الجمعة 09/مايو/2025

أذرع الأخطبوط الصهيوني في وسائل الإعلام العالمية ( 8 )

أذرع الأخطبوط الصهيوني في وسائل الإعلام العالمية ( 8 )
عندما أصبحت قضية التايمز قضية شعبية تستحوذ على اهتمام الشعب البريطاني ،الأسترالي الجنسية روبرت ميردوخ صاحب شركة “نيوزإنترناشيونال” ليمثل دور مبعوث العناية الآلهية لأنقاذ “التايمز” ، معلنا استعداده لشراء التايمز ، وتحمل جميع خسائرها المتوقعة والتي قد تصل إلى 45 مليون دولار أمريكي .

برز اليهودي
وتمت الصفقة ، وحقق اليهود مطامعهم القديمة ، وأصبحوا يمتلكون صحيفة “التايمز” لا يشاركهم فيها أحد ، وطفق البريطانيون يلهجون بالثناء على “اليهودي” الذي “أنقذ” التايمز من خطر الأفول الأبدي ، وغاب عنهم أن شراء ميردوخ لصحيفة التايمز ، وشقيقتها الصغرى “الصنداي تايمز” إنما يكرِّس السيطرة الصهيونية على شارع الصحافة البريطانية “ذي فليت ستريت”.
ويمتلك روبرت ميردوخ ، بالإضافة إلى صحيفتي التايمز والصنداي تايمز ، ثلاثة مجلات بريطانية اخرى ، احداها مجلة الشمس (صن) ، وهي مجلة إباحية داعرة توزع اكثر من 3.7 مليون نسخة أسبوعيا ، والأخرى هي مجلة نيوزاوف ذي الورلد (أبناء العالم) ، وهي مجلة إباحية داعرة توزع حوالي أربعة ملايين نسخة أسبوعيا ، و الثالثة هي مجلة سيتي ماغازين، كما وانه يمتلك صحيفة أقليمية أسمها “بيروز” .
ولا يقتصر نشاط ميردوخ الإعلامي على بريطانيا ، فهو يمتلك عدة صحف ومجلات في استراليا ، وكندا ن وفي الولايات المتحدة يمتلك ميردوخ صحيفة نيويورك بوست ومجلة ستار ومجلة ذي نيوزويك ماغازين ، ولعل هذا اليهودي يعطي مثلا واضحاً بجسد ادراك اليهود لأهمية الاعلام العالمي ومحاولاتهم المستمرة لأحكام السيطرة الصهيونية عليها في جميع أنحاء العالم.
ولعل أثرياء العرب ، وشيوخ نفطهم ، يتشبهون بهذا اليهودي ، فيخصصون جزءا من اموالهم التي يهدرونها في مواخير لندن وباريس ولاس فيغاس ، لأستثمارها في ميدان الاعلام العالمي ، لكي لا يبقى الميدان خاليا لليهود يصولون فيه ويجولون كما يريدون.
وحين يسيطر اليهود على صحيفة كصحيفة التايمز اللندنية ، فأن ذلك يعني انهم يملكون القوة المؤثرة على الطبقة الراقية التي بيدها مفاتيح النشاطات السياسية والمالية والاقتصادية في المجتمع البريطاني ، فقراء التايمز هم من رجالات المال والأعمال والسياسة والدين ولا يقتصر تأثيرها على هؤلاء ، بل يمتد إلى العديد من رجالات السياسة والمال والأعمال والدين في معظم البلدان الأوربية ، وفي أمريكا ذاتها.
وينبغي الإشارة إلى ان روبرت ميردوخ ، خريج جامعة اكسفورد ، اللندنية ، كان قد حاول في عام 1975م شراء صحيفة “الابزيرفور” التي كانت في فترة سابقة مملوكة لليهودي بيري تروشين ، والتي لا تزال بوقا من الابواق المتعاطفة مع الصهيونية والمعادية للأسلام والمسلمين ، وكمثال على عدواتها للإسلام نشير إلى مقال رئيسي نشرته الابزيرفور في 15/10/1981 بعنوان “جيل التطرف في الشرق الأوسط، استعداد للقتل وللموت” وقد امتلأ المقال بالتحريض على الحركة الإسلامية الجادة وجاء فيه ما يلي :
“أو انعكست الأوضاع بشكل ما ووضعت أقدار الشرق الأوسط في أيدي رجال كهؤلاء الذين قتلوا أنور السادات من المتطرفين المسلمين ن فأن المجتمع العربي سيغوص في ظلام بهيم ، وأم اكثر كا يخيف في هؤلاء المتطرفين المسلمين هو انتشارهم الواسع ، وتحديهم للسلطات في كل دولة من دول الشرق الأوسط ، وصدقهم في التعبير عن شعور خاص لدى الجماهير ، وهناك صفة خاصة يتميز بها المتطرفون المسلمون وهي حبهم للعنف والاستعداد للقتل والموت في آن واحد”.
لكن ميردوخ أصطدم بمعارضة شديدة من أصحاب المؤسسات الصحفية البريطانية ، وساندهم في معارضتهم عدد كبير من أعضاء مجلس العموم ، وكان ميردوخ ، ولا يزال حتى اليوم ، يعلن صراحة عن عزمه على شراء صحيفة “لندن ديلي اكسبرس ” لينتقم من رئيس تحريرها الذي كان قد طرده من العمل في الصحيفة أبان دراسته الجامعية في اكسفورد .
( يتبع بإذن الله عزَّ وجلَّ )

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات