عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

أم النصر البدوية منطقة منكوبة في انتظار من ينتشلها من الكارثة البيئية

أم النصر البدوية منطقة منكوبة في انتظار من ينتشلها من الكارثة البيئية
ما إن تقترب من قرية “أم النصر” البدوية، حتى تدهمك الروائح النتنة، التي تزكم الأنوف، من كل حدب وصوب، بسبب فيضان المياه العادمة، التي اختلطت بأتربة الأرض وبقايا البيوت التي غمرتها، مخلفة كارثة بيئية، ومأساة إنسانية، تتمثل في خمسة قتلى من الأطفال والنساء، وعدد من المفقودين، و250 منزلا مهدما، وتشريد 1500 شخص عن بيوتهم، وأمراض وأوبئة توشك أن تفتك بسكانها.

لقد تحولت القرية إلى منطقة منكوبة، وكأنه لم يكن ليكفيها عزلتها عما هو حولها من المناطق، وخاصة “بيت حانون” التي تقع شرقها، ومساكن العودة وتل الزعتر.. بسبب المستعمرات الصهيونية المحاذية لها سابقا، أو ما ألحقه الاحتلال بها قبل أن يرحل، من تجريف لعشرات الدونمات الزراعية، وللطرق المؤدية إليها، وتدمير للخط الرئيس لشبكة المياه، الذي كان يغذي القرية، وقطع للاتصالات الهاتفية عنها.

                                              سيل من مياه المجاري

إلى جانب الطريق المؤدية إلى “أم النصر” جلس المواطن العجوز “أبو محمد” وهو في حالة من الحزن والشرود، فبيته الذي كان يأوي إليه صار بركة من الماء الآسن، لا يمكن أن يعيش فيه بعد اليوم. عندما اقتربنا منه لنسأله عما حدث، أجابنا بسخرية وألم قائلا “بكل بساطة كنا نائمين في بيوتنا في أمان الله وفجأة رأينا أنفسنا وسط سيل من مياه المجاري أعزكم الله”.

أما الحاجة “أم إياد” التي كانت قريبة من فرق الإنقاذ والإسعاف فتساءلت بألم: “أليس حراما أن يتركونا فريسة للمياه العادمة التي جرفتنا، وجرفت أطفالنا وملابسنا وطعامنا وبيوتنا وكل ما نملك؟”، رغم أن أهل القرية سبق أن نبهوا إلى مخاطر حوض الصرف الصحي، القريب منهم. وأضافت قائلة إنها توجه كلامها “إلى كل مسؤول عن هذا الشعب، والذي يفترض أن يكون مؤتمنا، عندما اختاره الناس للمهمة، التي هو على رأسها”.

                                             تحذيرات دولية سابقة

 
وبحسب تقارير دولية فإن الأمم المتحدة حذرت منذ عام 2004 من خطر حوض الصرف الصحي، القريب من قرية “أم النصر”، لأنه يستغل بأكثر من طاقته الاستيعابية، من المياه العادمة، (مصمم لاستيعاب مياه الصرف لـ 50 ألف شخص بينما يستوعب حاليا مياه صرف لـ 110 آلاف شخص).

وخشية مما هو أسوء، يطالب المواطن “أبو محمد” بحل جذري لمشكلة حوض الصرف الصحي، خوفا من انفجاره كاملا، حتى “لا يقضي على كل ما هو جميل في حياتنا”، مطالبا بحياة بعيدة عن مخاطر التلوث البيئي، كما يعيشها “سائر الجيران في القرى المجاورة”.

ما تزال قرية “أم النصر” عند خط الحاجة، من جراء مأساتها الإنسانية، وهي تستصرخ أصحاب الضمائر الحية لنجدتها، والإسهام في التخفيف من معاناة وآلام المصابين، والمتضررين من سكانها.

يذكر أن قرية “أم النصر” تقع في محافظة شمال غزة، وتبلغ مساحتها 800 دونم، ويسكن فيها نحو خمسة آلاف شخص، وغالبية بيوتها عبارة عن أكواخ من صفيح ومن سعف النخل، والبنية التحتية فيها ضعيفة، والخدمات فيها متواضعة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...