الخميس 08/مايو/2025

كلاب الإسرائيليين

كلاب الإسرائيليين
العالم كله شاهد منظر الكلب الإسرائيلي وهو يهاجم المرأة الفلسطينية وينهشها في يديها ورجليها وثوبها، ويروعها.
والأبشع من فعل الكلاب الحيوانية كان منظر الكلاب البشرية، منظر الجنود الإسرائيليين وهم يشاهدون ذلك المنظر الإجرامي السادي اللاإنساني وهم يتلذذون ويتركون الكلب يفعل ما يشاء، من غير ان تتحرك ضمائرهم، وهم يشاهدون حيواناً يهاجم إنساناً وينهش في جسمه. وكيف تتحرك ضمائرهم وهم الكلاب الحقيقيون، لأنهم هم المسؤولون عن هذه العملية، بما تمليه ضمائرهم ووظيفتهم العسكرية. هم الذين يحضرون الكلاب، ويأمرون الكلاب، ولا يفهم لغة الكلاب إلا الكلاب.

نعم ، سجل الجرائم والمخازي والفضائح للحكومة الإسرائيلية مملوء بالممارسات التي أمكن التقاط بعضها وتصويره وروايته ونقله ، ولكن الكثير منها غاب عن اعين الناس وأسماعهم ، وبقي في ذاكرة المعتدى عليه وضميره. هم الذين دمروا البيوت على أهلها الفلسطينيين ، وهم الذين اغتالوا الشيح أحمد ياسين والدكتور الرنتيسي ، وهم الذين مرروا الدبابات الإسرائيلية على الأسرى المصريين وهم أحياء ، وهم أصحاب جرائم أطفال قانا وبحر البقر ، وهم أصحاب مشهد قتل محمد الدرة وإيمان حجو ، وهم أبطال الجريمة من أولها لآخرها.

ولكن هذا المشهد ، مشهد الكلب الإسرائيلي أو الإسرائيلي الكلب ، وهو ينهش المرأة الفلسطينية من نوع آخر، من نوع جديد. كثير من هذه المشاهد والجرائم وجدناها عند الأمريكان في العراق، وجدناها على الأرض وفي الشوارع والأزقة، كما وجدناها في سجن أبي غريب وغيره من السجون الأمريكية، وكأن الرحم معقودة بين الجندي الأمريكي والجندي الإسرائيلي، وكأن الثقافة واحدة والأوامر واحدة ، ولولا الحكمة لقلنا والديانة واحدة.

وهنا لا ندري أيهما يعلّم الآخر ، الإسرائيليون يعلّمون الأمريكان ، أم العكس هو الصحيح. وإذا استوى الكلب والإنسان في الفعل الواحد: فإن الكلب البشري ، الجندي الإسرائيلي هو المسؤول الأول ، لأنه هو الذي استعان بالكلب وأمر الكلب ، وهو يمارس فطرته وغريزته. الجندي أم الكلب ، فمن أمر الجندي ، ومن زوده بالكلاب لتكون له عوناً ، ونوعاً من الجند الحيوانية.

الذي أمر الجندي وزوده هم المسؤولون العسكريون ، هم وزير الدفاع ورئيس الأركان ورئيس الوزراء ، أولئك هم المسؤولون قبل الجندي العبد المأمور ، وقبل الكلب المأمور ، فمن يحاسب هؤلاء القادة ، ومن ذا الذي يجردهم من الصفات الإنسانية؟

وتعالوا ننظر إلى الإجرام العالمي ، اجرام الدول الكبرى ، إجرام الدول الأوروبية ، إجرام مجلس الأمن ، وهم جميعاً يقولون: إن الذي يناهض السامية مجرم ويعاقب باسم القانون ، وإن الذي ينكر وقوع محرقة الهولوكوست ضد اليهود هو مجرم ، ويطارده القانون ، ويدخل السجن ويغرم ويعاقب ، ولكن الذي يطلق كلابه على بني الإنسان لا يُسأل عما يفعل.

 
* صحيفة الدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات