الأحد 11/مايو/2025

أسرانا البواسل بين ألم السجن وأمل الحرية

رشيد ثابت

قدمت قلقيلية ورام الله وجنين والخليل في الأيام القليلة الماضية ثلة من الشباب المؤمن أسرى ينضمون لقوافل الأبطال في حبس الصهاينة؛ وعلى ما يثيره الأمر من حزن وأسى وغصة في قلبونا؛ فإننا نحمد الله عزوجل على أن اصطفى أهل هذه الأرض للدفاع عن المسجد الأقصى والمقدسات؛ واصطفى فيهم الحركة الإسلامية لتكون في طليعة حماة الديار؛ لا تبدل ولا تغير؛ وتمضي في مهمتها وواجبها الشرعي لا يخيفها عدوان الصهاينة؛ ولا يفتر في عزيمتها غدر الخونة؛ ولا يجعلها تركن للدنيا حكومة أو انتخابات أو جاه أو منصب!

في سجون الصهاينة أودعنا خيرة شبابنا؛ فهناك بعض قدامى الأسرى ممن جاهدوا حين كان النضال مستنكرا مستغربا؛ وحين كانت الراحة والقعود مشروعا سائدا وعاما للناس. هؤلاء الذين قاتلوا حين تولى الناس؛ وصمدوا حين فر الناس – هؤلاء هم أعلام كرام يجب أن يزينوا صحفنا ومجلاتنا ومحطاتنا التلفزيونية؛ طبعا؛ لو لم تكن موازين الإعلام في العالم العربي مختلة وخربة؛ ترفع الحقير وتضع الشريف الكبير! لكن هل يضر هؤلاء أن ينساهم السوقة ويذكرهم الله تعالى ان شاء الله عنده في الملأ الأعلى؟

إن رجاء المؤمن بالله لا ينقطع؛ وأملنا بالمقاومة كبير؛ وصفقة الإفراج عن أسرانا الكرام مقابل الذئب الأغبر ”شاليط“ لن تكون الا فاتحة للمزيد من الإفراجات بإذن الله. وهذه الصفقة وان تعثرت الآن كما جاء في آخر الأنباء؛ إلا أنها يوما ما ستمضي؛ رغم أنف يهود؛ وسينال فريق من أحبابنا من الإخوة والأخوات في حبس الصهاينة حريتهم ان شاء الله تحقيقا لا تعليقا!

وحين يحدث ذلك قريبا بإذن الله؛ سينزرع الأمل في قلوب كل من هم خلف القضبان؛ وفي أفئدة أهليهم معهم؛ أن المقاومة ان شاء الله هي كافل هذه القضية وحارس هذا الشعب الأمين؛ وأن من جاء بشاليط لن يكون عاجزا عن الإتيان بثان وثالث ورابع! وحين يحدث ذلك؛ ستنطلق المزيد من قوافل الحرية من عوفر وهداريم والنقب وكل معسكرات القهر الصهيوني الأخرى!

وستمضي كلمة الله ”كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله“ نبراسا وقانونا لا يتغير؛ وهاديا يذكر الصهاينة بخزيهم وعارهم؛ حين استطاع مجاهدون أبطال تحت الاحتلال أن يحفروا من تحتهم؛ ويخرجوا لهم موتا زؤاما من تحت الأرض؛ ويفضحوا كذبة قوة إسرائيل وأمريكا؛ والأقمار الصناعية التي ترى كل شيء؛ بل يشهدوا عليها أنها عميت فلم تر على مدى قرابة عشرة أشهر أي أثر أو دليل على وجود شاليط؛ وأين؟ في منطقة جغرافية محددة للغاية على هذه الأرض اسمها قطاع غزة!

فالحمدلله الذي وفق مجاهدنيا لأن يضعوا الصهاينة في نفس موقف جن سليمان عليه السلام؛ الذين تبجحوا أنهم يعلمون الغيب؛ فعاقبهم الله بأن أماته بين أيديهم؛ وأبقاهم ينظرون له على مدى عامين يظنون أنه يراقبهم في عملهم؛ مع أنه كان قد شبع موتا؛ ولم يسقط عن كرسيه إلا حين تآكلت عصاه بفعل دودة الأرض؛ ”فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين“. وقريبا إن شاء الله سيقع الصهاينة في المهانة وسيخرج أسرانا من سجونهم رغم أنف الاستكبار ورغم أنف العلو الصهيوني؛ وسيكون ذلك حسرة عليهم؛ وحسرة على من يطعن في المقاومة ويبخس في انجازاتها ويقلل من أهميتها؛ إن شاء الله تعالى – انه سميع قريب مجيب الدعاء. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات