ننتقد المحاصصة ولكن!

لا يجادل حريصان على مصلحة البلد والشعب في أن المحاصصة الحزبية في المناصب العامة أمر كارثيّ ومدمّر، وهي وصفة مناسبة لليأس والاحباط إذا جرى ترسيخ تلك المحاصصة كسبيل وحيد -أو رئيسي على الأقل- في توزيع المناصب والمواقع العامة.
نفهم تماماً أن تكون هناك محاصصة في المناصب ذات الطبيعة السياسية الواضحة مثل الوزراء والسفراء، لكن أن يُعمم هذا النمط من التعامل مع المناصب العامة ليشمل ما هو دون ذلك بكثير، فهذا أمر يثير الحفيظة والغضب.
إنني ببساطة أتساءل ما هو مصير المواطن العادي الذي لا ينتمي إلى هذا الفصيل أو ذاك، لكنه ينتمي للوطن والقضية، وربما يكون انتماؤه أكثر صدقاً وإخلاصاً من كثير من مدّعي الوطنية؟! متى سيكون من حق هذا المواطن أن يحلم بمعاملة عادلة ومتساوية فيما يتعلق بالتعيين في المناصب والمواقع العامة؟! كيف ستُخلق عنده الحوافز والقناعة بأن الابداع في العمل والكفاءة والمهنية ستكون طريقه للنجاح والصعود، طالما أن هذه المعايير مجرد شعارات وحبر على ورق، وهي آخر ما يُؤخذ بعين الاعتبار عند التعيين والترقية؟!
ولكن مع كل ذلك، فإن الانصاف والموضوعية تقتضينا أن نتساءل عن بعض الأصوات والأقلام التي بدأت بإثارة هذا الموضوع مؤخراً لأسباب لا تتعلق بالحرص على الوطن والمواطن، وإنما لأسباب سياسية بحتة. وأن نتهمها بعدم المصداقية والموضوعية، والدليل أن تلك الأصوات والأقلام صمتت –في غالبيتها العظمى على الأقل- عن مأسسة وترسيخ الواسطة والمحسوبية كمعايير للتعيين لسنوات طويلة خلت، وصمتت طويلاً أيضاً عن القمع والإقصاء الوظيفي أيضاً لمعايير ليست مهنية، والآن بدأت تسن أقلامها وتطلق العنان لنفسها في انتقاد بعض الحالات المعدودة لحاجة في نفس يعقوب.
والأدهى والأمر أن بعض وسائل الإعلام تعاملت بانتقائية مع تقرير للبنك الدولي تناول الأداء الإداري والمالي للحكومة العاشرة السابقة، فغضت تلك الوسائل الطرف عن إشادة التقرير بالأداء المالي لتلك الحكومة وبشفافيته ووضوحه، لكنها بالمقابل ركزت على انتقاد التقرير لما اعتبره استمرار الحكومة العاشرة في نفس نهج التعيينات الحزبية التي اتبعتها الحكومات التسعة السابقة عليها، وهو انتقاد ردّت عليه تلك الحكومة، وتمثّل ذلك الرد في أن ما جرى من تعيينات لم يتجاوز الألف تعيين، وذلك إذا ما استثنينا القوة التنفيذية في غزة (5500 عنصر)، وتعيينات وزارتي التعليم والصحة (3500) موظف يشكلون الاحتياجات السنوية لهاتين الوزارتين الهامتين. وحتى من ضمن الألف موظف، فإن كثيرين عُيّنوا من خلال مسابقات أُعلن عنها في الصحف المحلية، ومن تابع هذه الصحف لاحظ ذلك بوضوح.
الحرص على المصلحة العامة يجب أن يكون مبدأً ثابتاً، وليس موسمياً، وهذا الحرص ينبغي أن يتجاوز الخطابات والشعارات إلى ترسيخه بآليات وإجراءات محددة، وهو الأمر الذي يحتاج إلى إرادات صادقة مع نفسها وشعبها!!!
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال يقتحم مجمع المدارس في حلحول ويشدد إجراءاته العسكرية في الأغوار
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من الطلبة بالاختناق، اليوم الأحد، جراء اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي منطقة مجمع المدارس في بلدة حلحول...

إصابة مواطنين برصاص الاحتلال في بنت جبيل جنوبي لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شخصان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، في بلدة مارون الراس الحدودية، قضاء بنت جبيل، جنوب لبنان....

حماس: الموقف العربي من حرب التجويع والإبادة لا يرقى لمستوى الجريمة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام شددت حركة "حماس" على أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جريمة حرب مركبة في غزة، باستخدامها التجويع سلاحا ضد...

السلطة تقطع رواتب عدد كبير من الأسرى في سجون الاحتلال
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام أقدمت السلطة على قطع رواتب عدد من الأسرى والأسيرات، والمحررين والمحررات، في خطوة أثارت استياء واسعًا في...

الأورومتوسطي: إسرائيل تقتل امرأة فلسطينية كل ساعة في قطاع غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل بالقصف المباشر على قطاع غزة ما معدله 21.3 امرأة...

الصحة تحذر من تسارع مؤشر النقص الحاد في الأرصدة الدوائية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وزارة الصحة من أن مؤشر النقص الحاد في الأرصدة الدوائية في "تسارع خطير"، فميا أفادت بأن مستشفيات القطاع استقبلت...

الأونروا تحذر من ضرر غير قابل للإصلاح مع إطالة أمد الحصار الإسرائيلي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن إطالة سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال المساعدات إلى...