ثقافة الديمقراطية الغائبة عند البعض: انتخابات الجامعات مثالاً

الديمقراطية ليست صناديق اقتراع وفرز نتائج فقط، إنما هي قبل ذلك ثقافة لا بد من استيعابها وتشربها. نقول ذلك في معرض التعقيب على ردود فعل طلبة ومؤيدي حركة فتح على نتائج الانتخابات الطلابية في جامعتي الخليل وبيرزيت، والتي أثبتت أن أنصار فتح لا زالوا يفتقدون ثقافة الديمقراطية وقبول الآخر، إذ أنهم لم ينشئوا على ذلك، ولم يستوعبوا بعد ظهور منافسين لهم يمكن أن يحلوا محلهم في المواقع المختلفة، وذلك رغم تعدد التجارب الانتخابية التي خاضها الشعب الفلسطيني أو قطاعات مختلفة منه لسنين طويلة.
ردود الفعل تلك وصلت لدرجة إطلاق النار داخل حرم الجامعات وخارجها، والاعتداء على المحتفلين بوسائل عديدة، وهو أمر غير مبرر وغير مفهوم على الإطلاق، ففي الانتخابات الطلابية تتنافس عدة كتل، أبرزها بالطبع تلك المؤيدة لحركتي حماس وفتح، واحتمال فوز كتلة حماس في أية انتخابات طلابية أمر متوقع وعادي جداً، بل إن كتلة حماس سيطرت في معظم السنوات الأخيرة على مجالس طلبة معظم الجامعات الفلسطينية، ومن الغريب أن فتح وطلبتها لا زالوا يستغربون ويستهجنون قيام زملائهم بانتخاب الكتلة المنافسة لهم.
تتضح الصورة أكثر عند مقارنة ما تقدم بردود فعل طلبة حماس عندما يخسرون انتخابات طلابية ما، كما حصل في الجامعة العربية الأمريكية في جنين، أو في أية جامعة أو موقع آخر، إذ يتقبلون الأمر بكل رحابة صدر وروح ديمقراطية واحترام لاختيارات زملائهم الطلبة.
ويزيد الألم والغضب أكثر عندما نعلم أن الوضع يصل إلى حد أن طلبة حماس يكتمون فرحتهم بفوز كتلتهم، وينسحبون من الجامعة التي يفوزون فيها، ولا ينظمون الاحتفالات التي هي حق طبيعي لهم، وذلك من باب تجنب الاحتكاك مع طلبة فتح، واتقاءً لشرهم عند ظهور النتائج بخسارتهم.
كل ما تقدم يوضح ما قلناه في أكثر من مناسبة بأن الاحتقان والاقتتال الداخلي الذي حصل بعد فوز حماس لم يكن بسبب صراع على السلطة بين حماس وفتح، كما حاول أن يصور ذلك من أرادوا خلط الأمور وتشويه الحقائق والأحداث. إن ما حصل لم يكن سوى تعبير عن الرفض المطلق لنتائج الانتخابات التشريعية، وللتسليم الحقيقي، وليس الشكلي، بهذه النتائج. وهو الرفض الذي تُرجم على أرض الواقع بتمرد مسلح للأجهزة الأمنية ولمسلحي فتح، وبعصيان وظيفي لموظفي فتح.
إن ترسيخ وتجذير ثقافة الديمقراطية وقبول الآخر مدخل ضروري لتعامل وطني راقٍ وسليم بين فصائل ومكونات الشعب الفلسطيني. تعامل يقوم على أساس النظر إلى مصالح الشعب الفلسطيني ومستقبله، لا أن يقوم على أساس مصالح حزبية وفئوية ضيقة، وعلى أساس نظرة تختزل الشعب والوطن والقضية في فصيل أو تنظيم!!
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأونروا: الاحتلال يحرم 550 طالباً في القدس من الوصول إلى مدارسهم
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أن سلطات الاحتلال تحرم 550 طالبا من...

قوات الاحتلال تواصل تصعيدها الميداني في مخيمي طولكرم ونور شمس
طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ 104 على التوالي، ولليوم الـ 91 على مخيم...

إصابة جنود إسرائيليين بصاروخ مضاد للدروع في حي الشجاعية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم السبت، بإصابة عدد من جنود جيش الاحتلال في قطاع غزة نيران المقاومة الفلسطينية. وقال...

جامعة كولومبيا تعلّق دراسة 65 طالبا احجوا ضد الإبادة في غزة
واشنطن - المركز الفسطيني للإعلام علقت جامعة كولومبيا دراسة 65 طالبا من "مؤيدي فلسطين" لمشاركتهم في احتجاج داخل المكتبة الرئيسية للجامعة يوم الأربعاء...

باكستان تطلق عملية “البنيان المرصوص” ضد الهند
إسلام أباد - المركز الفلسطيني للإعلام أطلقت باكستان فجر اليوم السبت، عملية عسكرية مضادة للهجمات العدوانية الهندية على أراضيها ومنشآتها العسكرية تحت...

لجنة أممية تحذر من خطر المجاعة والمرض على الفئات الهشة بغزة
جنيف - المركز الفلسطيني للإعلام قالت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري إن نفاد الغذاء في قطاع غزة، إلى جانب الدمار الواسع...

إصابتان برصاص الاحتلال وهجمات للمستوطنين في الضفة
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شاب فلسطيني برصاص الاحتلال في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، فجر السبت، في الضفة الغربية المحتلة، إثر اقتحام...