الجمعة 09/مايو/2025

خيبة المستشارين في قصر الرئاسة في فلسطين

أحمد الفلو

كنا نسمع في الأمثال ( ما خاب من استشار ) ونصدق ما نسمع إلى أن تم توقيع اتفاقات أوسلو و من بعدها تم إنشاء السلطة الفلسطينية العتيدة وأصبح لدينا رئيس لديه مستشارون عددهم خمس وخمسون ولهم مسميات وألقاب يصعب حتى على أهل المراسم والبروتوكول والسياسة في الدول العظمى و كذلك الصغرى حصرها و معرفة طبيعة عمل شاغليها ولكن المؤكد أن عدد مستشاري الرئيس الفلسطيني الأول أكبر من عدد مستشاري الرئيس الأمريكي أو الصيني ولكن ربما الآن وفي عهد الرئيس عباس تقلص هذا العدد .

ولكن المشكلة لدينا ليست في العدد الهائل للمستشارين فحسب بل في كيفية تعيينهم والأسس التي بموجبها يتم اختيار المستشارين ولعلنا نستطيع استكشاف تلك الأسس والمعايير مع أن الكشف عن ذلك ربما يكون محرجاً لمن يهمهم الأمر .

من المؤكد أن المعيار الأول في نظر الرئاسة هو أن يكون المستشار له خبرة وتاريخ طويل في مسح أحذية القادة الإسرائيليين مثل إطلاق مبادرات التعاون الأمني والتودد للصهاينة خلال ارتكابهم للمجازر بحق شعبنا والرقص فوق جثث شهدائنا وجراح قتلانا مثلما فعل المستشار السياسي الفذ نمر حماد أو تقديم الخدمات التطوعية لجيش الاحتلال من خلال الوقوف في وجه المقاومة و تسهيل المهام العسكرية للعدو بهدف القضاء على المجاهدين وتسخير الأجهزة الأمنية للقيام بمهام الذبح والسلخ نيابة عن العدو وليس ببعيد عنا ما فعله المستشار الأمني للرئيس المدعو دحلان.

وما زلنا في استكشاف المعيار الأول لاختيار صاحب المعالي المستشار حيث يكون المستشار نكرة ولا يفهم سوى في أساليب إثارة الفتن والحروب الأهلية وهؤلاء يعج بهم قصر عباس من أمثال ياسر عبد ربه وصائب عريقات وقد عرفتهم الجماهير الفلسطينية من خلال نفخهم في كير الاقتتال الداخلي الفلسطيني و لا يمكن أن ننسى الأيادي السوداء للمستشار الإعلامي لفخامة الرئيس نبيل عمرو وهو يستعرض لنا مواهبه الكوميدية الفائقة في تبرئة العدو الإسرائيلي من الجرائم الوحشية و إلقاء اللوم على حماس التي سببت الحصار .

أما المعيار الثاني في اختيار هؤلاء الخائبين فهو أنهم أهل خبرة في مجال اللصوصية و مقتدرون مادياً جمعوا الأموال الطائلة في فترة تفرغهم الوظيفي في أجهزة منظمة التحرير أو حركة فتح وفي السفارات الفلسطينية وحيث أن هؤلاء بعد الانتخابات التشريعية أحسوا بأن منابع النهب والاختلاس قد جفَّت وأن يد الرقابة والنزاهة في المجلس التشريعي الجديد سوف تطالهم وتحاسبهم فلجأوا إلى قصر الرئاسة الذي قام بتعيينهم في مناصب استشارية بعيداً عن المحاسبة وحماية لهم من يد العدالة ومازال الكثير من هؤلاء يتمتعون بمزايا السلك الدبلوماسي ويرتعون في سفارات وممثليات فلسطين في الخارج وفي الوزارات والمناصب وينهلون من الرواتب المرتفعة والسكن الفاخر والمشاريع التجارية الخاصة وكل هذا على حساب الشعب الفلسطيني وأمواله دونما تقديم أي خدمة لأبناء شعبنا في الشتات أو في الداخل .

وبالنسبة للمعيار الثالث فإن القاعدة المشتركة في تعيين أهل الخيبة هؤلاء فهو ببساطة مدى الولاء لقصر الرئاسة وللمجموعة الفاسدة المهيمنة وهذا الولاء عادة ما يكون بدوافع مصلحية صرفة تهدف إلى إبقاء هذا المستشار أو ذاك في منصبه حيث يعرف نفسه ويعرف مدى تخلفه وقصوره وأنه لن يجد عملاً آخر في حال طرده من منصبه .

إن إصرار الرئاسة الفلسطينية على الاستمرار في هذا النهج واستبعاد الكفاءات المؤهلة والمخلصة لفلسطين الأرض والشعب واحتكار تلك المناصب الرفيعة بيد هؤلاء اللصوص والجهلة الذين يمتصون دم الشعب ويتطفلون على دماء فلسطين ليعيشوا هم ويقتلوها هي، ما هو إلا تعطيل وعرقلة للمسيرة الوطنية الفلسطينية.الجهادية الباسلة، ولابد من إزالة هؤلاء الذين يشكلون عبئاً بل عاراً على قضيتنا .

إن قضيتنا الفلسطينية المقدسة تحتاج في حدها الأدنى إلى رجال مخلصين وشرفاء يملكون الوعي والعقيدة رجال تستمد مسيرتنا الجهادية وقودها من دمائهم يبذلون لها كل ما لديهم لتعيش هي رجال يعتبرون القيادة مسؤولية وواجبا، يقدمون له ولا يأخذون منه وعلى الرئيس عباس أن يفهم هذا إن لم يكن قد فهمه بعد .

إن شعبنا الآن يشعر بالمرارة والغضب نتيجة الخيبات المتكررة لهؤلاء المستشارين وعلى الرئيس عباس أن يتحمل الأمانة التاريخية و يتخلص من هؤلاء المرتزقة الذي يعرضون قضيتنا للبيع والشراء في المزاد الأمريكي الصهيوني قبل أن يصبحوا وباءً قاتلاً في الغد .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...