الجمعة 05/يوليو/2024

كيف سيفعّلون المبادرة العربية؟

كيف سيفعّلون المبادرة العربية؟

صحيفة الدستور الأردنية

نص البيان الختامي لقمة الرياض على تفعيل المبادرة العربية، على اعتبار أن هذه الأخيرة مجرد إطار نظري ينبغي حمله إلى العالم والتفاوض بشأنه، الأمر الذي يذكّرنا بقصة وثيقة الوفاق الوطني الشهيرة (وثيقة الأسرى)، فعندما مررتها حماس بعد التهديد بالاستفتاء عليها، بادر من بشّروا بها إلى لعبة جديدة أسموها محددات البرنامج السياسي للحكومة، وهي محددات لا تلتزم بالوثيقة بل تتجاوزها نحو تنازلات عنوانها شروط الرباعية الدولية.

نقول ذلك رغم تأكيد القمة على التزام نصوص المبادرة، وهنا نشير إلى افتتاحية صحيفة هآرتس الإسرائيلية، عدد (الأربعاء)، يوم افتتاح القمة، والتي أكدت على القناعة الإسرائيلية بالتحول الجديد حين قالت: “على رغم أن “إسرائيل” ليست مدعوة إلى مؤتمر الدول المعتدلة في الرياض، فإن عليها أن تدعم وجوده وتفرح لأن الدول العربية، وبرعاية دولية، تحرك مسيرات المصالحة مع “إسرائيل”..”.

قبل ذلك بيومين، كان المحلل الإسرائيلي الشهير (بن كسبيت) يكتب في صحيفة معاريف مقالاً بعنوان “يعدون طاولة المفاوضات” يؤكد فيه أن مؤتمر سلام سيعقد في نيسان أسماه مؤتمر العشرة، ستحضره الرباعية الدولية، والرباعية العربية، إضافة إلى السلطة الفلسطينية والدولة العبرية.

أما بشأن معضلة حق العودة التي تعيق المفاوضات، فقد أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن صفقة أمريكية عربية ستعالجها عبر تعويضات للاجئين الذين سيختارون البقاء في الدول المضيفة، فيما سيعود الآخرون إلى مناطق السلطة، مع العلم أن المبادرة لم تتحدث عن تطبيق حق العودة، بل تحدثت عن حل متفق عليه مع الدولة العبرية.

تلك هي قصة تفعيل المبادرة العربية التي خرجت بها القمة، أقله من زاوية النظر الأمريكية الإسرائيلية. فالمطلوب هو عمليات تفاوض وتطبيع، بصرف النظر عن شكلها وطبيعتها، أكانت مؤتمراً موسعاً أم ما دون ذلك من اتصالات، فيما نعلم أن رايس قد رتبت للقاءات دورية بين محمود عباس وإيهود أولمرت كمقدمة للتحرك الجديد.

المهم أن يجري بث الوهم بوجود عملية سلام في المنطقة تسمح للأمريكان بالتفرغ للعراق ولمعالجة الملف النووي الإيراني، لا سيما في ظل حرص بعض الدول العربية على معالجته بالقوة، اعتقاداً منها بأنه ما من شيء سيخلّصها من الصداع الإيراني سوى الأمريكان.

والسؤال المطروح هو: هل سيدفع الملف الفلسطيني ثمن المغامرة الجديدة التي تذكّرنا بما جرى منتصف التسعينيات من تطبيع عربي إسرائيلي، ومفاوضات وصلت جدارها المسدود في كامب ديفيد، صيف العام 2000، ومهّدت لانتفاضة الأقصى نهاية أيلول من نفس العام؟، كل ما يطرح هنا وهناك من كلام ومبادرات إنما يدخل في ذات السياق الذي أشرنا إليه مراراً، والمتعلق ببث أوهام السلام في المنطقة، الأمر الذي يشكل مصلحة إسرائيلية بالتأكيد، ليس فقط لأن معالجة الملف النووي الإيراني هو مطلبها الأساسي هذه الأيام، إلى جانب النجاح أو تجنب الفشل الأمريكي في العراق، بل أيضاً بسبب الحاجة إلى لملمة الأوراق الداخلية بعد هزيمة لبنان وما تركته من تداعيات على المجتمع والدولة في ظل حالة فقر قيادي لافت.

لا خلاف على أن محور الاعتدال العربي هو الأقوى هذه الأيام، وها هي سوريا تضطر إلى مغازلته وطلب رضاه، فيما ينضوي الفلسطينيون، ومن ضمنهم حماس المأزومة بالحصار تحت لوائه، لكن ذلك لا يعني أن ما تريده واشنطن وتل أبيب سيتحقق، فهو لن يغير من واقع الفشل الأمريكي في العراق، ولن يشكل دليلاً على أن العدوان على إيران سيكون محطة للنجاح.

ولو كانت غطرسة القوة حلاً لمشاكل واشنطن، لما كان حالها على ما هو عليه الآن، من أفغانستان إلى العراق.

لعلها رحلة تيه جديدة وجري عبثي خلف سراب السلام، لكن الجدار المسدود ينتصب هناك على مرمى قليل من الوقت. ومن يصدق أن ثمة سلاماً قادماً، فما عليه سوى إعادة قراءة التجربة السابقة بقليل من التدبر.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

١١ عملاً مقاوماً في الضفة خلال 24 ساعة

١١ عملاً مقاوماً في الضفة خلال 24 ساعة

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام سجل مركز معلومات فلسطين "معطى" 11 عملاً مقاوماً، توزعت بين اشتباكين مسلحين، وتفجير عبوة ناسفة، واندلاع مواجهات...