هل أتاك قًسَمُ حماس ؟

حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ، تعاهد الله ،وتقسم بين يديه للشعب في بيانها المؤرخ 4/4/2007م، أن لا تحيد عن الدرب ،وأن لا تقيل ولا تستقيل من العض على الثوابت بالنواجذ؛ والإصرار على مقاومة العدو، والمضي في طريق التغيير والإصلاح حتى يقضي الله وعدا بنصره لعباده وإعزاز أوليائه، قسم يغوص في اعماقنا وأعماق التاريخ معا ويشرع ابواب المستقبل الفلسطيني نحو الغد الأفضل ، يأخذ ثباته ووضوح الرؤية والهدف من قسم حامل دعوة التوحيد عليه افضل الصلاة وأتم التسليم ، عندما اجتمعت قريش ووسطت عمه لثنيه عن دعوته فكان جوابه عليه الصلاة والسلام لعمه “والله يا عم، لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري، على أن أترك هذا الدين ما تركته، حتى يظهره الله على الدين كله أو أهلك دونه” يأتي قسم حماس بمناسبة فوزها في انتخابات جامعة بير زيت والخليل.
يكتسب هذا القسم أهمية بالغة لتزامنه مع احداث تاريخية مرت على القضية الفلسطينية، ربطت الارض بالانسان والروح بقدسية هذه الارض ،فهو من جهة يتزامن مع ذكرى المولد النبوي الشريف ويوم الارض ،ومع اسبوع الشهداء والذكرى الخامسة لمجزرة مخيم جنين ،مخيم البطولة والفداء والتضحية ،المجزرة التي ارتكبتها قوات الغدر الصهيوني ضد الأبرياء الآمنين ، فيأتي القسم متضمنا كل المعاني الكامنة في هذه المناسبات معا ،ووفاء لكل قطرة دم سقطت على ارض فلسطين الطاهرة .
قسم لو سمعه الفرنجة قديما لما غزت جيوشهم ارضا مسلمة ،ولو عقله بنو صهيون حديثا لما تمادوا في غيهم ،ولو لامس افهام المرجفين الموات لدبت الحياة في عروقهم .
يتوالى الاجرام الصهيوني على ارض الواقع الفلسطيني من القتل والتشريد والاعتقال اليومي،وفرض سياسة الامر الواقع ، ويشغل اولمرت وليفني العالم بمحاولاته تمرير سياسة التنازلات على الأنظمة العربية بسلام يفصله على مقاس المصالح الصهيونية ، فهذا السلام الذي يفهمه الكيان الصهيوني ، فكان لا بد لحماس من التأكيد على الثوابت الفلسطينية ،ولتوجيه عدة رسائل ،للفلسطيني أينما كان ،في ارض الوطن أو للقابضين على امل العودة الى تراب هذا الوطن ، وللمحيط ،وللعالم بأسره ، رسالة بحد السكين تقطع كل الألسنة التي اندلعت للتشكيك بحماس
يجدر بكل فلسطيني الوقوف على الظروف التي جاء بهذا القسم ليتبين الغث من السمين ،ولكي لا يحشر حماس عنوة في تجارب الاخرين،ومع هذا الحشر القسري يقف منها موقف الحذر ،موقف تغيب معه الحكمة فيقع الحق منه موقع الباطل عليها ،وخير ما استشهد به مصطلح ((لا لصكوك الغفران))الذي سارع البعض للتشبث به ،فهو وإن كان مبررا لما لحق بالقضية من الآخرين وإن كان حقا إلا أنه يقع موقع الباطل على من لم يُجرح عمله ليطلب صكوك غفران!!
بنظرة سريعة على هذه الظروف لا بد وللمرء أن يلمح مدى بلاغة التعقيد الذي يحيط بالقضية ، متمثلة بعنجهية أمريكية تستمر في الحصار الغاشم الذي فرضته على الشعب ، متحالفة مع صور من الانفلات الامني تتجدد من حين لآخر، وتخبط اقليمي واضح في عدم القدرة على قراءة واقع جديد بدأ يتبلور ناتج عن عدم تحقيق أي هدف أمريكي في العراق ، والقمة العربية وما تطرقت له المبادرة العربية ،وسعي الكيان الصهيوني عن طريق امريكا لتكون المبادرة تطبيعا وتنازلا عن حق العودة .
مع أن الظروف مثالية لانتهاج سياسة التبرير، إلا أنه عندما وجدت حماس أن المحيط يغري بخلط الحابل بالنابل ، وهناك تكثيف لسياسة قائمة على محاولة انتزاع تنازل من الفلسطيني لينفرط عقد التنازلات جميعها ، لم تلتفت لسياسة التبرير وجاء القسم ليبقي على البوصلة مضبوطة على توجهها الصحيح .
يأتي القسم ليعلن للفلسطيني بما لا يدع مجالا للشك بأنه قد تتبدل الاولويات ولكن لن تتغير الاهداف ، قد يتغير تكتيك المعركة بما تمليه الظروف او لاستكمال مقومات هذه المعركة او لانتشال القضية من وجه الاعاصير لكن تبقى الثوابت مقدسة ، قسم ينقشع معه دخان تدليس الإعلام الصهيو امريكي ، ودخان اعلام الردح ، قسم جعل صرخاتهم في وديان بلا صدى ،ويؤكد أن خيار المقاومة خيار استراتيجي لا يمكن التنازل عنه بأي حال ، قسم يؤكد بأن حماس لن تكون سخرية التاريخ بتنازلها عن هذا الحق ، وستبقى القائمة والمنافحة عن هذا الحق لعودة كل فلسطيني إلى دياره ، ونيل كامل حقوقه غير منقوصة .
لأن الشيء بالشيء يذكر ، تتمحور الكتابات العربية في هذه المرحلة على حق العودة فقط ، وبنفس الوقت تذكر هذه الكتابات بضرورة الثبات على كل الحقوق الفلسطينية ، فأين سقط التعويض المقرون بحق العودة ، فحق الفلسطيني هو العودة الى دياره التي أخرج منها والتعويض معا ؟!!
تبقى رسالة إلى أولئك الذين جلسوا خارج التاريخ ،تبول عليهم إذاعات الردح والذين نثروا هذا البول على المحيط بنجاسته ورائحته التي تزكم الأنوف ، فمنهم من نخر سوس الانتظار عظم ساقه ، وباتت كل حركة في المحيط تخيفه فيسارع يمد يده ليتحسس عميانه من حوله ،فوجد ضالته بالنيل من حماس على حركتها ، اما الآخر والذي تغول في الدماء الآمنة ،دماء الأبرياء ، فتحديد وتنظيم الأهداف يقلقه ، فلذلك لا بد من الفوضى وإشاعتها في المحيط لتكون عنوان الجميع ، وصلتهم الرسالة وكانت بحد السكين قطعت ألسنتهم واعادتها الى جحورها !!
بعد هذا القسم ومع إبقاء حماس على المحافظة على الثوابت الفلسطينية والحقوق فمن حقها الطبيعي ان يقوم الفلسطيني في الداخل وفي الشتات بالواجبات تجاهها لتكتمل الحلقة وتستعصي على الأعداء.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأونروا: الاحتلال يحرم 550 طالباً في القدس من الوصول إلى مدارسهم
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أن سلطات الاحتلال تحرم 550 طالبا من...

قوات الاحتلال تواصل تصعيدها الميداني في مخيمي طولكرم ونور شمس
طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ 104 على التوالي، ولليوم الـ 91 على مخيم...

إصابة جنود إسرائيليين بصاروخ مضاد للدروع في حي الشجاعية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم السبت، بإصابة عدد من جنود جيش الاحتلال في قطاع غزة نيران المقاومة الفلسطينية. وقال...

جامعة كولومبيا تعلّق دراسة 65 طالبا احجوا ضد الإبادة في غزة
واشنطن - المركز الفسطيني للإعلام علقت جامعة كولومبيا دراسة 65 طالبا من "مؤيدي فلسطين" لمشاركتهم في احتجاج داخل المكتبة الرئيسية للجامعة يوم الأربعاء...

باكستان تطلق عملية “البنيان المرصوص” ضد الهند
إسلام أباد - المركز الفلسطيني للإعلام أطلقت باكستان فجر اليوم السبت، عملية عسكرية مضادة للهجمات العدوانية الهندية على أراضيها ومنشآتها العسكرية تحت...

لجنة أممية تحذر من خطر المجاعة والمرض على الفئات الهشة بغزة
جنيف - المركز الفلسطيني للإعلام قالت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري إن نفاد الغذاء في قطاع غزة، إلى جانب الدمار الواسع...

إصابتان برصاص الاحتلال وهجمات للمستوطنين في الضفة
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شاب فلسطيني برصاص الاحتلال في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، فجر السبت، في الضفة الغربية المحتلة، إثر اقتحام...