السبت 10/مايو/2025

قراءة في نتائج انتخابات جامعة بيرزيت

خالد معالي

تكمن أهمية الانتخابات التي جرت في جامعة بيرزيت يوم الأربعاء الموافق 4-4-2007، في عدة أمور:

على رأسها: أن الحديث هو عن جامعة بيرزيت التي تعد من كبرى الجامعات الفلسطينية وتشكل عينة 7000طالب وطالبة عينة حقيقة وليست كاستطلاعات الرأي المدفوعة الأجر ، ولهذه الجامعة دور مميز في انتفاضة الأقصى خصوصا وفي تاريخ النضال الفلسطيني بشكل عام، وهي بالعموم من أوائل الجامعات وأقدمها، وتأتي في ظل حرب إعلامية قوية ضد حركة حماس لا يعادل إعلام حماس 5% من قوة الضخ الإعلامي المهاجم ، وتأتي في ظل اصطفاف عربي ودولي وصهيوني وداخلي لثني حركة حماس عن برامجها وثوابتها ، و النتائج كالتالي:

نسبة الحسم 96 صوت ، الكتلة الإسلامية 2101 صوت، حركة الشبيبة 2002 صوت ، 99 فرق الأصوات بينهم ، القطب الطلابي 563 صوتا، جند الله 134 صوتا ، كتلة الشهيد عمر القاسم 62 صوتا ، كتلة اتحاد الطلبة التقدمية 61 صوتا ، كتلة التيار الوحدوي الطلابي 84 صوتا ، حيث كانت نسبة التصويت 80% ، وقد كانت هناك العديد من حالات الحزن بين صفوف الشبيبة حيث كانت ثقتهم عالية بالفوز ، وتم أطلاق النار من قبل بعد عناصر الشبيبة عندما بدأت الجماهير بالهتاف بمناسبة فوز الكتلة الإسلامية ، حيث كان إطلاق النار من جانب مجلس الطلبة ومن قرب نصب الشهداء ومن قرب قاعة كمال ناصر ، وكانت الأسلحة المستخدمة M16 ، وانسحبت الكتلة الإسلامية قبل ساعتين من إعلان النتائج بناء على نصيحة إدارة الجامعة بعدما وصلتها الأنباء عن وجود السلاح ، فانسحبوا لأجل عدم وقوع المحذور، وقد كانت النتائج لصالح حركة الشبيبة في البداية، حتى جاء فرز صناديق طلاب سنة الأولى حيث جاءت معظم الأصوات لصالح الكتلة الإسلامية والقطب الطلاب فرجحت الكفة ، يذكر أن الكتلة الإسلامية قد تراجعت مقعدا واحدا لصالح القطب الطلابي ، فيما كانت زيادة حركة الشبيبة على حساب المنبر الطلابي الذي حل نفسه هذا العام وانضم لحركة الشبيبة، أما مقعد كتلة عمر القاسم فقد ذهب للقطب الطلابي . مما يجعل النتائج مشابهة تقريبا للسنة الماضية ما عدا خسارة الكتلة الإسلامية لمقعد واحد.

قراءة النتائج

جامعة بيرزيت التي تحوي ما يقارب 7000طالب وطالبة، تتجاذبها مختلف أطياف الشعب الفلسطيني بحالة من التعددية النادرة في تفاعلها وليس فقط في وجودها، ورغم أن الجامعة كانت تعد من قبل معقلا تقليديا لمنظمة التحرير الفلسطينية و لحركة فتح واليسار تحديدا ، فقد كان الملاحظ منذ التسوية ومجرياتها تراجع حصة حركة فتح فيها بانتظام وفي كل انتخابات لصالح الكتلة الإسلامية المحسوبة على حماس ، إلا أن الفروق بين الكتلتين كانت بسيطة وزيادتها لصالح الكتلة كانت منتظمة ، والملاحظ أن الكتلة تراجعت مقعدا واحدا في ظل الحصار الخانق والحديث المشوه الذي يقصدها عن عدم قدرتها على إدارة أمور الشعب الفلسطيني وفشلها في الحكومة مما يعني فشل وسقوط كل الادعاءات لتشويه حركة حماس فتراجع بنسبة 3% لا يقاس بفشل وتبقى نسبة لا تذكر ، زيادة على ما ذكر تأتي أهمية رصد هذه الانتخابات في ظل مفارقتين يجب رصدهما خاصة أننا نتحدث عن قطاعات طلابية تضم في جنباتها الطليعة المثقفة والتغييرية في المجتمع :

الأولى : ، أن مهمات التحرير والتغيير متكاملة وليست متناقضة أو حتى متعارضة، بهدفها وبمسار دمائها هو رهن حالة ثقة تعززها إجراءات الانتخابات والديموقراطية في إطار الشورى والحرية، لأن الإنسان الواثق من خياراته والمختار لها هو الأقدر على الاستمرار في المواجهة معززاً بالوعي والصمود معا وهذا ما رسخته حركة حماسً، وتأسيساً على ما ذكرت كان من الواجب الوقوف جيداً ورصد ما يمكن أن تعزز عنه أول تجربة انتخابية في ظل ادعاءات بتراجع حركة حماس وفشلها والذي ثبت عدم صحته بالدليل في أعرق الجامعات الفلسطينية والتي تحوي مسلمين ومسيحيين. هذا يعني أن طريق حركة حماس يلقى قبولا لدى الشارع من تغيير مع مقاومة وأنها لم تفشل فيما تطرحه في هذا الجانب.

ثانيا : تأتي الانتخابات بعد تجربة حركة حماس في الحكم والتي لم تستطع عمل الكثير في تلك التجربة ، ولم يحاسبها شعبها على عدم قدرتها على عمل الكثير لإدراكه ووعيه أن الفرصة لم تتاح لحماس بفعل الحصار الذي لم يسبق له مثيل في الدول أو الحركات وهذا يدل على وعي متطور لدى أفراد الشعب الفلسطيني بالظروف المحيطة بحركة حماس وهو يكافئها بالوقوف إلى جانبها كرمز للعزة والكرامة والحفاظ على الثوابت رغم الجوع .

البعد الخارجي لما حدث:

1- المؤشر السياسي :فما حدث في جامعة بير زيت يعتبر مؤشرا نوعيا لقبول خيار حماس وما يعني من نهج سياسي يعتمد على استراتيجية المزاوجة “يد تبني ويد تقاوم “المقاومة والحكم معا … دليل واضح على تأييد لهذا النهج مع انه تعثر في بداية تطبيقه في الحكومة التي شكلتها حركة حماس بفعل قوى داخلية وخارجية ، وهذا يعني أن ثمة وعياً وذكاءً سياسياً عالياً لدى الشعب الفلسطيني لا يمكن الاستهانة به .

2- المؤشر الفكري : تدل هذه الانتخابات على أن قضية احترام والتزام لم تؤثر في سير ومسيرة حركة حماس ، لوجود حالة من الوعي الفكري لدى الشعب الفلسطيني لحقيقة وجوهر حركة حماس التي دفعت قادتها ثمن الثبات على أفكارها ومبادئها ، وان اتفاق مكة كان موفقا في قبوله لدى الشعب الفلسطيني .

3- المؤشر النضالي : بقي الشعب الفلسطيني مؤمنا أن حركة حماس لم تتخل عن النضال كما يتم الترويج لهذا الأمر من خلال خصومها ، فعملية شاليط حاضرة في الأذهان والاعتقالات متواصلة في صفوف حماس ، والتحضيرات للهجوم على غزة بسبب حماس لا تغيب عن الفرد الفلسطيني الواعي لما يدور حوله مما يعني أن ألسن المزاودين لم تلق قبولا يذكر.

في الختام تشير نتائج انتخابات جامعة بير زيت إلى أن حركة حماس كانت موفقه في نهجها وخوضها الانتخابات التشريعية وتشكيلها للحكومة ولاحقا لحكومة الوحدة ، والدليل على ذلك مؤشر النتائج للانتخابات في بير زيت وجامعة الخليل … ، ترى ماذا لو أتيح لحركة حماس عشر ما أتيح لحركة فتح من دعم مادي وسياسي ودعم وعربي ودولي

أثناء وجودها في الحكم…. ؟! نترك الإجابة للقارئ …..

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات