السبت 10/مايو/2025

في ذكرى يوم الأرض 2007 الديموغرافيا تنتصر للفلسطينيين

د. يوسف كامل إبراهيم

يصادف يوم الثلاثين من مارس كل عام ذكرى يوم الأرض الفلسطينية، وفى هذا العام يحيى الفلسطينيون الذكرى الواحد والثلاثين ليوم الأرض اليوم ، وإحياء ذكرى يوم الأرض من كل عام هو مناسبة يعبر فيها الفلسطينيون عن تمسكهم بأرضهم واحتجاجا على الممارسات الصهيونية من سلب ونهب ،ولكن هذا العام سيحيي الفلسطينيون ذكرى يوم الأرض في ظل انتصار الديموغرافيا وبدء انقلاب الميزان الديموغرافي لصالح الشعب الفلسطيني مبطلين بذلك أحد أكاذيب الحركة الصهيونية (فلسطين أرض بلا شعب).

 صراع الأرض والإنسان:

لقد أخذ الصراع العربي الصهيوني منذ بدايته صراعا على الأرض والسكان، وكان وما يزال الهدف الأساس للحركة الصهيونية أولا ، وإسرائيل لاحقا ، هو الاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من أرض فلسطين واستعمارها بأكبر عدد ممكن من المستوطنين اليهود القادمين في موجات متلاحقة من المهاجرين، بل أن المقياس الأهم لرصد مدى نجاح الصهيونية في مشروعها الاستعماري في فلسطين يتلخص في نسبة الأراضي التي استولت عليها منذ بداية نشاطها ، ومدى قدرتها على اجتذاب المهاجرين اليهود ونجاحها في استيعابهم وتوطينهم في فلسطين ،وعلى هذا الأساس فإن العاملين الجغرافي(الأرض) والديموغرافي يبقيان لهما الكلمة الأخيرة في الصراع الذي تخوضه الحركة الصهيونية في فلسطين ، وما الممارسات الإسرائيلية على الأرض متمثلة في تهجير الفلسطينيين تهجيرا قسريا من قراهم ومدنهم وانتزاع الأرض من أصحابها الأصليين و السيطرة عليها بكافة الوسائل والطرق ، حيث لم يستطع اليهود إعلان دولتهم إلا بعد أن اكتمل العدد الكافي من المهاجرين إلى فلسطين ومن هنا بدأ الصراع يظهر على الأرض و أخذ في نهايته شكل الصراع الجغرافي والديموغرافي محاولة منهم إثبات ما أدعوه أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض .

عام 2007 الحسم الديموغرافي لصالح الفلسطينيين:-

على الرغم من الممارسات الصهيونية طوال سنين الصراع الممتدة من قبل إعلان الدولة الصهيونية على أرض فلسطين وحتى الآن من مذابح وقتل وتشريد وتهجير قسري إلا أن الوجود الصهيوني المنتشر على أرض فلسطين التاريخية سيصبح مع نهاية عام 2007 لا يشكل أغلبية ، حيث أن الفلسطينيين سيصبحون على تساوٍ من الناحية العددية مع اليهود وهذا سيدحض الخرافات والأساطير التي اعتمدت عليها الصهيونية في إقامة دولتهم على أرض فلسطين التاريخية ومن هذه الأساطير أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، ومن المتوقع في السنوات القادمة وابتداء من العام 2008 سيكون التفوق الديموغرافي لصالح الفلسطينيين على جميع الأرض التاريخية لفلسطين ، حيث يتوزع الفلسطينيون في ثلاث تجمعات جغرافية منفصلة وهي الضفة الغربية ، قطاع غزة ، والأراضي التي احتلت عام 1948 والتي يطلق عليها دولة إسرائيل ويسمى الفلسطينيون فيها بعرب الداخل أو فلسطينيي 48 والجدول التالي يوضح بالتفصيل التوزيع السكاني على أرض فلسطين التاريخية والميزان الديموغرافي للتكتلات السكانية ونسب التمثيل من الإجمالي العام ونسب التغيير طوال الفترة مابين 2001حتى 2007 وذلك بالأرقام والإحصائيات المستمدة من مصادر فلسطينية وإسرائيلية رسمية 

الميزان الديموغرافي المتوقع على أرض فلسطين حتى نهاية العام 2007.

الجدول من عمل الباحث استناد إلى الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ، وجهاز الإحصاء الإسرائيلي

عام 2007،2006 هي عبارة عن تقديرات بنفس نسب تمثيل المجموعات السكانية من نفس المجموعة وليس من الإجمالي

فلسطينيو 48 يظهرون في الإحصائيات الإسرائيلية تحت عنوان (عرب) في حين يظهر اليهود تحت عنوان (يهود)

 

من خلال الجدول السابق والمؤشرات السكانية التي يتكون منها والمستمدة من جهازي الإحصاء الفلسطيني والإسرائيلي، يتضح أن الميزان الديموغرافى سيحسم مع نهاية العام 2007 لصالح الفلسطينيين بغض النظر عن مكان وجودهم سواء في الضفة الغربية وقطاع غزة أو في داخل إسرائيل ، فسيصل عدد الفلسطينيين على أرض فلسطين التاريخية في العام 2007 حوالي 5.461.705 فلسطيني في نفس الوقت الذي سيكون فيه عدد اليهود على أرض فلسطين التاريخية5.466.200 يهودي ، ويرجع هذا التفوق الديموغرافي للفلسطينيين إلى الزيادة الطبيعية الناتجة عن ارتفاع في معدلات المواليد في حين أن الزيادة السكانية عند اليهود اعتمدت وبشكل مباشر على المهاجرين القادمين من جميع أقطار العالم وخاصة في السنوات العشر الماضية عندما تم استقدام مئات الألوف من يهود الفلاشا والأرجنتين والاتحاد السوفيتي، وعلى الرغم من أن هناك شكوك كبيرة على أعداد كبيرة من هؤلاء المستجلبين من انتمائهم للدين اليهودي.

ملامح المشكلة الديموغرافية:-

يزداد الجدل يوميا في إسرائيل حول ما يسمى بـ “المشكلة الديمغرافية ، التي تهدد بشكل واضح الحفاظ على “يهودية الدولة” من وجهة نظر إسرائيل، على ضوء تراجع نسبة اليهود أمام العرب في فلسطين التاريخية ، وكذلك داخل حدود إسرائيل المعترف بها، مناطق 1948، ويشكل هذا الجدل محفزا لظهور خطط وبرامج سياسية خطيرة جدا على العرب، وعلى رأسها انتشار فكرة “الترانسفير”، الطرد الجماعي، للعرب من وطنهم .

وينبع القلق الإسرائيلي من مصدرين الأول هو نسبة التكاثر المنخفضة لدى اليهود مقارنة مع العرب ، والثاني تراجع أعداد المهاجرين اليهود إلى إسرائيل بنسبة 80% وأكثر وذلك بسبب قرب نضوب الخزان البشري لليهود خارج فلسطين التاريخية، مقارنة عما كانت عليه في سنوات الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضي،أما السبب الثالث فيرجع الى حالة الاندماج التي تمارسها بعض التجمعات اليهودية داخل المجتمعات الأوربية مقابل استمرار رغبة أبناء الشعب الفلسطيني بمطالبتهم لتحقيق قانون حق العودة إلى فلسطين التاريخية ،ومن ملامح الأزمة الديموغرافية في إسرائيل

‏1‏ – أن دولة “إسرائيل”‏،‏ لم تستطيع استيعاب سواء 39% من يهود العالم والذين ينتشرون في جميع أصقاع الأرض 

‏2‏ – إن حالة التراجع العددي لليهود على مستوى العالم ،وتراجعهم في التمثيل النسبي من السكان الذين يقطنون فلسطين التاريخية إنما يمثل لهم مشكلة وجودية وقد عبر عن ذلك اليهودي الفرنسي جورج فريدمان عندما أشار إلى موت الشعب اليهودي‏،‏ تعبيراً عن التراجع العددي والإحصائي لليهود في العالم‏،‏ كما نبه في الثمانينات شمعون بيرس أحد أبرز القيادات الصهيونية إلى خطورة الواقع الديموغرافي الذي يعيشه اليهود وقال لقد أصبحت المشكلة الديمغرافية‏،‏ – المشكلة العددية للشعب اليهودي في عصرنا كما يشهد العالم تناقص عدد اليهود في العالم‏،‏ فنحن لم نعد أقل الشعوب عدداً فحسب بل أيضا أكثرها تناقصاً‏.‏

‏3‏ – إسرائيل لم تعد المكان الآمن لليهود مما دفع الكثير من اليهود بالهجرة العكسية والعودة إلى الأماكن التي جاءوا منها وقد صرح بذلك زعيم حزب المفدال ووزير البناء والإسكان في حكومة شارون السابقة بأن “إسرائيل” هي المكان الأقل ملاءمة من بين دول العالم بالنسبة لليهودي الذي كان يتطلع إلى العيش برفاهية وأمن وآمان داخل دولة إسرائيل.‏

‏4‏ – الخطر الحقيقي الذي يتخوف منه اليهود وهي ارتفاع نسبة تمثيل الأقلية الفلسطينية داخل دولة إسرائيل لتصل إلى حوالي 20% من إجمالي سكان دولة إسرائيل،الأمر الذي يحول دولة إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية ،إلى جانب تفوق الفلسطينيون في التواجد الجغرافي والديموغرافي في بعض مناطق فلسطين التاريخية كما هو حاصل في مدن وقرى شمال فلسطين والضفة الغربية وقطاع غزة.

نمو فلسطيني أكثر:-

فقد أظهرت معطيات نشرها الجهاز المركزي للإحصاء الإسرائيلي أنه في نهاية العام 2005، بلغ عدد السكان في إسرائيل 6،990،700 نسمة، من بينهم 5،313،800 يهودي، مقابل 1،377،100 عربي (تشمل الجولان وسكان القدس)، في حين هناك 299،800 تم تصنيفهم بـ”آخرين” وهم من أبناء عائلات “قادمين جدد” من غير اليهود.

وسجل في العام نفسه ارتفاع في عدد السكان بنسبة 1.8%، يعود 86.5% منها إلى الزيادة الطبيعية.

وأشارت المعطيات أن “هجرة اليهود” إلى إسرائيل شكلت 13.5% من الزيادة السكانية في العام 2005، مقابل 56% في بداية سنوات التسعينيات. كما تبين أن نسبة الزيادة لدى اليهود تصل إلى 1.5%، مقابل 3% لدى العرب المسلمين (بحسب دائرة الإحصاء)، في حين بلغت الزيادة لدى العرب الدروز في العام نفسه 1.9%، مقابل 1.4% للعرب المسيحيين.

المستجلبون ليسوا يهودا:

ففي تقرير نشرته صحيفة هارتس الصهيونية بتاريخ 12/1/2006 ظهرت أرقام مفاجأة تتعلق بهجرة غير الفلسطينيين إلى فلسطين في السنوات الثلاثة الأخيرة ، ولم تتردد الصحيفة في اختيار العنوان المذكور باعتبار أن لديها أرقام التي تثبت ذلك.

وتقول هارتس أن 55% من بين 31 ألفا من المستجلبين إلى الكيان الصهيوني منذ العام 2003 والقادمين من دول ما كان يطلق عليه الاتحاد السوفييتي يعتبرون أنفسهم من دون دين حين يجري تسجيلهم في دائرة السكان ، وتؤكد الصحيفة أن هؤلاء وحين طلب منهم الإشارة إلى ديانتهم أمام وزارة الداخلية أشاروا إلى أنهم من دون ديانة للحصول على إمكانية المواطنة إلا أنهم في حقيقة الأمر كانوا مسيحيين.

ومن بين أكثر من 16 ألف مثلهم اعترف 524 مستجلبا فقط أنهم مسيحيين وللمثال لا للحصر ، فمن بين 8707 مهاجرا من دول الاتحاد السوفييتي سنة 2005 كان 4773 منهم أشاروا إلى أنهم من دون ديانة وهي نسبة مئوية تصل إلى 55% من المجموع السنوي.

اما في العام 2004 فقد كانت نسبة الذين أعلنوا أنهم من دون دين 56% وفي العا

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات