السبت 10/مايو/2025

فئران المشروع الوطني

أسامة العربي

ارتبط الفأر بالذاكرة على مدار التاريخ بكل ما يهدد الانسانية بالمرض والفقر والجوع ، وفئران مأرب اندفعت بغريزة التدمير المتأصلة فيها على حين غفلة تنفش في اساس السد حتى أنهت حضارة ،فتركت جنات اليمن قاعا صفصفا ، وتدور عجلة الزمن واذا بغريزة التدمير تنطلق مجددا على مسرح الأحداث السياسة في فلسطين ،بعد أن تطوع نفر على هيئة البشر ليكونوا فئران تجارب في مختبرات السياسة الصهيو أمريكية ، فعملت هذه المختبرات على إحداث طفرة جينية فيهم ضاعفت غريزة الفئران التدميرية حتى طمست على اي انتماء في نفوسهم ، و الأنا التي قادت عمرو بن عامر للمكيدة ليقدر على الفرار بعد أن يظفر بثمن ممتلكاته ، وترك السد للفئران ، ها هي تقود فئران مختبرات السياسة الصهيو امريكية للعبث في مقومات المجتمع الفلسطيني وبأسس صموده في وجه الكيان الغاصب .

إن كانت فئران سد مأرب انطلقت مدفوعة بالغريزة فقط، ففئران التحرر الفلسطيني انطلقت مدفوعة بالغريزة وبمجموعات وفق تخصص مدروس ، فالجرذ الاعلامي أخذ دوره في جسد المشروع الفلسطيني ، وأصبح الطاعون الفكري الذي ينشره أشد خطرا من العدو الصهيوني الغاصب على شدة خطره، يؤسس لخيانة شعب وأمة وإنجازات مقاومة وتضحيات أسرى وجرحى ، خيانة لا وطن ولا دين ولا اخلاق لمن يحملها ،اندفع الجرذ الاعلامي يعبث بمقومات المجتمع بأقصى غريزة تدميرية ، ويؤسس لبيئة الفساد لتكون المثالية لتناسل صنفه بأعلى وتيرة ،ولأجل ذلك انقض على مجمل الأهداف الإعلامية ،وداس على شرف المهنة وميثاقها الاخلاقي بنعليه ،ووسط هذه البيئة ارتدت الخيانة رداء الوطنية وتمسحت بالمصالح العليا ،وشارك الخائن في ابوة نصر معلوم ابوه وأمه ،وكان الشعب القابلة التي احتضنته ،و قاتل مقومات المجتمع يتباكى عليها بل يسير في جنازتها .

التجربة الديمقراطية الفلسطينية كانت اول المعاني المستباحة، فما أن فازت حماس بانتخابات التشريعي والتي لم يأت فوزها متوافقا مع الارادة الامريكية والصهيونية ،حتى ناصب الجرذ الاعلامي حماس العداء بتحريض سافر وكذب وتزوير،وسياسة مقيتة استبدلت سقف المصالح الوطنية بسقف الحزب ، سياسة جعلت الحزب بديلا لوطن ومن أجل الحزب غاب الجرذ عند التفرد بالقرار الوطني ،وظهر بالعداء عندما مدت حماس يديها للمشاركة السياسية ، وبعد أن تنازلت حماس عن بعض من حقوقها التي منحتها إياها صناديق الاقتراع في سبيل تثبيت اسس مقومات المجتمع الفلسطيني ، وتوافق الفلسطينيون على برنامج مشترك وتوج باتفاق مكة ، وبقي الجرذ الاعلامي على حاله مستبدلا للعدو الصهيوني ليكون هذا العدو هو حماس ، فتعامل مع الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية بطريقة مثيرة للغثيان وبانتقائية مقززة ، حتى جعل جل همه النيل من وزراء حماس بفبركات اعلامية .

يندهش المرء ويقف محتارا اذا ما حاول الاقتراب من عمل هذا الجرذ الاعلامي فهو من جهة يقضم مقومات مجتمع ويسعى بهذا التدمير للمحافظة على احزاب !! ورغم انفتاح الفضاء للاعلام وانفضاح ما كان مستورا ،بقي هذا الاعلام بغريزته التدميرية يسعى لإقامة المتناقضات وسط شعب لديه من الذكاء والحس الوطني ما جعل اعتى قوة عالمية عاجزة في وجه صموده وارادته .

فأر الاستبداد والظلمة والعداء للحرية انطلق بوقع على المجتمع يفوق وقع اقدام الخيول في المعارك ، والنموذج المثالي الذي يدلل على أثر هذا الجرذ على المجتمع الفلسطيني الاعتداءات والتهديدات التي طالت وسائل الاعلام والصحفيين والمراسلين لمجرد مخالفة الرأي ، واختطاف الن جونستون وما مثله من مأزق داخلي وعلى الساحة الدولية ما زال حاضرا في الاذهان ،فبرغم قلة الاعلام على الساحة الدولية الذي ينافح عن القضية الفلسطينية انطلقت الثقافة التي تمقت الانتماء تحارب هذه القلة في سبيل مصالحها الشخصية ، تعمل جاهدة على اغلاق نوافذ الحرية وافراغ المجتمع من الروح ليتربع عليه غول الفساد .

الفأر الذي تغول في مختبرات السياسة الصهيو امريكية هو جرذ الفلتان الامني والاعتداء على مؤسسات المجتمع والممتلكات العامة وحياة الافراد ، الغول الذي داس على كل المقدسات الفلسطينية وتجاوز كل الخطوط الحمر والتي ضيطت المجتمع الفلسطيني ووجهت بوصلته نحو عدوه الحقيقي والوحيد ، انه الجرذ الذي أطلقه الكيان الصهيوني في سبيل تفتيت الإجماع الفلسطيني على المقاومة وعلى حماس ، غول جعل مطلب الأمن والأمان للفلسطيني يتقدم على مطالبه الأخرى التي قدم في سبيلها كل غال ونفيس ، وقزم أهدافه لتنصب على تأمين متطلبات حياته اليومية ، انفلات امني وفوضى سلاح لا تقيم وزنا لكل ما يعانيه الفلسطيني من قرارات الاحتلال وإجراءاته على الارض ، ورغم التوافق الفلسطيني ما زال شبح هذا الغول يخيم على حياة الفلسطينيين يسلبهم ابسط مقومات الحياة وهي الأمن الفردي ، وحتى زادت وتيرته مع تقديم وزير الداخلية الفلسطيني الجديد لخطته الأمنية الساعية لوقف حالة الفلتان الأمني، فبالتزامن مع تقديم هذه الخطة الجديدة عمدت وسائل إعلام للتشهير بوزير الداخلية الفلسطيني ، ومع سعيه الحثيث لتطبيق القانون اتهم بالتستر على قتلة ، واصبح الفلتان الامني علنيا يقوده من رضع من ثدي الصهاينة بالتنسيق الأمني ضد المجاهدين .

الكثير من مجموعات الجرذان التي تحاول النيل من مقومات الشعب الفلسطيني ، من الفأر المتستر بالعائلات الفلسطينية الى فأر الإقصاء الوظيفي الذي عاد على بعض الوزارات وهو البديل الذي أخذ مكان الموافقة الامنية التي ألغتها حماس مع الايام الاولى التي استلمت فيها الحكومة الفلسطينية ، الى فأر النيل من المقاومة بمحاولة التقليل مما قدمته للمجتمع الفلسطيني ومما أنجزته في تطوير أسلحتها ،وفأر انتهاك روح القانون الفلسطيني .

رغم هذه الفئران يبقى الامل قائم وخاصة مع قيام حكومة الوحدة الفلسطينية وبالمخلصين من ابناء هذا الشعب للاستفادة من دروس التاريخ ، وعدم السلبية في التعاطي مع هذه الفئران وخاصة من قبل الصحفيين والإعلاميين فخطر هذه النيران يتهددهم ويتهدد ما ناضلوا من اجله طويلا وهي الحرية ، فسد مأرب انهار بفعل فأر ،وعمرو بن عامر لم يذكره التاريخ إلا بمثال الأنانية .!!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات