السبت 10/مايو/2025

انتهاك المشاعر بتقبيل رايس وأولمرت!

أحمد سعيد

يغيظني جداً أن أرى على شاشة التلفزيون بعض المسؤولين الفلسطينيين يقبّلون وزيرة الخارجية الأمريكية رايس، وسبب الغيظ يعود أولاً إلى أنها مشاهد مسيئة لمشاعر الشعب الفلسطيني من الناحية الدينية، فلا ريب أن شعبنا محافظ في معظمه، وسوف لن يتفهم أي مبرر لهذه القبل الحارة. والغريب أن أولئك المسؤولين لا يمانعون بل ويعلمون جيداً أن الكاميرات تلتقط عشرات الصور لهم أثناء الاستقبال.

فإذا كان هذا الأمر مقبول لهم على صعيد الاختيارات المسلكية والقيم الشخصية فهم أحرار، لكن ألم يفكروا في ترتيبات بروتوكولية تستثني على الأقل مشاهد القبل من أمام الكاميرات احتراماً لمشاعر شعبهم؟

وثانياً فإن في مشاهد الاستقبال والقبل الحارة لرايس استهتاراً بدماء الشهداء الذين قضوا بالأسلحة الأمريكية والإسرائيلية ولذويهم، وللأسرى الأبطال والجرحى والمعوقين، ولكل شعبنا المحاصر والمجوع بقرار أمريكا “زعيمة العالم الحر”. أيستكثر أولئك المسؤولين على شعبنا احترام مشاعره، بل ويضحون بها في سبيل حصولهم على الرضا والود الأمريكيين من خلال رئيسة الدبلوماسية الأمريكية؟

والمفارقة الكبيرة أن كل هذه العلاقات التي تبدو دافئة مع رايس وتجللها القبل والأحضان لم ولن تؤدي إلى أي خير أو فائدة للشعب الفلسطيني، فعلامَ هذا التهافت على رايس وغير رايس؟

لقد راعنا ما ذكرته بعض الصحف إثر اللقاء الأخير بين أبو مازن وأولمرت أن الأخير طلب إبعاد وسائل الإعلام عن لحظة استقباله لأبو مازن حتى لا تلتقط له صورأ وهو يقبل أبو مازن خلال هذا الاستقبال!!

إذا كانت اللقاءات مع الأمريكيين والإسرائيليين شراً لا بد منه، فينبغي على الأقل أن تظهر على وجوه ومسلكيات من سيلتقونهم من المسؤولين الفلسطينيين أمارات الجدية والرزانة والاحترام لأبناء شعبهم، لا أن يشعر المواطن وكأن غاية المسؤول الفلسطيني نيل الحظوة والمكانة الفارغة والشكلية وكيل المديح له والثناء عليه “لاعتداله وبراغماتيته” من قتلة الأطفال في فلسطين والعراق!!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات