق مكة كان المجابهة بين فتح وحماس وجهاً لوجه أي أن أحدهما باتجاه الالتحام والاصطدام نحو الآخر أما بعد اتفاق مكة فإن الخطط الأمريكية الإسرائيلية اقتضت أن تدير الرئاسة ومعها فتح ظهرها لحماس وتسير في الاتجاه الآخر بحيث تحبط الرئاسة أي تقدم إيجابي لحكومة الوحدة الوطنية دون أي مواجهة مباشرة ريثما يتسنى لعباس ودحلان شحذ السكاكين وسن الرماح و يتم التحضير بهدوء للهجوم الأخير والانقضاض على حماس خاصة بعد تلقيه المساعدة الأمريكية المقدرة ب59 مليون دولار لدعم الحرس الرئاسي فيما يتضور أطفال فلسطين جوعاً وربما كانت هذه الطريقة أكثر خبثاً ومكراً من السابق وحيث مازال الرئيس عباس يستحوذ على كافة الصلاحيات ويتصرف على أساس أنه ومستشاروه هم الذين يتحكمون بالملف الأمني ويشجعون على الفلتان الأمني وزيادة عمليات الخطف والاقتتال والنهب لكي تبدو الصورة مقلوبة وأن الحكومة غير قادرة على ضبط الأمن علماً بأن قطاعات الحرس الرئاسي والأمن العام والأمن الوقائي وقوة ال17 وجهاز المخابرات كل هذه الأجهزة تخضع لسيطرة الرئيس وأعوانه وليس لسيطرة الحكومة أو وزير الداخلية مع أن الجهاز الأمني الوحيد المشهود له بالنزاهة والانضباط هو القوة التنفيذية والتي يأمن الشعب جانبها وبشهادة مدير عام الأنروا حين قال أنه لا يثق سوى بقوات القوة التنفيذية لحماية منشآت وكالة الغوث الدولية .

لقد تمكن محمود عباس والشلة المحيطة به من تحقيق مهمة كبرى عجزت عنها امريكا واسرائيل وهي تحويل حركة فتح من حركة تحرر وطني إلى أداة لتنفيذ المطامع الصهيونية يتربع على قمتها مجموعة من المنتفعين الذين لاتهمهم فلسطين بالقدر نفسه الذي تهمهم مصالحهم الشخصية لذلك فإن عباس الآن يقوم بخطوات استباقية سريعة لتصفية ما تبقى من منظمة التحرير الفلسطينية خاصة وأن اتفاق مكة ينص على إصلاح منظمة التحرير وإعادة هيكلتها وتشكيلها ومحاولات تصفية منظمة التحرير هذه أتت في الآونة الأخيرة خشية دخول ومشاركة حركة حماس فيها وتصحيح الانحرافات التي قذفت بها إلى لجة الاستسلام والضعف والتنازل .

ولا ندري إن كان ابو مازن يدرك خطورة ما هو مقبل عليه من مغامرة أو إنه مجبر على الالتزام بتعهدات سرية وقع عليها أمام الصهاينة والأمريكان مقابل إبقائه رئيساً ولا يمكنه التنصل منها خاصة وأن سيف دحلان مسلط فوق عنقه وهل سيتعلم عباس من دروس قرضاي أو الحكيم أو علاوي والمالكي أم إنه ماض في طريق لا عودة عنها ليقود شعبه إلى فتنة الحرب الأهلية ؟.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات