السبت 29/يونيو/2024

تحذير من تصاعد الهجمة الإسرائيلية على القدس خلال الشهر الجاري

تحذير من تصاعد الهجمة الإسرائيلية على القدس خلال الشهر الجاري
نبهت الجبهة الإسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات اليوم، من أن شهر نيسان-ابريل الجاري مرشح لبدء مرحلة جديدة من الاعتداءات الإسرائيلية على القدس المحتلة، خصوصا في محيط المسجد الأقصى المبارك.
وأوضح التقرير الذي تلاه د.حسن خاطر منسق الجبهة الإسلامية المسيحية في مؤتمر صحفي عقد في رام الله، لمناسبة مرور شهر على تأسيسها أن احتمالات التصعيد تتمثل في احتمال قيام جماعات دينية يهودية متطرفة بتقديم القرابين في ساحات الأقصى.

واوضح ان مجموعة من الحاخامات اليهود من رؤساء ما يسمى بـ”مجلس الشريعة اليهودية”، الـمعروف “السنهدرين”، تقدمت بطلب للحكومة الإسرائيلية للسماح لهم بالصلاة داخل الـمسجد الأقصى، وتقديم القرابين بمناسبة”عيد الفصح” اليهودي.

وعرض التقرير واقع القدس و المقدسات الإسلامية والمسيحية، خلال شهر آذار- مارس المنصرم وشرح الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك.
كما تضمن أيضا ملخصات حول الفعاليات المتعددة التي تمت خلال هذه الفترة من قبل المؤسسات والشخصيات المدافعة عن هوية القدس ومقدساتها، إضافة إلى التنبيه إلى الأخطار المحتملة خلال الأسابيع القادمة.

فعلى صعيد الاعتداءات الإسرائيلية، كشف التقرير إن سلطات الاحتلال ضاعفت خلال هذا الشهر من إجراءاتها وحواجزها حول القدس والمقدسات، فإضافة إلى الجدار العنصري والحواجز الثابتة أقامت أيضا الكثير من الحواجز داخل حدود القدس واتخذت العديد من الإجراءات في الشوارع وحول البلدة القديمة وفي طرقاتها وأزقتها وعلى مداخل الأقصى والمباني المطلة عليه، وفي بعض الطرقات المؤدية إلى الكنائس، مما فاقم في معاناة المقدسيين، وحول حياتهم الصعبة أصلا إلى جحيم لا يطاق، ورغم أن هذه الإجراءات الظالمة وغير المسبوقة تهدف إلى حرمان الفلسطينيين من الوصول إلى مقدساتهم ومنعهم من التصدي لأعمال الهدم والحفر والتخريب التي تقوم بها سلطات الاحتلال منذ شهرين في باب النبي محمد المشهور بباب المغاربة، إلا أن هذه الإجراءات تهدف أيضا إلى تيئيس وتهجير المقدسيين كهدف استراتيجي للاحتلال.

وأكد التقرير كذلك استمرار الحفريات الإسرائيلية في محيط باب النبي محمد (المغاربة)، حيث تبين أن المعدات والجرافات تعمل خلال الليل، وفي النهار يستأنف العمل اليدوي بحجة البحث عن آثار في أكوام الركام التي تهدمها أو تحفرها الجرافات في الليل، وقد أكد التقرير أيضا أن سلطات الاحتلال تقوم بإلقاء الأتربة والحجارة والبقايا الناجمة عن إعمال الحفر في أحد مكبات النفاية الخاصة ببلدية القدس ومستعمرة معالي أدوميم.

ومعلوم أن المكان الذي تستهدفه سلطات الاحتلال بالحفر والهدم هو واحد من ابرز وأهم معالم الأقصى المبارك، ويتضمن العديد من الآثار والمباني التي تعود إلى عهود إسلامية مختلفة، وهذا يشكل تخريبا متعمدا لهذه الأماكن وطمسا لهوية هذه المعالم.
وقد لوحظ أيضا من خلال التقرير استمرار عمليات الحفر والتنقيب والعبث بالمعالم والمقدسات في أكثر من مكان في محيط الأقصى والبلدة القديمة وخارجها.

وبين التقرير أن الاعتداءات الإسرائيلية مستمرة على مدينة القدس، وان دولة الاحتلال بدأت – على ما يبدو- تستهدف التجمعات السكانية العربية في المدينة بهدف زعزعتها وزيادة الضغط عليها، فبعد أن فرغت من توجيه أطماع المستوطنين نحو الجهة الجنوبية الشرقية إلى سلوان تحت عنوان “الحوض المقدس “، ها هي في منتصف هذا الشهر توجه الأطماع نحو الشمال إلى شعفاط، تحت عنوان “اكتشاف آثار قرية يهودية “، حيث بدأت أعمال الحفر والتنقيب على أشدها، والتقرير يربط بين ما يجري من إعمال حفر في الأقصى وفي سلوان وفي شعفاط وأيضا ما كان قد أعلن عنه قبل أسابيع حول اكتشاف قبر جماعي في مغارة في تلبيوت خارج البلدة القديمة، حيث زعمت جهات إسرائيلية انه يضم رفات السيد المسيح عليه السلام وعائلته، ويتضح من التقرير أن سلطات الاحتلال باتت توظف علم الآثار كسلاح يمكن بواسطته زعزعة الشرعية الدينية والتاريخية والسكانية لمدينة القدس العربية، مما يسهل تهويدها وتفريغها من أهلها المسلمين والمسيحيين.

سجل التقرير أيضا سقوط أربعة شهداء مقدسيين ابتداء من شباط، وهدم العديد من منازل المواطنين المقدسيين تحت ذرائع مختلفة، كما قامت سلطات الاحتلال بتوزيع عشرات الإنذارات بهدم مبانيٍٍ أخرى في الأيام والأسابيع القادمة، وفرضت غرامات باهظة على العديد من أصحاب المباني التي هدمت، وفي المقابل شهدت المدينة حركة استيطانية نشطة، استهدفت عددا من المباني في البلدة القديمة ومحيطها، إضافة إلى رصد مبلغ مائعة مليون شيقل لتطوير وتوسيع مقبرة اليهود الواقعة على جبل الزيتون، والشروع في مصادرة أكثر من 800 دونم من أراضي العيزرية والطور لأغراض استيطانية تتعلق بشق الطرق وعزل وإضعاف البلدات العربية الملاصقة للقدس، ولم يغفل التقرير التحضيرات المتواصلة والخطيرة لإقامة مستوطنة جديدة فوق أراضي قلنديا بين القدس ورام الله، مما يعني استكمال الطوق الاستيطاني الدائري حول القدس.

ويعرض التقرير لتفصيلات عديدة تتعلق بإحكام الحصار حول القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ففي الوقت الذي منعت فيه سلطات الاحتلال سكان الضفة الغربية وغزة من الوصول إلى القدس، بدأت تستهدف حتى الشخصيات الدينية الرمزية وكذلك الشخصيات الرسمية التي تضطلع بمسؤوليات مباشرة داخل القدس والمقدسات، ويأتي ضمن هذا السياق اعتقال الشيخ تيسير التميمي وتقديمه للمحاكمة، والتضييق المستمر على المطران عطا لله حنا وتأخيره على الحواجز العسكرية، واعتقال الشيخ رائد صلاح وإبعاده عن الأقصى، وعدم السماح لوفد منظمة المؤتمر الإسلامي بزيارة القدس ومعاينة الحفريات، ومنع المهندس رائف نجم من الإطلاع على حقيقة ما يجري تحت الأقصى، ومنع الداعية الإسلامي الأمريكي د.إحسان الخطيب من الوصول إلى القدس وإرجاعه عن جسر أللنبي، إضافة إلى منع العديد من الشخصيات الوطنية والدينية الأخرى، مما يؤكد استمرار وتمادي سلطات الاحتلال في سياستها نحو عزل القدس والمقدسات عن غير اليهود.

إما على صعيد المقدسات المسيحية في المدينة، فهي عموما تعاني مما تعاني منه المقدسات الإسلامية بسبب الجدار والإغلاق وسياسة العزل المستمرة للمدينة، إلا أن التقرير وقف أمام الكثير من الحقائق الجريئة والخطيرة التي كشف عنها سيادة المطران الدكتور عطا لله حنا بخصوص المصير المجهول الذي ما زال يعتري أوقاف باب الخليل، وقلق سيادته من استمرار الظروف التي كانت سائدة في الكنيسة أيام تلك الصفقة، وتخوفه الشديد من أن يؤدي استمرار هذه الآفات والأوضاع داخل الكنيسة إلى إنتاج صفقات مشابهة هنا أو هناك ربما تكون أكبر وأكثر خطورة مما تم الكشف عنه حتى الآن.

كما رصد التقرير أيضا التحرك الخجول للجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي واليونسكو والبعثة الفنية التركية وبعض الجهات العربية والإسلامية في ردها على استمرار الاعتداءات والحفريات الإسرائيلية تحت الأقصى وحوله، رغم التحذيرات والإنذارات وخطورة المعلومات والتقارير التي كشفت أدق التفاصيل المتعلقة بهذه الاعتداءات مدعمة بالصور والخرائط.

أما بخصوص مؤتمر القمة العربي الذي اختتم أعماله في الرياض في أواخر هذا الشهر، فقد وقف التقرير مع التوصيات الأساسية التي خرج بها القادة بخصوص القدس والمقدسات، فالقمة أدانت أعمال الحفر الإسرائيلية أسفل المسجد الأقصى وفي محيطه، ودعت المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية ولا سيما منظمة اليونسكو إلى تحمل مسؤولياتها في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية!.
وشددت القمة على عروبة القدس ورفض جميع الإجراءات الإسرائيلية غير الشرعية التي تستهدف تهويد المدينة وضمها.

وتحدث خلال المؤتمر الصحفي الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين أن تواصل الحفريات الإسرائيلية في محيط المسجد الأقصى المبارك يهدد أساسات الأقصى ويهدد الوجود الإسلامي في القدس، ويهدف إلى إيجاد هيمنة إسرائيلية على المسجد.

وأضاف أن الأقصى يتعرض لخطر كبير جدا من المتطرفين الإسرائيليين الذين يريدون الاستيلاء على الساحة الجنوبية منه، بهدف الصلاة فيها والبدء في إقامة هيكلهم المزعوم.
إلى ذلك دعا الأب عطا الله رئيس أساقفة سبسطية، المسلمين والمسيحيين إلى شد الرحال إلى القدس المحتلة والتواجد بكثافة في محيط المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة، وإحياء عيد الفصح المسيحي.
وطالب خالد مهنا من الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني بدعم صمود المقدسيين في وجه الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات